فيدان يدعو لاستبعاد المتورطين في أنشطة إرهابية من المعادلة السورية

10:0615/03/2025, Cumartesi
تحديث: 15/03/2025, Cumartesi
الأناضول
فيدان يدعو لاستبعاد المتورطين في أنشطة إرهابية من المعادلة السورية
فيدان يدعو لاستبعاد المتورطين في أنشطة إرهابية من المعادلة السورية

وزير الخارجية التركي في مقابلة متلفزة: ـ لا نعتقد أن يكون هناك أي تنازلات في سوريا بشأن مساعي الحكم الذاتي

دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، إلى استبعاد جميع العناصر المسلحة المتورطة في أنشطة إرهابية من المعادلة في سوريا.


وفي مقابلة متلفزة، قال فيدان: "من الضروري إخراج جميع العناصر المسلحة المتورطة في أنشطة إرهابية من المعادلة، وعودة جميع السكان إلى حياتهم الطبيعية في سوريا".


وأشار إلى بدء حقبة جديدة في سوريا اعتبارا من 8 ديسمبر/ كانون الأول، وأن هذه المرحلة جلبت معها الكثير من الفرص التاريخية للشعب السوري والمنطقة، وفي نفس الوقت الكثير من المشاكل.


وأوضح أن الإدارة السورية الجديدة تسلمت البلاد من النظام المخلوع وسط حالة كبيرة من تفشي الفقر والعجز والجوع، وتحاول الآن بناء البلد مجددا يدا بيد مع الشعب.


وأشار إلى حاجة سوريا الملحة للدعم من المجتمع الدولي وتركيا، مؤكدا أن هذا الأمر يعد مسؤولية تاريخية.


ولفت فيدان إلى زيارته إلى العاصمة دمشق في 13 مارس/ آذار، قائلا "لدينا في تركيا مصالح حيوية، لا سيما في مجال الأمن. هناك تنظيمات إرهابية تستغل الظروف التي تمر بها سوريا، وكان لا بد من مناقشة هذه القضايا ومراجعة التطورات الحالية".


وأردف: "ناقشنا أيضًا القضايا الأخرى التي يجب أن تكون على جدول الأعمال بين البلدين، مثل الطاقة والمساعدات وغيرها من الملفات المهمة".


وشدد على أهمية عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، ما يعد ضروريا أيضًا لعودة اللاجئين المقيمين في تركيا والدول المجاورة.


وقال: "بدون استعادة الحياة الطبيعية، لن يكون من الممكن عودة اللاجئين سواء في تركيا أو في البلدان المجاورة. نرى بعض التطورات الإيجابية ولو بشكل محدود، لكن الأهم هو ضمان الأمن والاستقرار".


وتطرق فيدان إلى زيارته الأخيرة للأردن، حيث شارك في اجتماع "سوريا ودول الجوار"، قائلا: "تم وضع أسس آلية جديدة لمكافحة تنظيم داعش، وهي مبادرة كانت تركيا قد اقترحتها سابقا. وتعد سوريا جزءا أساسيا من هذه الجهود، لأن منع ظهور داعش مجددا في سوريا والعراق أمر بالغ الأهمية. لقد ناقشنا التفاصيل الفنية لهذه الآلية الجديدة والمعايير التي يمكن أن تتبعها".


- التوترات في سوريا


وحول التوترات في بعض المناطق السورية، قال فيدان: "سبق أن حذرنا من حدوث استفزازات، وللأسف هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. المهم هو اتخاذ التدابير الإدارية والسياسية لمواجهة مثل هذه الاستفزازات".


وأشار فيدان إلى أن الاستفزازات تستهدف الطائفة العلوية في المنطقة، مؤكدًا أن الاشتباكات الأخيرة نشأت نتيجة قيام فلول النظام المخلوع بنصب كمين لقوات الحكومة السورية وقتل عدد من الجنود، ما أدى إلى تصاعد التوتر ومشاركة عناصر مدنية من كلا الطرفين في المواجهات.


وأضاف: "في منطقة حساسة تضم نسيجا متنوعا من العلويين والسنة، وتاريخها القريب شهد بعض الآلام، فمن الواضح أن هناك جرحا ما زال مفتوحا ويجعلها عرضة للاستفزازات".


وأكد فيدان أن الإدارة السورية الجديدة لم تتبن نهجا انتقاميا ضد العلويين المدنيين عقب 8 ديسمبر، على عكس ما توقعته بعض الأطراف.


وأضاف أن "الإدارة الجديدة التزمت بكل ما قالته، ولم تلجأ إلى أي نهج انتقامي. وعندما اتبعت أسلوبا عاقلا، معتدلا، شاملا يركز على تضميد الجراح، لجأت بعض الأطراف التي لم تحقق ما كانت تأمله إلى تنظيم الاستفزازات بنفسها. لذلك، كان من المهم أن يخرج الرئيس السوري أحمد الشرع على الفور ليعلن عن آلية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الاستفزازات".


وأشار إلى وجود تنوع طائفي في المنطقة، منتقدا بعض الجهات في تركيا التي تحاول إسقاط التطورات في سوريا على الداخل التركي لتحقيق مكاسب سياسية.


ولفت إلى أن المنطقة "عانت كثيرا، ومن غير المقبول أن تظل البنادق تريق الدماء على الجانب الآخر من حدودنا، بينما يعيش الجميع بالسعادة والرخاء في المنطقة والعالم".


- "يجب القضاء على أي كيان إرهابي في المنطقة"


وردا على سؤال بشأن ما إذا كان منح الحقوق المتساوية للأكراد في سوريا يعتبر امتدادا لمطالب الحكم الذاتي التي يطالب بها تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، قال فيدان: "لا نعتقد أن يكون هناك أي تنازلات في سوريا بشأن مساعي الحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية".


وعن الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري الشرع وفرهاد عبدي شاهين قائد ما تعرف بقوات "قسد" واجهة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، قال فيدان إن بلاده تتابع التطورات في سوريا على كثب، وإن الاتفاق قد يكون له تداعيات مختلفة، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم "واي بي جي".


وأضاف "ثمة احتمال دائما لوجود استفزازات أو مؤامرات مستقبلية. إذا تم التوصل إلى اتفاق بحسن نية، فيجب تطبيقه فعليا، لكن قد تكون هناك ألغام مزروعة للمستقبل، نتابع الوضع عن كثب، ونأمل أن يتم الانتقال إلى حياة طبيعية دون إراقة الكثير من الدماء، وأن ينتهي الإرهاب".


وأوضح أنه ناقش خلال زيارته لدمشق هذا الاتفاق، وأبلغ الجانب السوري مخاوف تركيا بهذا الصدد.


وقال: "مقترحنا للإدارة الجديدة هو إعطاء الأكراد السوريين حقوقهم، لكن في المقابل يجب القضاء على أي كيان إرهابي في المنطقة وتسليم جميع الأسلحة للدولة".


وشدد على ضرورة التأكد من إمكانية تنفيذ هذا الاتفاق لتحديد طبيعة الخطوات المستقبلية.


- "لا ينبغي لأحد في سوريا أن يشعر بأنه أقلية"


وأكد فيدان أنه "لا ينبغي لأحد في سوريا أن يشعر بأنه أقلية أو محروم من حقوقه، بل يجب أن يكون جزءا من رفاهية المجتمع ككل. عندما يتم منح أي منطقة حكما ذاتيا، فإنها تصبح معزولة عن باقي التنمية، وهذا غير ضروري".


ولفت فيدان أن الدور التركي في سوريا يهدف إلى تحقيق "وقف كامل للصراعات، وتعزيز التضامن والأخوة بين الشعوب، واستخدام أساليب التعاون الحديثة والمهنية".


وأشار إلى أن تركيا تؤدي أدوارا مختلفة في مناطق مثل سوريا، أوكرانيا، القوقاز، والبلقان، وفقا لرؤيتها الخاصة للنتائج التي تسعى لتحقيقها في تلك المناطق.


وانتقد فيدان لجوء بعض الجماعات إلى الإرهاب بدلًا من العمل السياسي، مؤكدا أن ذلك "خيانة للوطن والشعب، وخدمة لمصالح قوى خارجية".


وأضاف أن تنظيم "بي كي كي" كان يجب أن يحل نفسه منذ سنوات، قائلًا: "في عام 2013، كان هناك مسار للحل، لكن التنظيم تعرض للخداع من قبل بعض الأطراف الإقليمية التي أوهمته بأن لديه فرصة في سوريا. وهكذا، ضاع الكثير من الوقت، لكن التنظيم نفسه يعرف من هم اللاعبون الإقليميون الذين خدعوه في ذلك الوقت."


وحذر فيدان من أن هذه القوى قد تحاول مجددا استغلال التنظيم لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن تركيا تمكنت خلال السنوات العشر الماضية من إضعاف التنظيم بشدة في الميدان، سواء في العراق أو سوريا.


وأكد أن التنظيم تحول إلى "أداة بالوكالة" تخدم مصالح جهات خارجية، ودعا التنظيم إلى إلقاء السلاح والتحرر من التبعية للقوى الخارجية.


وأشار إلى أن الاتفاق فرصة تاريخية ومن المهم للإدارة الجديدة في سوريا أن تمنح حقوقا متساوية للأكراد وترفع عنهم الاضطهاد والظلم التاريخي الذي تعرضوا له".


والاثنين، قالت الرئاسة السورية إنه جرى توقيع اتفاق يقضي باندماج ما تعرف بقوات "قسد" ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.


- على "بي كي كي" الإنصات لدعوة أوجلان


من جهة أخرى، دعا فيدان تنظيم "بي كي كي" الإرهابي إلى الاستجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، لإلقاء السلاح وحلّ نفسه.


وقال: "على التنظيم الإنصات إلى الدعوة، واعتبارها فرصة تاريخية، والاعتماد عليها أساسا لعملية حل نفسه".


وتابع: "في حال استغل التنظيم الفرصة، فسيكون هناك انفتاح بالنسبة لتركيا والمنطقة، إذا تعرضوا للإغواء فهذا شأنهم، ونحن مستعدون لكافة السيناريوهات".


ونهاية فبراير/ شباط الماضي، دعا أوجلان، المسجون مدى الحياة في تركيا، إلى حلّ جميع المجموعات التابعة لتنظيم "بي كي كي" وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 عاما.


- الحرب الروسية الأوكرانية


وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، أشار فيدان، إلى أن الحرب فرقت الأطراف عند بدايتها في أوكرانيا وتفرقهم الآن مع مساعي إنهائها.


ولفت إلى أن الولايات المتحدة تردد الآن ما كانت تقوله تركيا في بداية الحرب.


ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.



#تركيا
#سوريا
#فيدان