في اليوم الأخير من رمضان سأتحدث عن حلوى المعمول التي تُجهز في رمضان استعدادا للعيد، وهي من أهم الموروثات الشعبية المشتركة بين معظم المدن الإسلامية في الشرق الأوسط.
تتعدد أنواع الحلويات الرمضانية وتسمياتها وتختلف طرق تحضيرها بعض الشيء بين المدن، ولكنها تتفق في مكوناتها الأساسية، وهي السميد أو الدقيق، وتمر العجوة أو المكسرات، والزبدة والسكر.
ويبدأ عبير المعمول الشهي يفوح في المطابخ والأفران مع بداية رمضان، في معظم المدن العربية، ويزداد تحضيرها في الأيام الأخيرة من رمضان استعدادا لاستهلاكها في عيد الفطر.
تشتهر معظم البلاد العربية بالمعمول، ولا سيما سوريا ولبنان ومصر والعراق وفلسطين.
وهذا النوع من الحلويات له تاريخ موغل في القدم، ولعل الفراعنة هم أول من صنع هذا النوع من الحلويات، فثمة نقوش فرعونية للمعمول الذي رُسمت عليه الشمس التي كانت من الآلهة عندهم. وكان الفاطميون قد استحدثوا ما عُرف بدار الفطرة، وكانت مهمة هذه الدار صنع الكعك وتوزيعه على الناس.
وفي أيامنا كثرت أنواع المعمول وانتشرت في البلدان، بعد تطور الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يبقى الأشهر والأكثر انتشارا بينها المعمول بالعجوة ويُطلق عليه أيضا اسم الأقراص بالعجوة، لأنها عبارة عن عجينة محشية بالعجوة.
وهناك أنواع تُحشى بالجوز أو الفستق الحلبي، كما ظهرت أنواع حديثة أصبحت تُحشى بالقشدة أو ببعض أنواع المربيات كالورد والتين والتفاح.
ومن العادات الشعبية التي ما زالت متبعة في بعض المناطق اجتماع عدد من النساء وإعداد كعك العيد وأنواع المعمول بشكل جماعي لأنه يُصنع بكميات كبيرة ويحتاج إلى تعاون.
وكل عام وأنتم بخير
