أشاد رائدا فضاء بالجهود التي تبذلها تركيا في مجال الفضاء سواء فيما يتعلق بالأبحاث العلمية أو التطور التكنولوجي الذي حققته البلاد وساهم بدوره في أن تصبح "جزءا من عائلة الفضاء".
جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها الأناضول مع رائد الفضاء المتقاعد في ناسا جون داني أوليفاس وزميله الهولندي من وكالة الفضاء الأوروبية أندريه كويبرز، على هامش مشاركتهما في مؤتمر "الكواكب" الذي نظمته الرابطة التركية لمستكشفي الفضاء بالتعاون مع مركز كوكمان لتدريب الطيران الفضائي في المعهد العالي للأعمال بولاية بورصة التركية (غرب).
وأشار رائدا الفضاء في حواراتهما المنفصلة إلى استعداد رواد فضاء أتراك للذهاب في مهمة إلى الفضاء، حيث قال أوليفاس: "ستكون بطريقة ملهمة ومفيدة لرواد وأبحاث الفضاء".
ونهاية 2023، من المقرر أن ينطلق ألبير غزر أوجي" و"توفا جيهانغير أتاسيفر"، أول رائدي فضاء تركيين في مهمة فضائية بعد تلقيهما تدريبات مكثفة في مدينة هيوستن الأمريكية وسط متابعة وثيقة من وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في خطاب ألقاء على هامش مهرجان "تكنوفيست" لتكنولوجيا الطيران والفضاء في إسطنبول، في 29 أبريل/ نيسان الماضي، إن رائد الفضاء التركي الأول سيقوم بمهمته في محطة الفضاء الدولية لمدة 14 يوما، ورائد الفضاء الاحتياطي سيعزز تدريبه من خلال إجراء رحلة شبه مدارية.
**تركيا والعمل في مجال الفضاء
قال رائد الفضاء المتقاعد في ناسا أوليفاس إن "الجهود التي تبذلها الحكومة التركية في مجال أبحاث الفضاء مثيرة للإعجاب وتحظى بكل التقدير".
وذكر أن رواد فضاء أتراك "يستعدون في الوقت الحالي للذهاب إلى الفضاء بطريقة تُلهم مهندسي وعلماء الجيل القادم"، مضيفا: "هذه الرحلة ستكون مفيدة لرواد وأبحاث الفضاء، والجهود التركية للتنمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا".
ومن جانب آخر، قال أوليفاس إن بعض الناس يواجهون صعوبة في فهم كيفية وصول البشر إلى القمر.
وأضاف: "هناك العديد من الناس لا يصدقون أن البشر تمكنوا بالفعل من الذهاب إلى القمر"، مشيرا إلى أنه لا يقصد التقليل من احترام تلك الفئة.
وأردف: "يبدو الأمر صعبا لكننا فعلناها حقا، وسنفعلها مرة أخرى، أعتقد أنه ما من طريقة لتغيير قناعات أولئك الذين يعتقدون أننا لم نذهب إلى القمر قط، أو أن ذلك قد حدث في استوديوهات هوليوود، أو حتى أن الأرض مسطحة".
**مشهد يخطف الأنفاس
يصف أوليفاس مشهد الأرض من الفضاء بأنه "مبهر وخاطف للأنفاس"، قائلا: "خاصة عندما نرى الحدود بين الماء واليابسة".
وأضاف: "المنظر في الفضاء يخطف الأنفاس ويغير النظرة إلى الحياة، وأنا من مؤيدي سياحة الفضاء".
ويعتقد رائد الفضاء المتقاعد في ناسا أنه "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى هذه الفرصة المميزة، ستصبح الحياة أفضل على الأرض".
وقال: "البشر على الأرض يخلقون حدودا لأنفسهم، هذه الحدود تقسم البلدان والمناطق، ومن المحزن أن هذه الحدود أحيانا تجعل الناس لا يستمعون لبعضهم البعض ما يخلق العديد من الأزمات ويدفعهم للتركيز على الاختلافات بدلا من أوجه التشابه".
وأردف: "عندما ننظر إلى الأرض من الفضاء، فإن الحيوانات الوحيدة التي نراها هي في الواقع البشر، علينا أن نفهم أننا جميعا نعيش على هذا الكوكب معا، وعندما ندرك أن الحدود هي مجرد شيء نخلقه في أذهاننا، ربما سنكون قادرين على العمل معا في سلام".
**تركيا جزء من عائلة الفضاء
بدوره، يقول رائد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية كويبرز، إنه زار تركيا لعدة مرات لقضاء عطلاته السنوية فيما يخصص زيارته هذه المرة "للمشاركة بأنشطة مؤتمر الكواكب".
ويضيف: "مؤتمر الكواكب يعتبر مثالا يشار إليه بالبنان على أهمية التعاون بين الشركاء الدوليين الذين يعملون معا لصالح مستقبل كوكب الأرض، وأنا سعيد جدا لأن تركيا جزء من هذا التعاون".
وأوضح كويبرز أن تركيا أصبحت الآن "جزءا من عائلة الفضاء بفضل التطور التكنولوجي الذي حققته البلاد خلال السنوات الماضية".
وأضاف: "أنقرة سوف ترسل أيضا رواد فضاء إلى الفضاء قريبا، فضلا عن الأنشطة المهمة التي تجريها تركيا حاليا في الفضاء (دون تفصيلها)".
**الوصول للقمر
وحول وصول البشر إلى القمر، قال كويبرز إن "الأشخاص المتعلمين جيدا يعرفون كيفية عمل مجالات مثل الفيزياء والكيمياء، وهم بالتالي يعرفون ما هي الحقيقة".
وأضاف كويبرز: "دائما سيكون هناك أشخاص لا يؤمنون بالتطورات التي يحدثها العلم، لأنهم لا يريدون تعلم أشياء جديدة".
واستكمل قائلا: "هناك أشخاص يعتقدون أن الأرض مسطحة، لكن يمكنك أن تكتشف بنفسك أنها ليست كذلك، هكذا كان البشر في العصور الغابرة وهم هكذا الآن".
وأشار إلى أن رواد الفضاء الأتراك الذين يستعدون للذهاب إلى الفضاء "سوف يواجهون العديد من الأسئلة حول كروية الأرض" كتلك التي واجهوها.
ويصف كويبرز الرحلات التي أجراها إلى الفضاء بـ"الرائعة"، قائلا: "لكن كان يتحتم على رواد الفضاء المشاركين في هذه الرحلات، العمل الجاد والخضوع للعديد من التجارب والاختبارات".
وبيّن أنه أمضى في الفضاء حوالي 204 أيام ضمن مهمتين، حيث حصل آنذاك على "فرصة مهمة للاستمتاع بالنظر إلى الكوكب الأزرق".
وأشار إلى أن النظر لكوكب الأرض من الفضاء والمهام الاستثنائية الملقاة على عاتق رائد الفضاء، شكلتا دافعا لديه منذ الطفولة كي يصبح رائد فضاء.
