يستطيع الناظر من قضاء "قاش" في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، رؤية تفاصيل الحياة بجزيرة "ميس" اليونانية، التي يعتبر سكانها القضاء مركزا لأنشطتهم اليومية وتلبية احتياجاتهم الحيوية.
جزيرة "ميس" (كاستيلوريزو) التي تعرف بالتركية باسم "قزل حصار" تبلغ مساحتها 7.3 كيلومترا مربعا، وتقع شرقي البحر المتوسط، على بعد 2.1 كيلومترا عن الساحل التركي، و582 كيلومترا عن البر الرئيسي اليوناني.
وتكرر اسم الجزيرة مؤخرا على نطاق واسع في وسائل الإعلام، على خلفية المطالب غير العادلة للجانب اليوناني في شرق البحر المتوسط.
وتصدّرت جزيرة "ميس" الخلافات بين أنقرة وأثينا مؤخرا، عقب إرسال اليونان حشودا عسكرية إليها، في خطوة تخالف الاتفاقيات الدولية.
يمتلك سكان القضاء والجزيرة علاقات جيدة فيما بينهم منذ سنوات طويلة، وقد اعتاد سكان "ميس" قبل تفشي وباء كورونا على تلبية جميع احتياجاتهم الحيوية واليومية من قضاء قاش.
ويأتي اليونانيون الذين يعيشون على الجزيرة إلى قاش كل يوم تقريبا خلال فصل الصيف، ومرة أسبوعيا في فصل الشتاء، لقضاء حاجاتهم الحيوية.
** علاقات ودّية
قائمّقام قضاء قاش في أنطاليا، شعبان أردا يازجي، قال للأناضول إن الناظرين من قاش باتجاه ميس، يستطيعون رؤية جميع تفاصيل الحياة في الجزيرة بوضوح تام، بما في ذلك حركة البشر والمركبات.
وأضاف يازجي أن سكان الجزيرة والقضاء يمتلكون علاقات مميزة، تسودها أجواء حسن الجوار، وأن سكان ميس يأتون إلى قاش بشكل مستمر ومنذ سنوات طويلة.
وأكد أن الود يسو العلاقات بينهما منذ سنوات، كما يزداد عمق العلاقات بسبب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتجارية التي تربط المجتمعين.
وأشار يازجي إلى أن "سكان ميس يعتمدون على قضاء قاش في كل شيء تقريبا، ونحن بدورنا نقدم جميع الخدمات الممكنة لسكان الجزيرة شأنهم بذلك شأن مواطنينا".
وذكر أن سكان ميس كانوا يتجولون في أسواق القضاء بكل حرية قبل تفشي وباء كورونا، ويشترون احتياجاتهم اليومية من الأسواق الشعبية ومحلات البقالة ويجلسون في مقاهي قاش ويزورون صالونات الحلاقة ومصففي الشعر.
** أوقات عصيبة في ظل كورونا
وتصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين تركيا واليونان، وخاصة في منطقة شرقي البحر المتوسط، وذلك إثر مواصلة أثينا اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.