|

رئاسة تركيا لـ"التعاون الإسلامي".. مبادرات أفضت إلى رؤية وتفاعل

موسى قولاقلي قايا، نائب الأمين العام للمنظمة المسؤول عن الشؤون الإدارية والمالية في مقابلة مع الأناضول:- تركيا قدمت وطوّرت خلال رئاستها الناجحة للمنظمة مبادرات جادة متصلة بأهم قضايا العالم الإسلامي- المنظمة تحمل على عاتقها مسؤولية جسيمة للغاية- تركيا تعتبر رأس الحربة لتطوير الأجهزة الجديدة داخل المنظمة- تركيا ثاني أكثر دولة بعد السعودية إيواءً لمؤسسات وأجهزة المنظمة- فلسطين والقدس يشكلان الأولوية والمادة الرئيسية لأجندة المنظمة

12:19 - 20/08/2019 الثلاثاء
تحديث: 12:21 - 20/08/2019 الثلاثاء
الأناضول
رئاسة تركيا لـ"التعاون الإسلامي".. مبادرات أفضت إلى رؤية وتفاعل
رئاسة تركيا لـ"التعاون الإسلامي".. مبادرات أفضت إلى رؤية وتفاعل

أكّد السفير التركي موسى قولاقلي قايا، نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على الدور الكبير الذي لعبته تركيا خلال رئاستها الدورية للمنظمة، وما قدمته وطورته من مبادرات كان لها دور كبير في تحسين رؤية الأخيرة وتفاعلها مع قضايا العالم الإسلامي.

جاء ذلك في مقابلة أجراها "قولاقلي قايا" مع الأناضول، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر السفراء الأتراك الـ11، المنعقد مؤخرًا بالعاصمة أنقرة.

وفي يونيو/ حزيران 2018، انتخب أعضاء منظمة التعاون الإسلامي المرشح التركي قولاقلي قايا، لمنصب نائب الأمين العام للمنظمة مسؤول الشؤون الإدارية والمالية، قبل أن يباشر عمله بمدينة جدة السعودية.

وقال قولاقلي قايا، إن "تركيا قدمت وطوّرت، خلال رئاستها الدورية الناجحة لمنظمة التعاون الإسلامي على مدار 3 سنوات، مبادرات جادة للغاية ذات صلة برؤية المنظمة، وبأهم قضايا العالم الإسلامي، فضلا عن المشكلات التي يواجهها المسلمون في مختلف بقاع العالم وفي مقدمتها الشأن الفلسطيني".

وأشار أن الرئاسة الدورية لقمة التعاون الإسلامي انتقلت من تركيا التي تسلمتها في 2016 إلى السعودية خلال المؤتمر الـ14 للمنظمة المنعقد بمدينة مكة من 31 مايو/ أيار حتى الأول من يونيو/حزيران الماضيين.

ورأى في اختيار شخصية تركية لمنصب نائب للأمين العام للمنظمة "نجاحا لتركيا"، مضيفًا: "لقد رشحتني دولتي، وبدعم من دول صديقة وشقيقة تحب دولتنا، تم اختياري لهذا المنصب، وإني لأشعر بالفخر والشرف لهذا".

ولفت إلى وجود مدراء من مواطنيه رفيعي المستوى في أكثر من 10 منظمات دولية، مشددا على أن "ما نقوم به من أعمال من خلال منصبي بمنظمة التعاون، تستفيد منه الدول الأعضاء بما في ذلك دولتي".

وأردف: "لذلك أرى أني أعمل من أجل بلدي من جهة، ومن جهة أخرى أعمل من أجل الأمة الإسلامية، وهذا شرف آخر بالنسبة لي، وأشعر أني خلال مدة عملي بهذا المنصب المستمرة لخمس سنوات، سأكون مسؤولًا عن حماية ومراقبة مصالح ومنافع دولتي وشعبي وكذلك الأمة الإسلامية قاطبة".

وتطرق إلى الدور المحوري لتركيا خلال ترؤسها المنظمة، مشيرا أن اثنين من الاجتماعات الطارئة للمنظمة، عقدا في تركيا وخصصا للقدس الشريف.

فيما عقد اجتماع ثالث بمشاركة أعضاء اللجنة التنفيذية ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، عقب الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية (15 مارس 2019)".

وبالنسبة له، فإن تركيا تعتبر رأس الحربة لتطوير الأجهزة الجديدة داخل المنظمة، مستشهدا بتولي بلاده رئاسة المجلس الاستشاري للمرأة داخل المنظمة منذ تأسيسه وحتى الآن، فالسيدة إسراء ألبيرق (كريمة الرئيس رجب طيب أردوغان) يتم انتخابها لهذا المنصب على مدار دورتين".

واستطرد قائلا: "وخلافًا لذلك فإن القرارات التي تم اتخاذها من قبل بخصوص إنشاء مركز تنسيق للشرطة متعدد الجنسيات بين بلدان العالم الإسلامي، تبلورت خلال رئاسة تركيا للمنظمة، وتم إعداد اللائحة وباتت جاهزة للتنفيذ".

"كما كانت هناك حاجة إلى آلية تحكيم لحل الخلافات التجارية في العالم الإسلامي"، يتابع، "وبالفعل بدأت عملية تأسيس الآلية، اتخذت وتيرة متسارعة خلال رئاسة تركيا للمنظمة، وأوشكت جهود تأسيسها على الانتهاء".

وفي السياق ذاته، أضاف السفير أن "الرئيس (أردوغان) أصدر تعليمات لتشكيل آلية لتكوين قوة مهام لمؤسسات الهلال الأحمر بالعالم الإسلامي، وتعزيز التعاون فيما بينها، وبهذا الصدد استضافت إسطنبول اجتماعًا مطلع العام الجاري، أسفر عن عدة قرارات بشأن سبل تفعيل ذلك".

قولاقلي قايا شدد أيضا على وجود حاجة ملحة لآلية مؤسساتية تلعب دور الوساطة في الخلافات والأزمات بين الدول، و"تركيا كانت رأس حربة المبادرة، وذلك بحكم خبراتها".

وأردف: "ومن ثم، تم البدء في تنظيم برامج تدريبية على مستوى كبار الموظفين بوزارة الخارجية، كما انعقدت مؤتمرات دولية ناقشت إمكانيات الوساطة في العالم الإسلامي، والآلية التي يمكن تطويرها في هذا الشأن".

** مقرات 10 هيئات

ومستعرضا دور تركيا الفاعل في المنظمة، ذكر قولاقلي قايا أنها تستضيف على أراضيها مقرات 10 هيئات تقريبًا تابعة للمنظمة، ما يجعل بلاده "ثاني أكثر دولة بعد السعودية (مقر المنظمة) إيواءً لكثير من مؤسسات وهيئات منظمة التعاون الإسلامي".

وبخصوص هذه الهيئات، قال قولاقلي قايا إن بينها مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (مركز أنقرة/ سيسريك)، الذي تولى هو مهمة إدارته العامة لمدة 4 سنوات قبل تعيينه نائبا للأمين العام.

وبالإضافة إلى ذلك، تستضيف تركيا العديد من المؤسسات الهامة الأخرى التابعة للمنظمة، مثل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (ارسيكا)، ومنتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار.

ومن المنتظر أن تستضيف كذلك مقر مركز التحكيم في الخلافات بين دول العالم الإسلامي، ومركز تنسيق الشرطة متعدد الجنسيات، وكذلك المركز الإعلامي، وفق المصدر نفسه.

قولاقلي قايا دعا أيضا إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون وثيق في المجال الإعلامي بالعالم الإسلامي.

وموضحا: "هناك اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (إينا) الذي يتخذ من جدة مقرًا له، وكذلك منظمة إذاعات الدول الإسلامي، ومركزها السعودية، ومنتدى سلطات تنظيم البث في الدول الأعضاء، وتوجد أمانته العامة بتركيا، ويترأسها تركي".

** القدس.. أولوية وأجندة دائمة

قولاقلي قايا شدد كذلك على أن "فلسطين والقدس" يشكلان الأولوية والمادة الرئيسية لأجندة منظمة التعاون الإسلامي، وأنهما السبب الذي من أجله تشكلت المنظمة، معتبرا أن "هناك احتلال مستمر منذ أكثر من 50 عامًا، ومرحلة لم تنتهِ بعد".

وتابع قائلا: "هناك مشكلات يواجهها المسلمون في فلسطين بمفردهم، ودولة فلسطينية بحاجة لإضفاء الطابع المؤسسي عليها وتعزيزها. وكذلك هناك حاجة للإصلاح من أجل منظمة فعّالة قادرة على تلبية الاحتياجات الجديدة التي ظهرت بالأعوام الخمسين الأخيرة، ولقد أصبحت تركيا دولة رائدة في طرح المبادرات بهذا الصدد".

قولاقلي قايا لفت أيضا إلى أن مكافحة ظاهرة معاداة الإسلام "الإسلاموفوبيا" المتفاقمة بشكل كبير في العالم الغربي، تمثل إحدى أبرز بنود أجندة المنظمة.

وأوضح أن 80 بالمئة من أزمات العالم بأسره يشهدها العالم الإسلامي، و"من ثم، فإن المنظمة تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة للغاية تهم من جهة الأزمات الإنسانية، ومن جهة أخرى تلعب دورًا في حل الاضطرابات السياسية الداخلية وإذا لزم الأمر الصراعات أو المشاكل بين الدول الإسلامية نفسها".

وأكد كذلك أن الفقر والمشكلات الإنسانية الأخرى تأتي على رأس الموضوعات التي تقتضي إظهار العالم الإسلامي تضامنًا حيالها، وتحمله المسؤولية اللازمة من أجلها.

وعن مؤتمر السفراء الـ11، قال قولاقلي قايا، إنه بمثابة آلية كبيرة للاستشارة والمحاسبة، موضحًا أن "السفراء في مثل هذه المنصات تتوفر لهم فرصة عقد لقاءات مباشرة مع الوزراء وممثلي الهيئات، وهذا أمر له بالغ الفائدة".

#السفير التركي
#المملكة العربية السعودية
#منظمة التعاون الإسلامي
٪d سنوات قبل