أقيم في قطاع غزة، الثلاثاء، بيت عزاء للعلّامة الدكتور يوسف القرضاوي، المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتوافد المعزّون إلى خيمة أقيمت لتلقّي العزاء بوفاة القرضاوي، في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، من بينهم قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلماء دين أعضاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وآخرون من رابطة علماء فلسطين.
وقال نسيم ياسين، رئيس رابطة علماء فلسطين، إن "الشيخ القرضاوي كان من المدافعين عن القضية الفلسطينية، ورمزٌ من رموز العلماء الذين تبنّوا القضية مطلع حياته".
وأضاف في حديث للأناضول: أن "الشيخ كان داعمًا للمقاومة الفلسطينية وأصدر فتاوى لدعمها ودعم المسجد الأقصى".
ولفت إلى أنه "كان حريصًا على أن تكون القضية الفلسطينية قضية المسلمين جميعًا".
وأوضح أن الشيخ القرضاوي "كان من أوائل من دخلوا قطاع غزة لكسر الحصار عنه، وكانت مواقفه شجاعة تجاه القضية".
وفي وقتٍ سابقٍ الثلاثاء، شيّع الآلاف جثمان الشيخ القرضاوي إلى مثواه بأحد مقابر العاصمة القطرية.
وأقيمت صلاة الجنازة على القرضاوي في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بالدوحة، بحضور نجله عبد الرحمن وجموع تقدر بالآلاف، رافعة الصوت بـ"التكبير" وقت خروج الجثمان من المسجد.
وشارك في التشييع مسؤولون قطريون رفيعو المستوى، بينهم الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر، وممثله الشخصي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية خالد بن خليفة آل ثاني، ووزير الأوقاف غانم بن شاهين الغانم.
كما شهد التشييع مشاركة عدد كبير من العلماء والأكاديميين والشخصيات الإسلامية، منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، وعلي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركي، والأكاديمي التركي ياسين أقطاي، والداعية طارق سويدان.
وشهدت الجنازة، مشاركة قادة بارزين بحركة "حماس" الفلسطينية، بينهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، ورئيسها في خارج فلسطين خالد مشعل.
وفي سياق متصل، بثت قناة الجزيرة لقطات متلفزة لمراسم دفن الشيخ القرضاوي في أحد مقابر أبو هامور، وسط حضور غفير.
والإثنين، تقدّمت تركيا وقطر نعيًا إسلاميًا واسعًا للقرضاوي، بعد إعلان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفاة مؤسسه عن عمر ناهز 96 عاما.
والقرضاوي أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر، قضى حياته بين ميادين العلم والدعوة والاجتهاد، ليصبح "علّامة عصره" الفقيه في علوم الإسلام و"داعية الوسطية".
وقدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نجل الراحل عبد الرحمن يوسف، تعازيه لأسرة القرضاوي، سائلاً الله له الرحمة.
وقال الرئيس التركي إن المرحوم "لم يتنازل طوال حياته عمّا آمن به، وكان خير مثال يحتذى به للتوفيق بين مبادئ الإسلام والحياة"، داعيا له بالقول: "أكرمه الله بالجنة وتغمده برحمته".
