|

أذربيجان.. محرران يرويان معاناتهما في سجون أرمينيا

ـ احتجزت أرمينيا الأذربيجانيين ديلغم عسكروف وشاهباز قولييف، رهائن قرب مدينة كلبجار عام 2014ـ خلال عملية اعتقالهما قتلت القوات الأرمينية صديقهما حسن حسنوفـ تم الإفراج عنهما في 14 ديسمبر الماضي، بعد توقيع باكو ويريفان اتفاقا حول انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة** المحرر عسكروف:ـ جريمتنا الوحيدة كانت زيارة قريتنا في منطقة كلبجار، حيث ولدنا ودفن أقاربناـ مكثت في زنزانة انفرادية وتعرضنا لأصناف من التعذيب الجسدي** المحرر قولييف:ـ ما عشناه لم يكن حياة بل جحيماـ بعد عودتي إلى باكو اكتشفت جمال الحياة وروعة أن يكون الإنسان بين أفراد أسرته

10:34 - 28/01/2021 Perşembe
تحديث: 10:36 - 28/01/2021 Perşembe
الأناضول
أذربيجان.. محرران يرويان معاناتهما في سجون أرمينيا
أذربيجان.. محرران يرويان معاناتهما في سجون أرمينيا

باكو / رسلان رحيموف / الأناضول

"تعرضنا لأصناف التعذيب الجسدي. كسروا أصابعي وضربوني على رأسي".. "ما عشناه لم يكن حياة بل جحيما".. "جريمتنا أننا زرنا أراضينا المحتلة".. بهذه الكلمات المغموسة بمشاعر الألم، وصف أذربيجانيان تجربة سجنهما في أرمينيا على مدار 6 سنوات.

واحتجزت أرمينيا الأذربيجانيين، ديلغم عسكروف وشاهباز قولييف، رهائن قرب مدينة كلبجار (احتلتها أرمينيا أكثر من 27 عاما)، عندما ذهبا مع صديقهما حسن حسنوف عام 2014، لزيارة قريتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها وتفقد قبور أقاربهم هناك.

وتم الإفراج عنهما في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد توقيع باكو ويريفان مع روسيا اتفاقا حول انسحاب أرمينيا من قره باغ والأراضي الأذربيجانية المحتلة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

وخضع عسكروف وقولييف، بعد أن تم الإفراج عنهما، لمجموعة من العمليات الجراحية في مستشفيات أذربيجانية لسوء حالتهما الصحية، نتيجة للظروف القاسية التي عاشا فيها خلال فترة السجن.

ورغم فرحتهما بلقاء عائلتيهما بعد سنوات من الأسر وتحرير أراضيهم المحتلة، إلا أن عسكروف وقولييف، يتذكران بكثير من الحزن صديقهما حسنوف، الذي قتل على يد الأرمن، وسنوات العذاب التي قضياها ظلما في السجن.

** "لم أفقد الأمل بالحرية"

وفي حديثه للأناضول، قال عسكروف، إن جريمته الوحيدة كانت زيارة قريته في منطقة كلبجار، حيث ولد وترعرع، ووري الكثير من أقربائه الثرى فيها.

وأضاف: "زرت كلبجار في السنوات التي سبقت اعتقالي عدة مرات، وفي زيارتي الأخيرة لاحظ الجنود الأرمن وجودنا، وأطلقوا النار علينا ما أدى إلى استشهاد صديقنا البطل حسنوف على الفور".

وذكر أن الجانب الأرميني عرضهم على محكمة قضت بسجنهم مدى الحياة، وجرى احتجازهم في سجن خانكندي داخل الأراضي الأذربيجانية التي كانت تحتلها أرمينيا، قبل أن يتم تحريرها نهاية العام الماضي.

وتابع: "مكثت في زنزانة انفرادية، وتعرضنا لأصناف من التعذيب الجسدي. كسروا أصابعي وضربوني على رأسي. سُمح لنا بالاستراحة لمدة نصف ساعة فقط خلال النهار، لكنني لم أفقد الأمل".

وأكمل: "لطالما قلت إن جنود أذربيجان سيحضرون في يوم لإطلاق سراحنا. كنت أعلم بأن إلهام علييف (الرئيس الأذربيجاني) لن يقبل أن تظل قره باغ تحت الاحتلال الأرميني".

** "حرموني الطعام"

ولفت عسكروف، إلى أن الجانب الأرميني مارس عليه شتى الضغوط بهدف الخروج إلى الكاميرات والإدلاء بتصريحات ضد وطنه أذربيجان.

وأوضح أن من بين تلك الضغوط كان حرمانه من الطعام لفترات طويلة أدت إلى خسارته نصف وزنه، إضافة لممارسة التعذيب باستخدام الكهرباء.

وذكر أنه علم بالعملية التي شنها جيش بلاده، قائلا: "كنا وقتها في سجن بمدينة شوشة (في إقليم قرة باغ)، ولدينا جهاز راديو، وسمعت أن الجيش الأذربيجاني بدأ عملية لتحرير الأراضي المحتلة".

وأشار أنه عندما اقترب الجيش الأذربيجاني من شوشة أخرجتهم السلطات الأرمينية من هناك إلى العاصمة يريفان.

وكشف عسكروف، أن أرمينيا استخدمت مجموعات تنتمي إلى منظمات إرهابية أيضا بالحرب ضد أذربيجان.

وقال: "رأيت مقاتلين من منظمة بي كا كا الإرهابية في سجن شوشة، وعندما بدأت الحرب غادروا. علمت أنهم هناك للقتال إلى جانب أرمينيا".

** "ما عشناه كان جحيما"

بدوره، قال الأسير المحرر قولييف، إنه وصديقه عسكروف تعرضا للسجن ظلما، وذنبهما الوحيد كان زيارة أرضهم المحتلة وقراءة الفاتحة عند قبور أقاربهم.

وأفاد قولييف، أنهما تعرضا لأشكال مختلفة من التعذيب، وقال: "ما عشناه في سنوات الاحتجاز لم يكن حياة بل هو جحيم. بعد عودتي إلى باكو (عاصمة أذربيجان) اكتشفت جمال الحياة وروعة أن يكون الإنسان بين أفراد أسرته".

ولا يزال يذكر كيف ارتبك الأرمن عندما تقدم الجيش الأذربيجاني، وبدأ كبار الضباط بالاختباء في السجن لأنه كان حصينا مثل قلعة.

وأضاف: "كانوا يخافون على حياتهم ويرتعدون من تقدم قوات الجيش الأذربيجاني".

يشار أن السلطات الأرمينية سلمت جثة حسنوف، صديق قولييف وعسكروف، إلى الجانب الأذربيجاني بعد ثلاثة أشهر من مقتله.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلقت أذربيجان عملية لتحرير أراضيها المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم أرمينيا على مناطق مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظاتها المحتلة.

ووفق الإعلان الموقع بين الجانبين تمت إعادة عسكروف وقولييف إلى أذربيجان في 14 ديسمبر الماضي، في إطار اتفاقية لتبادل الأسرى والرهائن.

#أذربيجان
#أرمينيا
#باكو
#قره باغ
3 yıl önce