|

تغير المناخ يؤرق مزارعي البن في تنزانيا

- أضرار بالغة تتعرض لها زراعة البن المنتشرة منذ عقود على جبل كليمنجارو بسبب الجفاف الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، والأمطار الموسمية- تنزانيا ثالث أكبر منتج للبن في إفريقيا بحجم يبلغ نحو 40 ألف طن متري سنويا، ما يدر لها إيرادات قدرها 162 مليون دولار

09:41 - 7/07/2022 الخميس
تحديث: 09:44 - 7/07/2022 الخميس
الأناضول
تغير المناخ يؤرق مزارعي البن في تنزانيا
تغير المناخ يؤرق مزارعي البن في تنزانيا

يتحمل مزارعو البن في منطقة كليمنجارو شمالي تنزانيا، العبء الأكبر من تبعات تغيّر المناخ التي باتت تؤثر بشكل ملحوظ على دخلهم وسبل عيشهم.

أضرار بالغة تتعرّض لها زراعة البن المنتشرة منذ عقود على جبل كليمنجارو، بسبب الجفاف الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة من جهة، والأمطار الموسمية من جهة أخرى.

هذه الظروف الجديدة دفعت بعض المزارعين للتحول إلى زراعة محاصيل مختلفة يمكن أن تدر لهم أرباحا أكبر.

أرابيكا سريع التأثر

داميان متيغا، مدير التجويد في معهد تنزانيا لأبحاث البن قال للأناضول، إن ارتفاع درجات الحرارة حول جبل كليمنجارو، وانتشار الحشرات، قللا الإنتاج بنسبة تصل إلى 75 بالمئة.

وأضاف: "ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى الجفاف وزيادة الأمراض وقتلت الحشرات التي تلقح نباتات البن".

وتعد تنزانيا ثالث أكبر منتج للبن في إفريقيا بحجم يبلغ نحو 40 ألف طن متري سنويا، ما يدر لها إيرادات قدرها 162 مليون دولار، بحسب إحصاءات حكومية.

وأوضح متيغا أن "أرابيكا من أكثر أنواع البن درّا للربح، ويمثّل نحو 70 بالمئة من إنتاج تنزانيا، لكنه للأسف سريع التأثر بتقلبات درجات الحرارة".

ولفت إلى أن "صنف أرابيكا يتطلّب هطل أمطار معتدلة وأربعة أشهر على الأقل من الطقس الجاف لينمو بشكل جيد".

ظروف مناخية قاسية

فيكي مساوي من سكان المنطقة، تقوم بزراعة البن في أرضها البالغة مساحتها 0.4 هكتار على هضاب "ماتشيم" في كليمنجارو، ذكرت أن سوء الأحوال الجوية أوقف دورة الزراعة.

وقالت مساوي، وهي أيضا رئيسة لمنظمة محلية تمثل المئات من صغار مزارعي البن: "نعاني كثيرا من الجفاف، حتى هطل الأمطار بات لا يمكن التنبؤ به".

وأضافت، للأناضول، أن "مناخ المنطقة كان ذات مرة مثاليا لزراعة البن، حينما كانت درجات الحرارة مستقرة وهطل الأمطار كافيا".

وأوضحت أن المناخ في العقود الأخيرة أصبح قاسيا بشكل متزايد، لافتة أن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع مع ندرة في هطل الأمطار، ما يؤثر سلبًا على مزارعي البن.

وتهدد الظروف الجوية القاسية كالأمطار الموسمية وموجات الجفاف المتكررة سبل عيش العديد من المزارعين مثل "مساوي" في المنطقة.

بجانب الجفاف وإتلافه لبذور البن وعدم نموها، اشتكى المزارعون أيضا من الأمطار الموسمية التي تهطل بكميات غزيرة خلال مرحلة تفتح أزهار البن التي قالوا إنها أضرّت أيضا بها قبل أن تتشكل بذورها.

بذور محسنة للبن

فرديانا تيمو، مزارعة بن في كيليما، قالت للأناضول: "فقدت الأمل في هذا المحصول، وسأصب كل اهتمامي على زراعة الموز والخضروات لكسب دخل إضافي خاصة أن زراعة البن لم تعد مربحة".

وفي إطار المساعي للحد من تداعيات تغير المناخ على زراعة البن في تنزانيا، يعمل اتحاد كليمنجارو التعاوني على تزويد المزارعين بمهارات للتكيف مع تغيرات الظروف المناخية، وتوفير البذور المرنة، بجانب مراقبة الإنتاج، واقتراح تقنيات زراعية جديدة.

وقال فيلمون ندوسي رئيس الاتحاد، إن مؤسسته تتعاون مع الباحثين لإحياء زراعة البن من خلال تطوير شتلات بن مرنة قادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية.

وأضاف: "حصلنا على أكثر من 60 ألف شتلة بن عالية الجودة ونقوم بتوزيعها على المزارعين".

ويُزرَع بن قهوة أرابيكا على سفوح جبل كليمنجارو تحت ظلال أشجار الموز.

#البن
#تنزانيا
#زراعة البن
٪d سنوات قبل