أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، خلال مؤتمر مع أعضاء حزب العدالة والتنمية (حزبه الحاكم) في ولاية كوتاهية وسط تركيا، أنّ عملية عفرين العسكرية قد بدأت من الآن بشكل فعليّ، وأنها ستمتد حتى مدينة منبج السورية.
وقال أردوغان "وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام، هو بفضل شجاعتنا وصبرنا، ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا".
وفي إشارة إلى اللاجئين السوريين في تركيا (يبلغ عددهم 3 ملايين نصف)، أشار أردوغان إلى أنّ "الكثير من السوريين يعودون إلى بلدانهم نتيجة تأمين تركيا لمستقبلهم، والذين لا يستطيعون العودة فمنازلهم تحت تهديد المنظّمات الإرهابية".
وتابع أردوغان مشدّدًا على تطهير الحدود مع سوريا من الإرهاب "نعلم بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سوريا غير آمنة".
كما أكّد أن تركيا لا تتبنى أدنى توجه سلبي إزاء وحدة الأراضي السورية ومستقبلها المستقل والمزدهر والمطالب الديمقراطية لشعبها.
وشدّد أردوغان على أن منظمة "بي كا كا" المصنفة في قائمة الإرهاب لدى أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، هي نفسها المنظمة التي تتعامل معه تلك الدول في سوريا.
وأضاف: "إنهم يعرفون ذلك جيدًا، ولكنهم يسعون جاهدين لخداعنا نحن والعالم برمّته، وهم يناقضون أنفسهم بشكل دائم في هذا الإطار".
وتساءل: "أتعلمون من هو المحتل في سوريا؟ إنه كل من يقتل الشعب السوري بجميع فئاته بمن فيهم الأطفال. وهل هناك محتل أكبر ممن قتل قرابة مليون شخص؟".
وتناول الرئيس التركيّ أردوغان خلال خطابه، حالة الاقتصاد التركي المستقرّة، مشدّدًا على أنّ "البعض استهداف إرادة الشعب عبر الانقلابات، وتسبّب حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، بتدهور الاقتصاد بتركيا بشكل عام من قبل السياسيين والدبلوماسيين".
وقال أردوغان "كلما قويت تركيا فإنه لن تسمح لهذه المخططات أن تحاك ضدها ولا يمكن لأحد بعد اليوم التسبب بتدهور الاقتصاد. لقد حاولوا ايقافنا عبر الاقتصاد لكنهم فشلوا نتيجة دعم شعبنا، والآن يحاولون إنشاء ممرات إرهابية على حدودنا ولكننا لن نسمح بذلك".
أخيرًا أكد أردوغان بانّه "لن نسمح بتقسيم دولتنا تركيا وسوف نطارد الإرهابيين ونقضي عليهم حتى نصل إلى بنسلفانيا (مقرّ إقامة زعيم منظمة غولن الإرهابية، فتح الله غولن).
وشدّد أردوغان على "أنّ من يخططون للعبة في سوريا من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي يعتقدون بأنهم يتمتعون بالدهاء، (أقول لهم) الاسم الحقيقي لذلك التنظيم هو"بي كا كا" و "ب ي د" و"ي ب ك".
وأضاف أنه "طالما لم يتم حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج، فلا أحد يستطيع إبلاغنا بما ينبغي علينا فعله بهذا الخصوص".
وتابع الرئيس التركي: "سنطهّر دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق بلادنا حتى حدود العراق".
من جهة أخرى، قال أردوغان مخاطبًا منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية: "إلى متى ستعتني بكِ أمريكا؟ إنها ستعتني بك لفترة معينة، وسترميك خارجًا كورقة منديل متّسخة.. لقد اقتربت تلك الأيام، وسنرى ذلك معًا".
واعتبر أن تلك الدول ستعرف معنى الوثوق بالتنظيمات الإرهابية، وستدرك بأنها لن تجد حليفًا آخر غير تركيا يمكن التعاون معه في المنطقة.
