|

العيسوية في القدس... رصاص الاحتلال الاسرائيلي يستهدف وجوه الفلسطينيين

غزة الصغيرة في قلب القدس

Ersin Çelik
11:25 - 18/01/2018 الخميس
تحديث: 11:27 - 18/01/2018 الخميس
الأناضول
العيسوية في القدس... رصاص الاحتلال الاسرائيلي يستهدف وجوه الفلسطينيين
العيسوية في القدس... رصاص الاحتلال الاسرائيلي يستهدف وجوه الفلسطينيين
قبل أربع سنوات خرجت المسنة فاطمة عبيد إلى سطح منزلها، لتلقي نظرة على شجار حاصل قرب في بلدة العيسوية (بمثابة غزة الصغيرة) بمدينة القدس المحتلة، فتلقت رصاصة إسرائيلية في عينها أفقدتها إياها على الفور.

الحال ذاته ينطبق على ١٤ فلسطينيا على الأقل في البلدة، أصيبوا في وجوههم، ويعانون اليوم من مشاكل صحية كثيرة، بحسب نشطاء فلسطينيين.

وقالت فاطمة عبيد "52 عاما":" كنت فوق سطح منزلي مع ابنتي وزوجها ننظر إلى شجار حاصل قرب بيتنا، فجاءت قوات الاحتلال الاسرائيلي وبدل أن تقوم بفض الشجار، بدأت تطارد مجموعة من الفتية في المكان، وفجأة أحسست بشيء ضربني في وجهي، ثم غبت عن الوعي".

نُقلت عبيد إلى المشفى على عجل ليتبين أن إصابتها جاءت في عينها، وخضعت لعدة عمليات جراحية في وجهها، لكنها تعاني حاليا من عجز كبير في الرؤية، ومشاكل صحية أخرى.

وتضيف:" فقدتُ عصب العين، ولا أستطيع أن آكل بسهولة، والجهة اليسرى لوجهي أصبحت معطوبة بالكامل، تم زراعة بلاتين في وجهي وأعاني كثيرا حيث أنه يحصل لدي التهاب في وجهي بين الفينة والأخرى".

لم تكن "عبيد" الوحيدة في القرية التي تعرضت لإصابة افقدتها عينها، حيث أُصيب عدد آخر بذات الطريقة.

ويقول محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية (لجنة شعبية)، إن 14 شخصا أصيبوا في وجوههم، برصاص إسرائيلي.

وأضاف في حديثه:" على سبيل المثال لؤي عبيد، أحد المصابين، تم إطلاق النار عليه وهو في داخل منزله وعمره 36 سنة، هو سائق كان عائدا لبيته، أُطلقت رصاصة مباشرة على عينه ففقدها".

ويضيف:" من المصابين أيضا أحمد أبو الحمص، ويعمل مُسعفا، وكان يرتدي ملابس الاسعاف وقت إصابته، وتم استهداف عينه من قبل قوات الاحتلال".

ويكمل أبو الحمص:" لدينا خليل محمود، أصيب برصاصة في الوجه واليوم يعاني من شلل كامل تقريبا، نحن نناشد جميع المؤسسات أن تقدم للمصابين مساعدات طبية".

وحسب عضو لجنة المتابعة فإن من بين الـ 14 شخصا المصابين في الوجه داخل بلدة العيسوية، هناك 11 شخصا فقدوا عيونهم.

إلى ذلك، يؤكد أبو الحمص أن معظم المصابين يعانون حاليا من أزمة في العلاج "حيث من لديه حالة عجز يرفض التأمين الصحي الاسرائيلي الاعتراف به".
ويقول ان اسرائيل تتعامل بعنف مفرط مع سكان العيسوية، والتي يطلقون عليها احيانا اسم "غزة الصغيرة"

واشار الى ان السبب في هذه التسمية هو " بسالة اهل العيسوية في مواجه انتهاكات الاحتلال المستمرة في البلدة".

وتشهد البلدة اقتحامات شبه يومية من قوات الاحتلال، وهي مسقط راس سامر العيساوي الاسير للفلسطيني صاحب اطول اضراب عن الطعام في التاريخ الذي استمر ٨ اشهر

ويحمل سكان بلدة العيسوية داخل مدينة القدس المحتلة بطاقات هوية زرقاء، تمنحها إسرائيل لسكان القدس، ومن المفترض أن يغطي التأمين الصحي الإسرائيلي تكلفة علاجهم، لكن حسب أبو عبيد يؤكد أن اسرائيل تتملص عادة من علاج المصابين برصاص الشرطة أو الجيش.

ويعيش في العيسوية نحو 18 ألف فلسطينيا، وتُعتبر البلدة من المناطق الساخنة التي تشهد اقتحامات متوالية من الشرطة الإسرائيلية.

ولم يتسن للأناضول الحصول على تأكيد طبي رسمي حول عدد الإصابات، نظرا لتبعية المراكز الطبية في البلدة لوزارة الصحة الإسرائيلية.

لكن الطبيب (م. ش) العامل في مركز طبي رسمي داخل بلدة العيسوية، يؤكد أنه رصد 10 حالات على الأقل لإصابات في الوجه برصاص إسرائيلي.

وقال الطبيب الذي فضل عدم الافصاح عن اسمه لأسباب أمنية، للأناضول، إنه استقبل قبل فترة وجيزة إصابة لشاب تعرض لرصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه.

وأضاف:" لم يكن أي مواجهات في البلدة حينها، الشاب فقد عينه، لقد كانت عينه خارج تجويف الرأس".

وأكد الطبيب أن قوات الأمن الاسرائيلية تتعامل "بعنف مفرط مع سكان العيسوية".

وتابع:" دوما يُقمع المتظاهرين بشكل أكثر عنفا من أي مكان آخر".

وأردف:" في آخر مواجهات حصلت قبل شهر تقريبا، استقبلنا عشرات الاصابات، 80% بالمئة منها كان في الجزء العلوي من الجسد".

وأكد الطبيب أن الاصابات في صفوف المواطنين في العيسوية "تُحدث ضررا دائما، وتسبب في أغلب الأحيان في حالة عجز، أو حروق أو تشوه دائم، وتكون من مسافات قريبة".

وقال تقرير من وزارة الصحة الفلسطينية إن 17 فلسطينيا قتلوا وأصيب ٥٥٠٠ آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال الهبة الجماهيرية التي اندلعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر/كانون أول الماضي.
#اسرائيل
#الاستيطان
#العيسوية
#القدس
#فلسطين
٪d سنوات قبل