|

الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا متقدمة تبحث عن "ضوابط"

-التطور المتزايد لأدوات الذكاء الاصطناعي أجبر الدول على اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد نقاط الضعف الأمنية -رئيس مجلس إدارة مجموعة "بافو" التركية: تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يخلق مخاطر في مجال الأمن -الولايات المتحدة تعتبر من الدول الرائدة على مستوى العالم في مجال الذكاء الاصطناعي -تركيا تمكنت من تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقية والمتطلبات التكنولوجية

10:07 - 2/02/2024 الجمعة
الأناضول
الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا متقدمة تبحث عن "ضوابط"
الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا متقدمة تبحث عن "ضوابط"

بدأ الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام القليلة الماضية، بلعب دور مهم في تطور عالم التكنولوجيا، غير أنه المتوقع أن يحتل مراتب أعلى بين ملفات الأمن القومي للدول في السنوات المقبلة.

ومن الملاحظ أن التطور المتزايد والاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي، بدأ بإجبار الدول على اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد نقاط الضعف الأمنية.

وتؤكد التقارير المهتمة بهذا المجال، أن تطور الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة الهجمات السيبرانية، وستصبح القرصنة الالكترونية أكثر فعالية.

وقبيل نهاية 2023، وقعت بعض الدول على سلسلة من مشاريع القوانين التي تتحكم وتقيد استخدام الذكاء الاصطناعي، من أجل منع العواقب السلبية المحتملة لهذا المجال، ولضمان الأمن.


الولايات المتحدة تبادر

أصدرت الإدارة الأمريكية في أكتوبر 2023، مرسوماً يهدف إلى الوقاية من المخاطر الناشئة عن الذكاء الاصطناعي.

وبموجب المرسوم الذي تم إعداده بأمر من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تم إدخال معايير جديدة لأمن الذكاء الاصطناعي.

وبينما يهدف المرسوم إلى حماية الأمريكيين من المخاطر المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن الشركات التي تقوم بتطوير هذه الأنظمة، مطالبة بمشاركة نتائج الاختبارات الأمنية والمعلومات الهامة الأخرى مع الحكومة.

وبموجب المرسوم، يجب على المؤسسات وضع معايير للاختبارات الأمنية، ومعالجة مخاطر الأمن السيبراني.

ومن أجل حماية الأشخاص من الاحتيال، يتم استحداث قوانين جديدة للكشف عن المحتوى الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحقق منه.


الاتحاد الأوروبي كذلك

وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2023، توصلت مفوضية الاتحاد الأوروبي والبرلمان والدول الأعضاء، إلى اتفاق بشأن أول "قانون للذكاء الاصطناعي" في العالم.

وبموجب القانون الذي أقره الاتحاد الأوروبي، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ العام المقبل، سيتم تنظيم الذكاء الاصطناعي وفق نهج قائم على احتمالات مخاطر الإضرار بالمجتمع.

وستفرض قواعد أكثر صرامة على أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر، كما سيتم تحديد معايير واضحة لتمييز الذكاء الاصطناعي عن الأنظمة البرمجية البسيطة.

كما سيتم التأكد من أن الذكاء الاصطناعي لا يؤثر بأي حال من الأحوال، على كفاءة الدول الأعضاء، أو أي منظمة متخصصة في مجال الأمن القومي.

وبالتوازي مع ذلك، فإن دخول أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر إلى سوق الاتحاد الأوروبي، سيخضع لمجموعة من القواعد والالتزامات.


الذكاء الاصطناعي يزيد المخاطر

بدوره، قال ألبير أوزبيلن، رئيس مجلس إدارة مجموعة "بافو" التركية المهتمة بمجال الذكاء الاصطناعي، إن "تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يوفر فرصا ويخلق مخاطر في مجال الأمن".

وأضاف أنه "من المتوقع ظهور هجمات إلكترونية أكثر تطوراً في الفترة المقبلة، نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي، وستزداد المخاوف بشأن الخصوصية الشخصية".

أوزبيلن تابع: "من المتوقع أن الأخطاء المحتملة للأنظمة الروبوتية المستقلة التي ستحيط بحياتنا أكثر، ستزيد المخاوف بشأن سلامة الأرواح والممتلكات".

وشدد على "وجوب إجراء المزيد من الاستثمارات في البنى التحتية للأمن السيبراني، وتطوير حلول أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه المخاطر".

كما أكد على ضرورة "استحداث اللوائح القانونية لحماية البيانات الشخصية أثناء تطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع مراعاة التوازن بين القدرة التنافسية والقيم الأخلاقية".

ولكي يتكيف سوق العمل مع التغيرات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، "يحتاج الموظفون إلى إعادة تدريب وتأهيل فيما يخص كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي"، وفق أوزبيلن.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تعتبر من الدول الرائدة على مستوى العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، بفضل الشركات العملاقة في القطاع الخاص مثل غوغل، وأمازون، وفيسبوك، ومايكروسوفت والجامعات البحثية".

ولفت إلى أن "واشنطن تلعب دوراً هاماً في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير تقنياته".

وأشار إلى أن "الصين تُحقق أيضا نموا سريعا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحاول أن تصبح القوة الثانية التي تنافس الولايات المتحدة عالمياً".

وعن إجراءات الحكومة الصينية حيال هذا الملف، قال أوزبيلن: إن بكين "حددت تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي كأولوية وطنية، وقامت باستثمارات كبيرة في هذا المجال".

وأوضح أن "الصين حققت تقدماً كبيراً في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتعليمه وتطبيقه، بهدف أن تصبح دولة مكتفية ذاتيا في هذا المجال".

وبفضل قوة نظامها السياسي، وفق أوزبيلن، "تمكنت الصين من أن تصبح رائدة في مجال تحليل البيانات الضخمة وتقنيات التعرّف على الوجه".


تركيا حققت التوازن

وفيما يخص اهتمام تركيا بالذكاء الاصطناعي، قال أوزبيلن إن "على تركيا متابعة التطورات في هذا المجال عن كثب، ووضع سياسات تتماشى مع مصالحها الوطنية واحتياجاتها الصناعية".

وأكد أن "أولويات استراتيجية الذكاء الاصطناعي في تركيا هي، التركيز على البحث والتطوير، وتدريب الموارد البشرية الموهوبة، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال".

وأشار إلى أن "تركيا التي تمكنت من تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقية والمتطلبات التكنولوجية، تتمتع بالقدرات التي تؤهلها لأن تصبح لاعباً مهماً في مجال الذكاء الاصطناعي".

وانتشرت استخدامات الذكاء الاصطناعي في أكثر من مجال وقطاع، وتمكنت شركات التكنولوجيا من استقطاب 50 مليار دولار من الاستثمارات في 2023، بنمو فاق 70 بالمئة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

وتوقع تقرير لشركة الاستشارات الإدارية "ماكينزي"، أن يضيف "الذكاء الاصطناعي التوليدي" ما يتراوح بين 2.6 تريليون إلى 4.4 تريليونات دولار للاقتصاد العالمي كل عام.

ولم تسلم حتى الحروب من استخداماته، حيث حولت إسرائيل قطاع غزة إلى ميدان تجارب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الحرب، حينما ضاعفت عدد الأهداف التي ضربتها في القطاع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ووفق الباحثة الفلسطينية العاملة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي نور نعيم، في مقابلة سابقة مع الأناضول، فإن "إسرائيل ضربت 15 ألف هدف باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة "غوسبيل"، في أول 35 يوما من الهجمات (التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)".

وأشارت نعيم، إلى أن "هذا الرقم أعلى بكثير من عدد الأهداف التي تم ضربها في العمليات السابقة في المنطقة، حيث إن إسرائيل تمكّنت من ضرب ما يقرب من 6 آلاف هدف خلال الصراع الذي استمر 51 يوما في 2014".



#الذكاء الاصطناعي
#الولايات المتحدة
#تحديات أمنية
#تزايد الهجمات السيبرانية
#متطلبات تكنولوجية
٪d أشهر قبل