|

قلاع التجارة في تركيا تتحصن قريبًا بقائمة يونسكو الدائمة للتراث

شيدت خلال عصور مختلفة لتوفير الأمن للطرق التجارية، وظلت صامدة أمام مصاعب الدهر، تقاوم الانهيار

Ersin Çelik
11:02 - 8/09/2018 السبت
تحديث: 11:08 - 8/09/2018 السبت
الأناضول
تستقبل آلاف الزوار سنويا
تستقبل آلاف الزوار سنويا
رغم مرور مئات السنين على إنشاءها، تتحدى القلاع في تركيا، والتي شيدت خلال عصور مختلفة لتوفير الأمن للطرق التجارية، مصاعب الدهر، وتقاوم الانهيار. وفي عام 2013 صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، هذه القلاع المتواجدة حالياً في ولايات مختلفة داخل تركيا، ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي، تحت مسمى "القلاع والمستوطنات المحصنة على طرق جنوة التجاري الممتد بين البحر ين المتوسط والأسود".

وتقع القلاع، التي تستعد الآن لدخول القائمة الدائمة للتراث العالمي، على الطريق التجاري الذي أسسه الجنويون في الفترة بين القرنين الـ11 والـ 15، لربط مستعمراتهم التجارية ببعضها البعض. وتشمل القلاع برج غلطة وقلعة يوروس بإسطنبول، وقلعتي فوتشا وتشاندارلي بإزمير (غرب)، وقلعة أماسرا بولاية بارطن، وقلعة أقجة قوجا بـ دوزجة (شمال غرب)، وقلاع سينوب (شمال). وتواصل اللجنة التركية المسؤولة عن ترميم قلعة "أماسرا" في بارطن، أعمالها لإتمام المعايير المطلوبة لتصنيف القلعة ضمن القائمة الدائمة للتراث العالمي، بعد أن تم تحديد عدة معايير موجودة فيها. ومن المتوقع عند الانتهاء من أعمال الترميم، أن تساهم القلعة التاريخية في مضاعفة عدد السياح القادمين إلى القضاء الذي تتواجد فيه والذي يستقبل آلاف الزوار سنوياً.

أما قلعة "أقجة قوجا"، التي أنشأت سنة 1226 من قبل الجنويين لمراقبة السفن التي تسلك الطريق التجاري في البحر الأسود، وتوفير الأمن لها، تم إعلانها كمنطقة أثرية طبيعية من قبل لجنة حماية الممتلكات الثقافية والطبيعية التركية، وذلك عقب تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي المؤقتة. وشهدت القلعة التي يمتد إنشاؤها إلى عهد روما الشرقية، الانتهاء من 50 بالمئة من أعمال الترميم فيها، والتي تجريها وتشرف عليها وزارة الثقافة والسياحة التركية. وتقع القلعة التاريخية على مسافة الصفر من ساحل البحر الأسود، ولا تزال تحافظ على آثار الرؤية والغاية التي تم إنشاؤها من أجلها قبل 8 قرون. ومن المستهدف، عقب الانتهاء من أعمال الترميم، إحياء قطاع السياحة في قضاء "أقجة قوجا" الساحلي، وإكسابها زخماً كبيراً. وقالت فاطمة بغدادتلي تشام، الأستاذة المساعدة بقسم الآثار بكلية الأدب جامعة بارتين، إن إمارة جنوة كانت إحدى الدول الهامة التي أحكمت سيطرتها على الطريق التجاري الساحلي بين البحرين المتوسط والأسود، وبشكل خاص في العصور الوسطى.

وأضافت، في حديث للأناضول، أن إمارة جنوة أنشأت مستعمرتها التجارية الأولى في الشرق، عقب الحملة الصليبية الأولى، ليبدأ بعدها التنافس التجاري في البحر المتوسط بينها وبين البندقية. وأشارت إلى أن إمارة جنوة حازت على أهمية كبيرة في الفترة بين القرنين الـ 11 و15، وذلك لإحكامها السيطرة على كافة الموانئ التجارية في البحر المتوسط والأسود آنذاك. وذكرت "تشام" أن المستعمرة التجارية التي كان مركزها برج غلطة بإسطنبول، لعبت دور العاصمة بالنسبة للمستعمرات التجارية الأخرى لإمارة جنوة. وأكدت على أهمية قلاع "أقجة قوجا"، و"أماسرا" و"سينوب" في عالم التجارة آنذاك، خاصة في ظل ازدياد فاعلية جنوة في البحر الأسود خلال القرن الـ 14 الميلادي. واختتمت الأكاديمية التركية بالإشارة إلى ضرورة تصنيف القلاع المذكورة، ضمن القائمة الدائمة للتراث العالمي لمنظمة "يونسكو"، لتأمين انتقالها إلى الأجيال القادمة، والحفاظ على إرث تاريخي وإنساني.

#القلاع
#تركيا
#السياحة
٪d سنوات قبل