قال السفير التركي لدى كاراكاس، شوقي متولي أوغلو، إن العلاقات التركية الفنزويلية تشهد مرحلة تاريخية، مشيرًا أن محاولة الانقلاب التي شهدتها بلاده قبل عامين، "ميلاد حقيقي" للعلاقات بينهما.
جاء ذلك في لقاء أجرته الأناضول مع السفير التركي، تناول فيه زيارة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إلى فنزويلا، الأسبوع الماضي، وتسارع وتيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار متولي أوغلو إلى أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أجرى 4 زيارات إلى تركيا خلال العامين الأخيرين.
وأكد أن فنزويلا تعتبر من أوائل الدول التي أعلنت تضامنها مع الحكومة التركية المنتخبة في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد ليلة 15 يوليو /تموز 2016، ما أدى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل كبير.
وشدد على علاقات التعاون الوثيقة بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الفنزويلي مادورو، وتناولهما للمواضيع بحكمة كبيرة، حيث أوعزا إلى حكومتي بلادهما بالبحث عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وفيما يخص أعمال سفارة تركيا في فنزويلا، أوضح متولي أوغلو، أنهم يبذلون قصارى جهودهم بهدف "تعزيز علاقات الصداقة ومد جسور التعاون من المضائق التركية إلى البحر الكاريبي".
وأردف أن القفزة الكبرى في العلاقات الثنائية بين البلدين لفتت أنظار العالم أجمع، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 155 مليون دولار، في حين سجلت خلال الشهور الـ 7 الأولى فقط من العام الجاري، 970 مليون دولار.
وأعرب عن توقعاته بارتفاع حجم التبادل التجاري خلال العامين المقبلين ليبلغ حاجز الملياري دولار، مشيرًا أن المنتجات التركية في السوق الفنزويلية تزداد يوما عن يوم، وهذا الأمر يجعلهم يشعرون بالامتنان.
وأوضح أن تقدم تركيا في الكثير من المجالات وعلى رأسها الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة، يجعل منها شريكًا وقدوة بالنسبة لفنزويلا التي تعاني الكثير من المشاكل في هذه المجالات خلال السنوات الأخيرة.
وأشار متولي أوغلو، أن فنزويلا تمتلك واحدًا من أهم احتياطي النفط والغاز الطبيعي والمعادن حول العالم.
وأضاف أنه يمكن لفنزويلا الاستفادة من خبرات تركيا في المجال الزراعي، مؤكدًا أنه يمكن لتركيا تحقيق نجاح كبير من خلال مشاريع الزراعة وتربية الحيوان والصناعة القائمة على الزراعة التي ستنجزها في فنزويلا.
وفي المجال السياحي، قال السفير التركي، إن فنزويلا تعتبر من الدول البكر في مجال السياحة، حيث تمتلك نحو 3 آلاف و700 كم من الشواطئ، معظمها يطل على البحر الكاريبي.
واستطرد بأنها تمتلك الكثير من الجزر غير المأهولة، حيث تتمتع بطبيعة خضراء بكر، تنتظر الاستكشاف، مشيرًا أنه يمكن لتركيا إنجاز مشاريع سياحية كبرى في هذه البلاد.
كما أوضح أن سبل التعاون بالمجال الصناعي يعد من أهم الملفات التي يبحثونها مع المسؤولين الفنزويليين، وهو ما تطرق له جاويش أوغلو خلال زيارته الأخيرة، حيث قوبل بردود إيجابية من الجانب الفنزويلي.
وأشار السفير، إلى التقدم الكبير الذي أحرزته تركيا في السنوات الأخيرة في مجال الصناعات الدفاعية، وأن فنزويلا تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا المجال وترغب في التعاون مع تركيا بشأنه.
فيما بيّن أنه يمكن لشركات الصناعات الدفاعية التركية تحقيق مشاريع مهمة في فنزويلا، وذلك لحاجتها الكبيرة للمنتجات الدفاعية.
وفي الختام، أكد متولي أوغلو أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أخرى على فنزويلا، إنما تستهدف الشعب بالدرجة الأولى، مشددًا على رفض بلاده القاطع لهذه العقوبات.
