|

أخصائي تركي يحذر من مخاطر التغيرات المناخية المتطرفة على صحة أجسامنا

الطبيب التركي المختص بالأعصاب سنان جانان للأناضول: ـ الهرمونات في جسم الإنسان تتأثر بالحرارة والتغيرات المناخية ـ اكتئاب الخريف هو الأكثر شيوعا بين حالات الاكتئاب الموسمي ـ المشي وتغيير العادات الغذائية أفضل طرق مكافحة الاكتئاب

13:52 - 15/08/2023 mardi
الأناضول
تغيرات المناخ خطر بيئي يرهق أجسادنا
تغيرات المناخ خطر بيئي يرهق أجسادنا

حذر الطبيب التركي المختص بالأعصاب سنان جانان، من مخاطر التغيرات المناخية المتطرفة على صحة الدماغ البشري، وعمل النظام الهرموني لدى الإنسان وتوازنه.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال جانان إن عمل الدماغ يعتمد على ضوء الشمس، لذلك فإن التغيرات في حالة الطقس قد تتسبب بما يسمى "الاكتئاب الموسمي".

كما رأى أن التغيرات المتطرفة في حرارة الطقس، وراء زيادة عدوانية بعض الرجال وكثرة حالات الانهيار العصبي، بسبب الاختلافات الهرمونية التي تنتج عن الطقس الحار.

وبالحديث عن الاكتئاب الموسمي، أوضح جانان أن هذا النوع من الاكتئاب قد يعانيه البشر "خلال أشهر الخريف والشتاء، وأيضا مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، في أشهر الصيف".

وأضاف: "يفرز الجسم هرمون الميلاتونين بعد غروب الشمس ليهيئ الشخص للنوم، لذلك، فإن أي خلل يطرأ على آلية عمل هذا الهرمون، يؤثر على الصحة النفسية".

وأشار الطبييب جانان إلى أن الهرمونات في جسم الإنسان تتأثر بالتغيرات المناخية.

وتابع: "النظام الهرموني يعمل كقائد أوركسترا، إذا قام هذا النظام بتغيير الإيقاع، فإن جميع الإيقاعات في الجسم يطرأ عليها تغييرات".

ولفت إلى أنه رغم قدرة البشرة على "التكيف" مع جزء كبير منها، فإن هناك تغييرات متطرفة يصعب التأقلم معها، لا سيما التي تحدث جراء العيش في بيئات غير مألوفة بالنسبة للجنس البشري.

وأردف: "في هذه الحالات المتطرفة، يواجه النظام الهرموني صعوبات في التكيف، ما يؤدي إلى مشكلات فسيولوجية (علم وظائف الأعضاء) ونشوء مجموعة من المشكلات النفسية، بينها الاكتئاب".

ووفقا للطبيب جانان، فإن النوع الأكثر شيوعا من الاكتئاب الموسمي مرتبط بفصل الخريف عندما يبدأ الطقس بالبرودة وينحجب ضوء الشمس بسبب الغيوم.

وفي مثل هذه الحالة، ينخفض هرمون السيروتونين في الدماغ، ما يسبب عددا من الأعراض، تظهر على شكل حالة من عدم الرضا، ومشكلات في النوم، وأخرى في الشهية، إضافة إلى الإحجام عن المشاركة الحياة الاجتماعية، وتدهور العلاقات والرغبة في العزلة.

* مشكلات وتغيرات متطرفة

وفي السياق، ذكر جانان أنه في مثل هذه الحالات، تبدأ معاناة الجسم البشري مع عدد من المشكلات الجسدية بالإضافة إلى أخرى النفسية.

وقال إن من بين أكثر المشكلات شيوعا في هذه الحالات "التهاب المعدة، والقرحة، وأمراض التمثيل الغذائي، وخلل جهاز المناعة".

واعتبر أن هذه المشكلات العضوية والجسدية بمثابة "ردود فعل يطورها الجسم في البيئات العصية على التكيّف".

وأردف: "العالم يشهد منذ فترة تغيرات ملحوظة في المناخ ودرجات الحرارة، فلا الشتاء بات يشبه فصول الشتاء التي اعتدنا عليها قديما، ولا الصيف بات مثل أشهر الصيف التي اختبرتها أجسامنا".

وشدد على أن هذه التغيرات المتطرفة نتج عنها "تفاعلات إضافية داخل الجسم، ما يعزز إمكانية حدوث الاكتئاب".

كما لفت إلى أن الحرارة المرتفعة "تسبب فقدان الماء بشكل مفرط في الجسم، وتزيد درجة حرارته".

* تهديد التوازن الهرموني

وعلى هذا النحو، ركز الطبيب جانان على التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة في التوازن الهرموني والسلوك البشري، لا سيما لدى الرجال.

وأوضح أن هناك تأثيرات متعددة للهرمونات الناتجة عن الطقس الحار على كلا الجنسين، مشيرا إلى أن هذا النوع من الهرمونات "يزيد العدوانية خاصة عند الرجال، وهو ما يفسر سبب شيوع أعمال العنف في أشهر الصيف".

وعليه، حذر جانان من أن التغيرات المتسارعة في حالة الطقس ودرجات الحرارة، قد تسبب لدى البعض "انهيارات عصبية وعقلية وجسدية خطيرة، تسهل ظهور أمراض معينة".

ورأى جانان أن أفضل طرق مكافحة الاكتئاب ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل، إضافة إلى تغيير العادات الغذائية بتقليل تناول السعرات الحرارية المفرطة مع استهلاك الدهون الصحية والكربوهيدرات المتوازنة.

#اكتئاب موسمي
#التغير المناخي
#الحرارة
#الشتاء
#الطقس
#بيئة
#درجات الحرارة
#صحة
#عام
#مجتمع
il y a 8 mois