الرئيس أردوغان: تركيا تدعم بكل قوة جهود السوريين في إعادة إعمار بلدهم

15:339/12/2025, الثلاثاء
تحديث: 9/12/2025, الثلاثاء
الأناضول
الرئيس أردوغان: تركيا تدعم بكل قوة جهود السوريين في إعادة إعمار بلدهم
الرئيس أردوغان: تركيا تدعم بكل قوة جهود السوريين في إعادة إعمار بلدهم

في كلمة خلال فعالية بالعاصمة أنقرة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا وشعبها سيواصلون تقديم الدعم القوي لسوريا وأبنائها في مسيرتهم لإعادة إعمار وطنهم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة.

وأضاف أردوغان أن رؤية الشعب السوري يكافح منذ عام لإعادة بناء بلاده، رغم كل الصعوبات والدمار الذي خلّفته ديكتاتورية الأسد، أمر يبعث على السرور، مؤكدًا أن تركيا لم تأبه للضغوط والتهديدات ولا لأولئك "المفلسين إنسانيًا" الذين اصطفوا إلى جانب الظالمين، وأنها سعت دائمًا لوقف الظلم.

وشدد على أن تركيا وشعبها يدعمون بكل قوة جهود الأشقاء السوريين في إعادة إعمار وإحياء بلدهم.

وأكد أن التنفيذ السلس لاتفاق 10 مارس/آذار (بين دمشق وقسد) سيقلب رأسًا على عقب حسابات "بؤر الشر" التي تراهن على سوريا غير مستقرة ومنقسمة وضعيفة.

وقال أردوغان: "نحن لا نفكر مثل غيرنا بما يُفرض علينا أو يُوضع أمامنا، بل نقف إلى جانب المظلوم أينما وُجد ظلم، ونواجه الظالم دون تردد. إننا ندافع عن الحق والعدل والسلام وكرامة الإنسان بشجاعة، ليس فقط في منطقتنا، بل في العالم بأسره".

وأضاف: "أقول بكل فخر إن اسم تركيا لم يعد يُستحضر كبلد يحمي حدوده فقط، بل كدولة تبني السلام وترسم مسار الدبلوماسية".

وأشار إلى أن كون تركيا دولة صانعة للنظام والاستقرار منح الثقة لعشرات الملايين في مناطق تمتد من الشرق الأوسط إلى القوقاز، ومن إفريقيا إلى جنوب آسيا. وأضاف: "كما كانت خيول الفرسان الأتراك تسقي مياه نهر فيستولا، فإن رايتنا ذات الهلال والنجمة تواصل اليوم الرفرفة بفخر في أنحاء العالم، وهو ما يزيد شعور أشقائنا وأصدقائنا بالأمان".

وأكد أردوغان أن تركيا تبذل ما تستطيع، بما يليق بها، في مناطق الأزمات من غزة إلى سوريا، ومن الحرب الروسية–الأوكرانية إلى التوترات في شرق إفريقيا.

وأضاف: "إن موقف تركيا المبدئي تجاه ما يجري في سوريا وغزة هو درس في حقوق الإنسان، بل ملحمة حقوقية بحد ذاته. فمنذ اليوم الأول، أعلنّا موقفنا بوضوح، ولم نأبه للضغوط والتهديدات، ولا لأولئك المفلسين إنسانيًا الذين اصطفوا مع الظالمين لدوافع مختلفة، وسعينا دومًا لوقف الظلم".

ولفت إلى أن أمس كان الذكرى الأولى لثورة الشعب السوري، و"يوم الحرية 8 كانون الأول"، قائلًا: "أهنئ باسم تركيا وشعبها الشعب السوري الشقيق الذي صمد 13.5 عامًا في وجه كل أشكال الظلم والطغيان والوحشية والتعذيب."

وترحّم على أرواح السوريين الذين قضوا في هجمات النظام والتنظيمات الإرهابية، ودعا بالرحمة لشهداء تركيا الذين سقطوا في العمليات العسكرية خارج الحدود، مؤكدًا: "لولا هؤلاء الشهداء الأبطال، لما كنا اليوم نتحدث عن هدف تركيا بلا إرهاب ومنطقة بلا إرهاب".

واستشهد أردوغان بالآية القرآنية "كن فيكون"، قائلًا إن وعد الله تجلّى في سوريا أيضًا، حيث سقط "نظام الديكتاتورية" الذي استمر 60 عامًا خلال أيام قليلة، وفرّ "الطاغية الذي قتل شعبه"، وانتصر صبر ونضال المظلومين.

وأضاف: "تسعدنا رؤية الشعب السوري يكافح منذ عام لإعادة بناء بلاده رغم كل الصعوبات والدمار الذي خلّفته ديكتاتورية (بشار) الأسد".

وبيّن أن الثورة السورية تخطت المرحلة الأصعب، قائلاً: "بفضل الإدارة السورية الحالية، الحكيمة والحازمة والجامعة والعادلة، لن يكون هناك عودة إلى الأيام السيئة السابقة".

وتابع: "إن تنفيذ اتفاق 10 آذار من الأطراف الموقعة عليه وفق مبدأ الوفاء بالعهود سيحلّ عقدة مهمة. التطبيق السلس للاتفاق سيقلب رأسًا على عقب حسابات بؤر الشر التي تراهن على سوريا غير مستقرة ومنقسمة وضعيفة، وهكذا ستتقدم سوريا إلى المستقبل دولة موحدة وقوية ومزدهرة وذات مكانة راسخة في المنطقة".

وأكد أردوغان أن تركيا لن تتخلّى عن الشعب السوري، قائلاً: كما احتضنّا المظلومين القادمين من سوريا بروح الأنصار، وكما أنشأنا مناطق آمنة في شمال سوريا، وصمدنا 13.5 عامًا أمام الضغوط الدولية وأمام أولئك الذين ملأوا شوارع تركيا بلافتات "سنُعيد السوريين"، فإننا لن نترك أشقاءنا وحدهم في المرحلة الجديدة أيضًا.

وختم قائلًا: "ألم تكن المعارضة تقول سنُعيد السوريين إلى بلادهم؟ كانوا يقولون ذلك. أما أنا فكنت أقول لهم: لن تستطيعوا، ولن تفعلوا. لقد وقفنا معهم في الحرب، وسنبقى إلى جانبهم في السلم دائمًا".

وأكد أن الأتراك والعرب والأكراد والتركمان والسنّة والعلويين سيقفون جنبًا إلى جنب، وسينهضون بسوريا معًا، ويعيدون إعمارها وبناءها معًا.

وأضاف: "لن ننجز هذا بالخوف أو بالشك المتبادل أو—والأدهى—بالاقتتال، بل سنحققه بالثقة المتبادلة، والإيمان، والتضامن. أقول هذا خصوصًا لسبب مهم؛ فلو كنا أصغينا للجبناء، واستسلمنا للخوف، لكانت بجوارنا الآن بحيرة من الدماء".

وأشار أردوغان إلى أن سوريا جديدة تُبنى اليوم، وأن شبابًا عاشوا أو وُلدوا في تركيا يعودون إلى دمشق وحلب وحماة وحمص وهم يتحدثون التركية، وأن من عادوا بعد 13 عامًا ونصف من الفراق يقولون: "جزى الله تركيا والشعب التركي خيرًا".

#أردوغان
#تركيا
#سوريا