|

"ي ب ك".. عصب السياسة الأمريكية في سوريا

السفير الامريكي لدى تركيا غيّر موقفه من التنظيم الإرهابي بعدما أصبح مبعوثا خاصا إلى سوريا

Ersin Çelik
15:34 - 8/11/2018 الخميس
تحديث: 16:51 - 8/11/2018 الخميس
الأناضول
جيمس جيفري عُرف بانتقاده لبلاده في تعاملها مع تنظيم "ي ب ك" الإرهابي
جيمس جيفري عُرف بانتقاده لبلاده في تعاملها مع تنظيم "ي ب ك" الإرهابي

خيّب موقف السفير الأمريكي الأسبق لدى تركيا، جيمس جيفري، التطلعات بشأن تغيّر سياسة واشنطن تجاه تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، بعد أن كان منتقدًا لها وبات أحد المدافعين عنها إثر تعيينه مبعوثًا خاصًا إلى سوريا.

جيفري، الذي عمل سفيرًا للولايات المتحدة في تركيا بين عامي 2008 و2010، عُرف بعد تقاعده، بتصريحاته المنتقدة والمعارضة للسياسة الأمريكية تجاه "ي ب ك/ بي كا" في سوريا.

وفي مارس/ آذار الماضي، قال جيفري في مقابلة مع الأناضول: "لا شك بأن تنظيم (ب ي د) وجناحه العسكري (ي ب ك) عنصران للمنظمة الأم (بي كا كا)، ويخضعان لسيطرتها بشكل عام".

وكان قد انتقد في تصريحات لوسائل إعلام تركية، الصور التي يلتقطها العسكريون الأمريكيون بشكل متكرر مع إرهابيي "ي ب ك"، واعتبر أن هؤلاء ليسوا معنيين بتوجيه السياسة.

وبناء على هذه التوجهات، تشكّلت تطلعات لدى الرأي العام بشأن احتمال حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه "ي ب ك/ بي كا كا"، إثر تعيين جيفري مبعوثًا خاصًا لواشنطن إلى سوريا في أغسطس/ آب الماضي.

وتسلّم جيفري المهمة من سلفه، بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، والذي أشرف على توجيه موقف واشنطن تجاه "ي ب ك/ بي كا كا" في الفترة الماضية.

وكان تركيز ماكغورك منصبًا على العمليات في العراق، خلال الأعوام التي ظهر فيها "داعش"، وهو الذي مهّد الطريق في نفس الوقت أمام انتشار التنظيم في سوريا، وفتح المجال أمام زيادة مستوى الدعم لـ"ي ب ك/ بي كا كا"، بذريعة مكافحة "داعش"، كلما توسع الأخير في الأراضي السورية.

وأجرى ماكغورك العديد من الزيارات إلى المنطقة التي يحتلها "ي ب ك/ بي كا كا" شمال شرقي سوريا، وانتشرت صوره مع قياديي التنظيم الإرهابي بشكل واسع في وسائل الإعلام.

ماكغورك أظهر بشكل صريح بأن "ي ب ك/ بي كا كا" يعد عصب السياسة الأمريكية، وحاول بعد إبداء أنقرة إنزعاجها حيال الوضع القائم، إحداث ستار للإرهابيين عبر تغيير إسم التنظيم إلى "قوات سوريا الديمقراطية".

واعتبارًا من 2015، قدّمت الولايات المتحدة دعمها لـ"ي ب ك/ بي كا كا" تحت ستار "قوات سوريا الديمقراطية".

ومع تعيين جيفري مبعوثًا خاصًا إلى سوريا، بدأ ماكغورك بأداء مهام بمستويات منخفضة.

أجرى جيفري في بداية عمله، جولة إلى تركيا والأردن وإسرائيل، ورفع مستوى التطلعات بشأن إمكانية توجيهه للسياسة الأمريكية في سوريا بطريفة فعالة.

خلال هذه الفترة، واصل المسؤولون الأمريكيون زياراتهم إلى المناطق الخاضعة لاحتلال "ي ب ك/ بي كا كا" في سوريا، مثل "عين العرب" (كوباني)، و"منبج"، و"ديرالزور"، و"الرقة"، للقاء قيادات التنظيم.

كما رحّبت الولايات المتحدة الأمريكية بملايين الدولارات التي منحتها المملكة العربية السعودية لمنطقة "ي ب ك/ بي كا كا".

ونهاية الشهر المنصرم، زار جيفري شخصيًا منطقة "منبج"، والتقى فيها إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا".

وفي مؤتمر صحفي عبر دائرة صوتية مغلقة، أمس، أكّد جيفري على تمسك واشنطن بسياستها تجاه التنظيم.

وردًا على سؤال حول وجود تضارب بين قرارات الولايات المتحدة بالإعلان عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات بحق زعماء منظمة "بي كا كا" الإرهابية من جهة، ودعمها "ي ب ك" من جهة أخرى، قال جيفري: "موقفنا واضح من بي كا كا، وبعكسه فإننا لا نعتبر ي ب ك، تنظيما إرهابيا، ولم نفعل ذلك أبدًا حتى قبل التدخل في سوريا".

وفي انتقاده لتصريحات جيفري، قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، خلال تصريحات أمس، إن الولايات المتحدة تحاول اليوم شرعنة "ب ي د / ي ب ك" الذي وصفوه في وقت سابق بأنه الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وإظهاره على أنه تنظيم منفصل عن "بي كا كا"، مشدّدا على أن ذلك "جهدٌ غير مجدٍ".

#أنقرة
#تركيا
#جيمس جيفري
#سوريا
#ماكغورك
#واشنطن
#ي ب ك/ بي كا
#ي ب ك/ بي كا كا
٪d سنوات قبل