![<p>ويتضمن الجزء السادس من ملف الأناضول الخاص بأخبار الحفريات الأثرية في المدن القديمة، الأعمال والجهود الجارية في منطقة غرب الأناضول (غرب) للكشف عن مزيد من الآثار التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة.</p><p><br></p><p><br></p>](https://img.piri.net/mnresize/712/-/piri/upload/3/2023/10/23/be5590a5-xawfr5p2jviwwyybqmteg.jpeg)
كشفت الحفريات الأثرية الجارية في ولايات جناق قلعة، وباليكسير، وبورصة، وكوتاهية، وبيلجك، وأسكي شهر التركية (غرب)، عن معلومات مهمة حول الحضارات التي عاشت في المنطقة قبل آلاف السنين.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/fa1dcf16-undefined.jpeg)
أعمال الحفر والتنقيب تتواصل في مدينة طروادة القديمة الواقعة في قرية توفيقية بولاية جناق قلعة، برئاسة عضو الهيئة التدريسية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة جناق قلعة رستم أصلان، ودعم من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية، ومجمع التاريخ التركي، وشركة "إيجاداش" (İCADAŞ) للطاقة والفولاذ وبناء السفن.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/07db44c3-undefined.jpeg)
وأظهرت أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة أن مدينة طروادة - إحدى أشهر المدن القديمة في العالم - تتكون من تسع طبقات، وأن هذه الطبقات تحمل بين ثناياها آثار حضارات مختلفة تزيد عن 3 آلاف عام.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/18fae4f2-undefined.jpeg)
ويعود أقدم مستوى استيطان في طروادة إلى العصر البرونزي المبكر (بين 3000 - 2500 قبل الميلاد)، كما أظهرت الطبقات الأخرى أن طروادة كانت مأهولة بشكل مستمر حتى القرن الثامن الميلادي.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/68a87f87-undefined.jpeg)
طروادة التي لعبت دائمًا دورًا مهمًا جدًا في تعزيز الروابط التجارية والثقافية للحضارات السائدة، بدأت أعمال الحفر الأثري بها اعتبارا من عام 1871.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/29c877f6-undefined.jpeg)
وتمكن خبراء الآثار ذلك العام من اكتشاف وترميم العديد من الأوعية والأواني الخزفية التي ترجع للعديد من الحضارات التي سكنت طروادة.
![](https://img.piri.net/mnresize/720/-/piri/upload/3/2023/10/23/ee4039d2-undefined.jpeg)
وتشهد مدينة أسوس القديمة في جناق قلعة، إجراء مجموعة من أنشطة الحفر والتنقيب برئاسة عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة جناق قلعة، نور الدين أرسلان، وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية ومجمع التاريخ التركي.
ويعتبر معبد أثينا، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وأسوار المدينة التي بدأ بناء أجزاء منها من القرن نفسه، من أهم مباني أسوس.
فيما تستمر الحفريات في الهيكل المسمى "النافورة الشرقية" في أغورا، والتي تعرف بقلب أسوس.
ومن الآثار المكتشفة في أسوس، نافورة ترجع للقرن الثاني الميلادي، والتي تعتبر واحدة من أبرز المعالم الأثرية الموجودة في المدينة.
حفريات في "داسكيليون" و"أنتاندروس" بباليكسير
وفي عام 1954، بدأت أعمال التنقيب بمدينة داسكيليون القديمة، بمنطقة بانديرما في باليكسير، وأظهرت الآثار التي تم الوصول إليها أن تاريخ المدينة يرجع إلى نحو 3000 عام قبل الميلاد.
وتواصل مجموعة من خبراء الآثار برئاسة الدكتور قاآن إيرن، تنفيذ أعمال حفر وتنقيب في المدينة القديمة.
وفي العام 2023، تم العثور على لوحة لعب النرد، مكتوب عليها عبارة "لعبة النرد باغابازوس" أو "لاعب النرد باغابازوس"، ويعود تاريخها إلى ما قبل 2500 عام، ويشير النقش المكتوب بالأبجدية الفريجية إلى أن باغابازوس، جاء من بلاد الفرس.
وتمكن فريق خبراء الآثار في السنوات السابقة من العثور على كميات من حبوب العدس والحمص والقمح والشعير خلال أعمال الحفر والتنقيب التي أجريت في المطبخ الليدي.
وخلال الدراسات التي أجريت حول المنطقة، في ضوء الاكتشافات الأثرية، اتضح أن الليديين كانوا يأكلون لحم الكلاب.
وفي مدينة أنتاندروس القديمة، التي يعود تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد، عند سفح جبال قاز في منطقة أدرميت، أجرى المحاضر بكلية الآداب قسم الآثار بجامعة إيجه كورجان بولاد، في 2023، مجموعة من أعمال الحفر والتنقيب التي أسفرت عن العثور على أحد المنازل التي تعود للعصر الروماني.
ومن خلال تركيز العمل في الموقع، عثر الفريق على أطلال لأبنية مختلفة وعملات تعود لأنتاندروس، ومواد مختلفة من هذه الفترة.
البازيليكا الغارقة ومعبد أبولو في بورصة
تقع البازيليكا الغارقة، على بعد 20 مترًا عن شاطئ بحيرة إزنيق في بورصة، وعلى عمق 1.5 إلى 2 متر.
وتم العثور على المدينة الغارقة عام 2014، في منطقة يعتقد أنها دفنت في البحيرة بسبب انهيار أرضي نتج عن زلزال كبير عام 1065، وأدى لارتفاع منسوب المياه.
وتجري أعمال الحفر والتنقيب في الموقع بترخيص من وزارة الثقافة والسياحة التركية وبدعم من بلدية بورصة.
ويعتبر اكتشاف قلادة لأحد الحجاج خلال أعمال الحفر والتنقيب التي أجريت في عام 2022، مؤشرا على أن البازيليكا التي أدرجها المعهد الأمريكي لعلم الآثار كواحدة من أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم في 2014، كانت كنيسة للحجاج في ذلك الوقت.
وفي منطقة كوليازي، الواقعة في شبه جزيرة على الطرف الشرقي لبحيرة أولوابات في بورصة، اكتشف علماء الآثار في أواخر القرن التاسع عشر مواقعا ومبانٍ أثرية مثل المعابد والعملات المعدنية والمقابر والتماثيل الصغيرة وأفران للسيراميك.
فيما تمكنت الحفريات الأثرية التي جرت في المنطقة عام 2022، من الوصول إلى حرم معبد أبولو في "جزيرة العذراء" (بورصة).
وفي عام 2017، تم العثور على أنقاض معبد يعتقد أنه مخصص لأبولو (إله إغريقي) في المنطقة نفسها.
أفضل معبد زيوس محفوظ بالأناضول
تشير التقديرات إلى أن منطقة مدينة أيزانوي الواقعة حاليا بمنطقة جاودارحصار، التي تبعد نحو 57 كيلومترًا عن وسط مدينة كوتاهية، تعتبر أحد مراكز الاستيطان الرئيسية في منطقة أيزانيتيس، التابعة لإقليم "فريجيا" التاريخية، كما أن التقديرات تشير إلى أن الاستيطان البشري بدأ في المنطقة منذ نحو 3000 عام قبل الميلاد.
وخلال أعمال التنقيب التي قام بها المعهد الأثري الألماني بين عامي 1970 و2011، تم العثور على معبد زيوس، الأفضل حفظًا في الأناضول، والذي يتكون أيضا من مسرح وملعب وحمامين وشارع ذو أعمدة.
وخلال أعمال التنقيب المشار إليها، تم العثور أيضًا على طبقات مختلفة تشير إلى قِدم الاستيطان البشري في المنطقة، خاصة في منطقة حول المعبد.
كما تم العثور، خلال أعمال التنقيب التي أجراها علماء آثار أتراك بالتعاون مع جامعة كوتاهية، على 651 قطعة نقدية فضية، نادرة في مجموعات العصر الروماني، وأجزاء رأس تماثيل "أفروديت"، إلهة الحب والجمال في الأساطير، و"ديونيسوس" إله النبيذ، ومزولة (ساعة) رخامية، وبقايا نافورة، وبقايا منتجات مثل المجوهرات والمكياج التي كانت تستخدمها النساء الرومانيات قبل ألفي عام.
اكتشاف "دماغ وجلد بشري محفوظين"
وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية وجامعة "إده بالي" يواصل خبراء الآثار منذ عام 2021، تنفيذ أعمال الحفر والتنقيب بقضاء طاوشانلي في كوتاهية، الذي يعود تاريخه لنحو 8 آلاف عام.
وتظهر الموجودات التي تم العثور عليها في تلة طاوشانلي أن المنطقة كانت عاصمة لمملكة غير معروفة حتى الآن، وأنها ربما كانت مدينة تابعة للويويين، الذين كان يُنظر إليهم على أنهم الحلقة المفقودة في تاريخ الأناضول خلال هذه الفترة.
وتمكن علماء الآثار من العثور في المنطقة على ختم فريد عمره 3300 عام، وخنجر وأصنام رخامية في طبقة يعود تاريخها إلى 4200 عام، ومومياوين لشخصين لم يتمكنا من الهروب من منزليهما الذي احترق، ما أدى إلى احتراقهما مع حفظ هياكلهما العظمية مع "بقايا الدماغ والجلد" نتيجة تعرض الجثة للنار بسرعة ودرجات حرارة عالية.
![](/default_profile.png)