|

"القصر الغارق".. أسطورة حية في إسطنبول

يعدّ خزان مياه إسطنبول الأثري أو ما يُعرف بـ"القصر الغارق" أحد أكثر المناطق استقبالا للزوّار في المدينة بفعل ضخامة بنائه تحت الأرض والروايات الأسطورية التي ارتبطت به

11:46 - 24/09/2019 Salı
تحديث: 11:49 - 24/09/2019 Salı
الأناضول
"القصر الغارق".. أسطورة حية في إسطنبول
"القصر الغارق".. أسطورة حية في إسطنبول

يعدّ خزان مياه إسطنبول الأثري أو ما يُعرف بـ"القصر الغارق"، أحد أكثر المناطق استقبالا للزوّار في المدينة؛ بفعل ضخامة بنائه تحت الأرض والروايات الأسطورية التي ارتبطت به.

"القصر الغارق" الواقع قرب متحف آيا صوفيا الشهير على الشق الأوروبي من إسطنبول، يستقبل يوميا مئات الزوّار المحليين والأجانب، فيما يكون أحيانا موضوع حديث أفلام "هوليوود" الشهيرة.

وبُنى "القصر الغارق" بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان عام 542 للميلاد، ويضم عددا كبيرا من الأعمدة الرخامية، يشتهر منها "عمود الدموع"، وعمودان يستندان على قاعدة على شكل رأس "ميدوسا" الأسطوري.

وتطلق بعض المصادر عليه اسم "صهريج البازيليكا"؛ لأن المكان الذي أنشئ به كان يشغله قبل ذلك بازيليكا، وهو نوع من المباني أنشأت في العصر الروماني بالقرب من الطرق الرئيسية لأغراض تجارية، وأصبح يستعمل كدار للقضاء في فترات لاحقة، وبعد انتشار المسيحية بات يستخدم لإقامة الصلوات والشعائر المسيحية.

وتبلغ مساحة المكان الأثري 9 آلاف و800 مترا مربعا، منها 7 آلاف و648 مترا مربعا مفتوح أمام الزوار الذين بإمكانهم الوصول إليه عبر 52 درجة تهبط تحت الأرض.

ويضم خزّان المياه التاريخي، الذي تشرف عليه بلدية إسطنبول الكبرى، 336 عمودا يبلغ طول كل منها 9 أمتار، وبإمكانه استيعاب 100 ألف طن من المياه.

واستخدم الخزّان لمئات السنين خلال العهد البيزنطي لتوفير مياه الشرب لقصور الملوك وسكان المنطقة المحيطة.

ومع فتح إسطنبول سنة 1453 على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، استُخدم الخزّان لفترة قصيرة لسقاية حدائق قصر "طوب كابي" حيث مقرّ السلاطين العثمانيين.

عقب ذلك، لم يُستخدم خزّان المياه زمن العثمانيين، نظرا لاختيارهم استخدام المياه الجارية على الراكدة، لا سيما وأنهم أنشأوا منشآتهم الخاصة من أجل هذه الغاية.

وخلال الحقبة العثمانية، تم ترميم الخزّان مرتين، الأولى في عهد السلطان أحمد الثالث (1703-1730)، والثانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909).

وفي أربعينيات القرن الـ 15 الميلادي، عندما جاء العالم بيتروس غيليوس إلى إسطنبول لإجراء أبحاث حول الآثار البيزنطية، عاد "القصر الغارق" مجددا إلى الواجهة.

وفتح الخزان أمام الزوار عام 1987 بعد أن أجرت له بلدية إسطنبول الكبرى عملية صيانة واسعة، وأنشأت فيه ممرات للمشاة.

آخر عملية ترميم وصيانة شاملة لـ"القصر الغارق"، كانت سنة 1994، بعدها افتتحت أمام الزوار من جديد، ليواصل حاليا استقبال المئات من الزوار المحليين والأجانب يوميا.

وتحظى إحدى زوايا "القصر الغارق" باهتمام بالغ من قبل الزوار؛ حيث تضم قطعتين من رأس "ميدوسا".

وحسب الأساطير الإغريقية، فإن "ميدوسا" فتاة شديدة الجمال كانت تخدم في معبد الآلهة أثينا، وهي تملك القدرة على تحويل من ينظر لعينيها إلى حجر.

ويستضيف "القصر الغارق" العديد من الفعاليات التركية والعالمية، ويفتح أبوابه أمام الزوار يوميا من الساعة التاسعة صباحا (6.00 ت.غ) وحتى السادسة والنصف مساء (15.30 تغ.)

#إسطنبول
#الروايات الأسطورية
#القصر الغارق
5 yıl önce