|

رد صريح على التهديدات الأمريكية: لن تقف تركيا موقف المتفرج

Ersin Çelik
13:30 - 12/03/2019 Salı
تحديث: 13:32 - 12/03/2019 Salı
يني شفق
​رد صريح على التهديدات الأمريكية: لن تقف تركيا موقف المتفرج
​رد صريح على التهديدات الأمريكية: لن تقف تركيا موقف المتفرج

بدأت الولايات المتحدة مؤخرا توجيه تهديدات متعالية بعبارات "ستواجهون عقوبات جدية" بحجة شراء أنقرة منظومة صواريخ إس-400 الروسية، وهو ما جعل الجميع يشعرون بالشغف لمعرفة ماذا ستفعله أنقرة لمواجهة الخطوات التي أقدت عليها واشنطن.

وقد أكد الأدميرال المتقاعد بالجيش التركي علي دنيز كولتوك أن مسألة صواريخ إس-400 تحولت إلى "حجة" للضغط على تركيا سياسيا، مضيفا بقوله "لا يستفيد أحد من سياسية الصوت العالي الدبلوماسية التي تنتهجها واشنطن. يهددوننا بمنع توريد الأسلحة لنا. وإنهم لم يوردوا الأسلحة لنا في السابق، ولقد رأى العالم أجمع ماذا حدث. ولو منعوا توريدها مجددا، فسنعرف كيف نرسم ملامح طريقنا بأنفسنا".

ولفت كولتوك إلى أن هناك مجالات تستطيع تركيا الرد من خلالها في حالة إقدام الولايات المتحدة على فرض عقوبات ضدها، كما أشار إلى عدة نقاط مهمة تتعلق بمسائل مثل المجال الجوي التركي وقاعدة إنجرليك العسكرية.

كلما اقتربت صفقة شراء تركيا صواريخ إس-400 من روسية على التنفيذ بدأت نغمة وحجم ردود الأفعال القادمة من واشنطن تتغير تباعا. وهو ما اعتبر مؤشرا على أن الأيام المقبلة ستكون في غاية الحساسية، لا سيما بعدما أطلق أعلى مسؤول عسكري أمريكي في أوروبا الجنرال كورتيس سكاباروتي مؤخرا، في اليوم ذاته، تهديدا تردد كذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية والكونغرس الأمريكي بفارق بضع ساعات وجاء فيه "سنفرض عقوبات إذا اشترت تركيا صواريخ إس-400".

وأضاف كولتوك أن الاستفزاز التي أقدمت عليه واشنطن بتهديد تركيا بلهجة شديدة بسبب هذه الصفقة لم يأت بهذه الشدة كذلك من جانب الناتو، مشيرا إلى أن الحلف يضم دولا تمتلك منظومات من طراز إس-300 وإس-200 وأن واشنطن لا تقول شيئا بخصوص هذه المنظومات الدفاعية.

وأوضح كولتوك أن واشنطن تعتبر دولة قوية داخل حلف الناتو، ولهذا فمن الطبيعي أن يريد الشخص الراغب في الترشح لمنصب الأمين العام للحلف الحصول على دعم الولايات المتحدة. وأضاف "لم نسمع في البداية أي رد فعل من الناتو على مستوى الأمين العام. لكن يمكن أن نشهد رد فعل مضاد من الأمين العام للاعتراض على صفقة شراء تركيا هذه المنظومة".

إذا كانت الولايات المتحدة حليفا فلماذا لا تريدنا أن نعزز قدراتنا؟

وقد أفاد كولتوك بأن إقدام تركيا على هذه الصفقة يعني أنها تقول للجميع "أريد تعزيز قدرات دفاعي الجوي". وأضاف ما يلي:

"تقوم تركيا بكل ما يقع على عاتقها داخل حلف الناتو الذي تعتبر من أهم أعضائه؛ إذ لا تتأخر ولا تبخل بتقديم الدعم اللازم في أي وقت. وهي تقول اليوم "أريد تعزيز قدرات دفاعي الجوي". وأما الولايات المتحدة التي تعتقدون أنها حليف لنا تقول "لا، لا يمكنك فعل هذا، ولو فعلت هذا فسيكون له عواقب"، لتهددنا بمنع توريد أنظمة جوية دفع ثمنها. إننا أمام تعارض خطير. فإذا كانت واشنطن حليفا لنا حقا، فلماذا لا تريد أن نعزز قدراتنا الدفاعية؟ ما سر هذا؟"

ولتركيا شروط

ولفت كولتوك إلى أن تركيا تعقد مفاوضات مع الدول الناجحة في مجال منظومات الدفاع الجوي لشرائها لرغبتها في تقوية مجال دفاعها الجوي، مشيرا بقوله "وبالتأكيد تم تقديم بعض الشروط؛ إذ أوصلنا إلى الطرف الذي نعقد معه المفاوضات طلبات من قبيل التكلفة المعقولة والتسليم في الموعد ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك مستقبلا وغير ذلك. لكن بعضهم لم يلب هذه الطلبات. هذا في حين أن الروس قبلوا هذه الشروط، بل إنهم قدموا عرضا بتكلفة أقل بنحو مليار دولار عن المنظومة التي قدم الولايات المتحدة عرضها لاحقا".

واشنطن فرضت عقوبات في السابق والعالم كله رأى نتيجتها

وذكّر كولتوك بأن الولايات المتحدة امتنعت عن تقديم الدعم اللازم لتركيا في أصعب الظروف بالرغم من أنها حليف لها، بل حتى إنها فرضت حظرا على بيع الأسلحة خلال عملية السلام في قبرص، وأنها أقدمت في الماضي القريب على بعض التصرفات مثل إلباس الجنود الأتراك أجولة على رؤوسهم. وتابع بقوله:

ماذا حدث عندما حظروا بيع الأسلحة خلال عملية السلام في قبرص؟ ففي نهاية المطاف صنعنا أنظمة أسلحتنا بأنفسنا من الصفر. كما مرت أوقات لم يقدموا لنا السلاح خلال مكافحة الإرهاب. ولقد رأوا بأنفسهم والعالم أجمع ماذا حدث خلال الفترات التي فرضوا علينا العقوبات. فبغض النظر عن فرض القيود أو الحصار، فهذا لا يهمنا، إذ لدينا دائما خيارات أخرى. هذا ما فعلوه في الماضي كذلك، ولا يهمنا إن فعلوه مستقبلا. ففي النهاية سنجد لأنفسنا طرقا أخرى نسير فيها".

"يمكن أن تغلق تركيا مجالها الجوي أمام الطائرات الأمريكية"

وأجاب كولتوك على سؤال جاء به "ماذا يمكن أن يكون رد تركيا على حصار أو عقوبات أمريكية؟":

"لن تقف تركيا موقف المتفرج، فلديها الكثير من الأوراق المختلفة. فلو ذكرت على سبيل المثال أبسط هذه الأوراق، يمكن أن تغلق تركيا مجالها الجوي أمام الطائرات الأمريكية، وهو ما سيؤدي إلى إلحاق ضرر شديد بالمصالح الأمريكية في منطقة واسعة من الشرق الأوسط. كما يمكن اعتبار إغلاق قاعدة إنجرليك العسكرية إحدى الخطوات القادرة على الضغط على واشنطن كثيرا كمرحلة أولية. وبطبيعة الحال لو تطور الأمر فلدى تركيا أوراق أخرى تستطيع اللعب بها".

#الأمريكية
5 yıl önce