|

كندا.. مقبرة "ماريفال" شاهد على مآسي أطفال السكان الأصليين

- عُثر قبل أيام على 751 قبرًا لأطفال من السكان الأصليين في كندا، في موقع مدرسة "ماريفال إنديان" الداخلية السابقة في مقاطعة ساكاتشوان- الحادثة تأتي بعد شهر من اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفاة 215 طفلا من السكان الأصليين في مدرسة كاملوبس الداخلية بمقاطعة كولومبيا البريطانية غربي البلاد- اطفال السكان الاصليون، كانوا يؤخذون عنوة لوضعهم في مدارس داخلية، حيث كان عليهم أن يتعلموا تقاليد المستعمرين الأوروبيين لنسيان ثقافتهم الخاصة وصهرهم قوميا- السكان الأصليون في كندا، يطالبون بفتح تحقيقات في جميع المدارس الداخلية السابقة في البلاد

11:18 - 30/06/2021 الأربعاء
تحديث: 11:19 - 30/06/2021 الأربعاء
الأناضول
كندا.. مقبرة "ماريفال" شاهد على مآسي أطفال السكان الأصليين
كندا.. مقبرة "ماريفال" شاهد على مآسي أطفال السكان الأصليين

ينظر السكان الأصليون في كندا، إلى مقابر الأطفال التي عُثر عليها خلال الأيام الماضية في موقع مدرسة سابقة بمقاطعة ساكاتشوان، غرب البلاد، على أنها دليل ملموس على القصص المأساوية لأطفال المدارس الداخلية والتي تداولتها مجتمعات السكان الأصليين لأكثر من قرن.

وأعلنت وسائل إعلام كندية، يوم الأربعاء الماضي، عن اكتشاف 751 قبرًا لأطفال من السكان الأصليين، في موقع مدرسة "ماريفال إنديان" الداخلية السابقة في ساكاتشوان، والتي عملت من عام 1899 إلى عام 1997.

وذكرت وسائل الإعلام الكندية، أن العدد المذكور هو الأكبر من هذه المقابر التي تم العثور عليها في كندا حتى الآن، فيما دعا السكان الأصليون في البلاد إلى فتح تحقيقات في جميع المدارس الداخلية السابقة في البلاد، لاسيما أن الحادثة تأتي بعد شهر من اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفاة 215 طفلا من السكان الأصليين في مدرسة كاملوبس الداخلية بمقاطعة كولومبيا البريطانية غربي البلاد.

عانى السكان الأصليون على مدى عقود من أخذ أطفالهم منهم عنوة لوضعهم في مدارس داخلية، حيث كان عليهم أن يتعلموا تقاليد المستعمرين الأوروبيين لنسيان ثقافتهم الخاصة.
وينظر السكان الأصليون إلى المقابر المكتشفة قبل أيام على أنها دليل ملموس على القصص المأساوية التي تعرض لها أطفال المدارس الداخلية لأكثر من قرن، والتي طالما تحدثت عن عنف واعتداءات جنسية تعرض لها الأطفال.

تقع مدرسة ماريفال إنديان الداخلية السابقة، والتي تحتوي على 751 قبرًا غير مسجل لأطفال في منطقة شبه معزولة، على بعد حوالي 165 كيلومترًا شرقي مدينة ريجينا، عاصمة مقاطعة ساكاتشوان. ويسكن المنطقة حوالي 4 آلاف نسمة يعيشون في بيوت ريفية متفرقة.

تأسست مدرسة ماريفال إنديان الداخلية السابقة في تسعينيات القرن التاسع عشر على يد مبشرين كاثوليك وبتمويل من الدولة، قبل تسليمها إلى السكان الأصليين في تسعينيات القرن الماضي، ومن ثم هدمها.

في حديقة المدرسة القديمة، حيث يوجد 751 قبرًا لأطفال من السكان الأصليين، تم تمييز كل قبر تم اكتشافه بواسطة أجهزة رادار، بأعلام ملونة صغيرة ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية.

لا ترحب السلطات المحلية، التابعة للسكان الأصليين عادة بوسائل الإعلام وتطلب منها عدم دخول المنطقة التي توجد فيها المقبرة المكتشفة في مدرسة ماريفال إنديان الداخلية السابقة.

الدليل الصحفي المفوض من قبل عضو مجلس السكان الأصليين في مقاطعة ساكاتشوان، "جوناثان ليرات" والذي رافق فريق وكالة الأناضول إلى موقع المقبرة المكتشفة في المدرسة الداخلية، طلب من صحفيي الوكالة عدم الاقتراب من موقع القبور، وعدم التقاط الصور أو تسجيل مقاطع الفيديو، وعدم التحدث إلى السكان المحليين أو طرح الأسئلة عليهم. ومع ذلك، تمكنت الأناضول من لقاء شخصين من أفراد المجتمع المحلي، رغم محاولة السلطات المحلية إبعادهما.

وقالت المواطنة الكندية المسنة من السكان الأصليين وتدعى "روث"، وقد عرفت عن نفسها بأنها كاثوليكية متدينة، إنها درست في مدرسة ماريفال إنديان الداخلية السابقة في الفترة من عام 1948 إلى منتصف عام 1950، ولكن على عكس الشائعات، لم تتم معاملتها بشكل سيئ، مشيرة أن الأطفال الذين ماتوا في المدرسة غالبًا ما فقدوا حياتهم بسبب المرض.

من جهته، ذكر رجل من السكان المحليين، لم يرغب بالإفصاح عن اسمه، أنه جاء إلى قبور الأطفال ليقوم بالصلاة من أجل راحة أرواحهم، وقال: "أعتقد أن أحدا ما تعمد إحراق الكنيسة والمدرسة التي كانت عاملة في المنطقة من أجل إخفاء الأدلة حول التصفية الجسدية لأولئك الأطفال".

وشدد الرجل الذي تواجد في المكان مرتديًا الملابس التقليدية للسكان الأصليين، على أن إخفاء القبور في حديقة المدرسة الداخلية، والمآسي التي تحدث عنها السكان المحليون لسنوات عديدة، واكتشاف مقابر غير مسجلة في القيود الرسمية ترجع لأطفال من السكان الأصليين، دلائل على السياسات السيئة التي كانت متبعة ضد السكان الأصليين بهدف صهرهم قوميًا.

وقد رفض كلا الشخصين اللذين تحدثا إلى الأناضول في مكان الحادثة التقاط صور لهم.

- مراسم تأبين لـ 751 طفلاً

وفي خيمة تقليدية للسكان الأصليين، أقيم، السبت، بالقرب من المنطقة التي تقع فيها القبور، حفل تأبين لأطفال السكان الأصليين الذين فقدوا حياتهم في مدارس الكنيسة الداخلية.

وحضر الحفل نحو 200 من أفراد مجتمع السكان الأصليين، وتمت خلاله تأدية الصلوات والتراتيل التقليدية، والوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح الـ 751 طفلاً المكتشفة قبورهم في المدرسة الداخلية.

وفي كلمة خلال الحفل، قال رئيس مجتمع السكان الأصليين في مقاطعة ساكاتشوان، كادموس ديلورم، إن "الحكومة الكندية مسؤولة عن نقل الأطفال قسراً من عائلاتهم ووضعهم في مدارس داخلية تابعة للكنيسة. يجب أن تعرف الأجيال الحالية حقيقة الإجراءات التي كانت تتخذها الدولة في إطار سياسات الصهر القومي".

وفي حفل التأبين الذي سمح بتغطيته من قبل عدد قليل من الصحفيين، تمت إضاءة مصابيح فوق القبور الـ 751، في حديقة المدرسة الداخلية.
#كندا
#مقابر الأطفال
٪d سنوات قبل