
اعتمدت لغة التشويه ضد تركيا
وسائل الإعلام الغربية انتهجت لغة التشويه في التعامل مع الأحداث السياسية والإقتصادية في البلد
حملات تشويه ممنهجة عرّت عداءً يطوّق مفاصل إعلام غربي تجاه تركيا، ويسعى لتوظيف أي حدث بالبلد الأخير لضرب تجربته الديمقراطية الرائدة.
فبدءا بأحداث منتزه "غيزي" في إسطنبول، عام 2013، مرورا بمحاولة الانقلاب في مجالي الشرطة والقضاء بين 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، وصولا إلى محاولة الانقلاب الفاشلة، منتصف يوليو/ تموز عام 2016..
أحداث لم يفوّت الإعلام الغربي، من خلالها، أي فرصة للانقضاض على تركيا وعرض قراءات مغلوطة ومغرضة، لغرض المساس بسمعتها.
خط بياني رصده مراسل الأناضول لتعامل الإعلام الغربي مع الأحداث الساخنة في تركيا، مستعرضا ما نشر منذ 2013، في تقارير وأخبار تداولتها لاحقا مواقع تابعة لها باللغة التركية، على غرار "شبكة بي بي سي تركي"، و"دويتشه فيله تركي"، و"صوت أمريكا".
وجاءت وسائل إعلام غربية بارزة في مقدمة الأطراف التي شنّت حملات تشويه بحق تركيا، مثل صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، و"وول ستريت جورنال" الأمريكية، و"ذي إيكونوميست" (بريطانية)، وغيرها.
وبلغت وتيرة تلك الحملات ذروتها اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2013، مع ازدياد الهجمات خلال أحداث شغب جرت بحديقة "غيزي"، حيث وجهت وسائل إعلام غربية انتقادات لاذعة لتركيا بخصوص اقتصادها، وسياستها المتبعة حول سوريا.
وفي هذا الشأن، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مقالا لها بتاريخ 6 سبتمبر/ أيلول من العام المذكور، تحت عنوان "الاقتصاد التركي الذهبي في أحد الأزمنة.. يتلقى الصفعات من كل الجهات".
وجاء بالمقال أن "بورصة إسطنبول حققت أرقاما قياسية في مايو/ أيار من نفس العام، إلا أنها خسرت أكثر من 30 بالمائة من قيمتها، لتطلق بذلك حملة تلاعب برؤوس الأموال الأجنبية".
وفي نفس التاريخ، وصفت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، الاقتصاد التركي بـ "الأكثر هشاشة".
ووفقا لمديرية الصحافة والنشر والإعلام التركية، فإن التعريفات والصفات التي أطلقتها وسائل الإعلام الأجنبية على الإرهابي "فتح الله غولن"، كافية لكي توضح وجهات نظرها من محاولة الانقلاب الفاشلة قبل عامين.
ولم تقتصر حملات التشويه على ما تقدّم، وإنما طالت جميع تفاصيل السياسة التركية سواء الداخلية أو الخارجية، من ذلك التوتر الذي شهدته قبل فترة، العلاقات بين أنقرة وواشنطن توترا كبيرا مؤخرا، متأثرة بعوامل عدة.
ومن بين تلك العوامل: اعتماد تركيا سياسية بعيدة عن الولايات المتحدة والتحالف الدولي بشأن سوريا، وتوصلها لاتفاق مع روسيا بخصوص شراء منظومة صواريخ "إس "400، وتكبيدها تنظيم "ب ي د" الإرهابي خسائر جسيمة، إثر إطلاقها عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمالي سوريا.
كما أدى اعتقال السلطات التركية للقس الأمريكي أندرو برونسون، بتهمة التعاون مع التنظيمات الإرهابية، إلى توتر العلاقات بين الجانبين، بشكل كادت تدرك معه مشارف القطيعة.
وفي الوقت الذي أخذت فيه الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا، كثفت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية وألمانية من أخبارها وتعليقاتها المضادة لتركيا.
ومؤخرا، اكتسبت حملات التشويه التي تشنها وسائل إعلام غربية أبعادا جديدة، عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا، وإطلاق سراح القس الأمريكي برونسون، فضلا عن مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
** لغة التشويه
تلبية لدعوة من نظيره الألماني فرانك والتر شتاينماير، أجرى أردوغان زيارة إلى برلين من 27 إلى 29 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وباليوم الختامي للزيارة، أجرى موقع "دويتشه فيله" تركي تقييما للأخبار التي نشرتها المواقع الألمانية حول الزيارة.
وأطلقت وسائل إعلام ألمانية عناوين قاسية للغاية بحق الرئيس التركي ضمن إطار حملتها الإعلامية، من قبيل صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" التي قالت: "ليس هناك إعادة للعلاقات، أظهر أردوغان مدى ابتعاده عن أوروبا الديمقراطية".
في حين عنونت صحيفة "راين تسايتونغ" خبرها بـ: "تبليغ أردوغان بأن الأمور لا تسير على ما يرام"، بينما أفادت صحيفة "باديشه نيويسته ناكريشتن"، بأنه "ليس المهم السجاد الأحمر الذي فُرش أمام أردوغان، إنما الرسائل التي تلقاها".
** إطلاق سراح القس
الموقع الألماني "دويتشه فيله" تركي عنون خبرا له نشره في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بـ"تعليق المعارضة (التركية) على قرار إخلاء سراح برونسون: لم يعد القضاء مستقلا".
ومن الغد، اعتبر موقع "صوت أمريكا"، في تعليق عن الموضوع نفسه، بالقول: "وأخيرا أردوغان هو من يصدر القرارات في تركيا، وإننا نشكره"، وذلك نقلا عن والدي القس الأمريكي في لقاء خاص معهما.
ونشر نفس الموقع في اليوم ذاته، مقالا تحت عنوان: "الولايات المتحدة رأت أن إظهارها للعصا أمر مفيد".
أما شبكة "بي بي سي" البريطانية، كتبت في موقعها باللغة التركية، في 16 من الشهر نفسه، تقول: "برونسون متحدثا إلى الإعلام الأمريكي: كنا نقيم في مجموعات تبلغ 20 شخصا في سجون تتسع لـ 8 أشخاص فقط"، في محاولة منها لتشويه صورة السجون التركية.
** اتفاقية "سوتشي"
اتفاقية "سوتشي" بين تركيا وروسيا حول إدلب لم تسلم هي الأخرى من حملات التشويه.
ففي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، نشر موقع "بي بي سي" تركي مقالا جاء فيه أن بعض المجموعات المتطرفة لن تجنح إلى تسليم أسلحتها، وأن هذا الأمر سيعرض أمن تركيا للخطر، بقدر ما يحمل من تهديدات على الأمن في سوريا".
** الاقتصاد
موقع "دويتشه فيله" بالتركية، نشر في 24 يوليو/ تموز الماضي، خبرا تحت عنوان "تركيا وصلت لدرجة تطالب فيها بالدعم من صندوق النقد الدولي"، محاولا بذلك خلق رأي عام مضلل حول الاقتصاد التركي.
من جانبه، نشر موقع "صوت أمريكا" الإخباري، في 18 من الشهر الجاري، مقالا تحت عنوان "الاقتصاد التركي ما زال في بداية الأزمة".
وقبل ذلك، وتحديدا في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، نشر موقع "بي بي سي" تركي، مقالا تساءل فيه الكاتب عن "قصة تركيا.. هل تشبه أزمة ديون أمريكا اللاتينية وآسيا في تسعينيات القرن الماضي؟".
** مقتل خاشقجي
استغل موقع "بي بي سي" تركي قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لتشويه صورة تركيا، حيث نشر مقالا في 18 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، تحت عنوان "أردوغان يعمل على تعزيز مساعيه ليصبح قائدا للسُنة من خلال قضية خاشقجي".
** المواضيع الاجتماعية
في 11 من الشهر نفسه، نشر موقع "بي بي سي" تركي، خبرا حول "اليوم العالمي للفتاة" تحت عنوان "في اليوم العالمي للفتيات.. تركيا بلاد صعبة بالنسبة لهن"، سعيا نحو إظهار تركيا بمظهر بلدان العالم الثالث، من خلال الاعتماد على نسبة ارتياد الفتيات للمدارس.
#تركيا







