|

"بتسيلم": الاحتلال يحارب المدنيين الفلسطينيين وليس "حماس"

قال المركز الحقوقي الإسرائيلي إن تل أبيب "تطبق سياسة قصف إجرامية"..

14:28 - 6/12/2023 Çarşamba
الأناضول
"بتسيلم": الاحتلال يحارب المدنيين الفلسطينيين وليس "حماس"
"بتسيلم": الاحتلال يحارب المدنيين الفلسطينيين وليس "حماس"

اعتبر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" إن إسرائيل لا تحارب "حماس" وإنما المدنيين الفلسطينيين.

وضرب "بتسيلم" (غير حكومي) في تقرير مكتوب حصلت الأناضول على نسخة منه، مثلا ذلك على ذلك قصف إسرائيلي في حي الشجاعية في مدينة غزة يوم 2 ديسمبر/كانون أول الجاري.

وقال: "حسب ادعاء الناطق الرسمي بلسان الجيش الإسرائيلي، كان الهدف من هذا القصف قتل وسام فرحات الذي وُصف بأنه "قائد كتيبة الشجاعية في حماس".

واستدرك: "وفقاً لتقارير أولية، فقد أسفر الهجوم عن تدمير عشرات المباني السكنية وقتل العشرات. ولا يزال المئات مدفونين تحت الأنقاض".

وأضاف: "بالنظر إلى هذه النتائج، لا يبقى أي شك بشأن عدم قانونية هذا الهجوم: إن على أي هجوم ـ حتى لو كان لتحقيق هدف عسكري شرعي ـ أن يحقق مبدأ التناسبية".

وأشار إلى أن مبدأ التناسبية "يقضي بوجوب الامتناع عن تنفيذ الهجوم إذا كانت المعلومات المتوفرة تدل على أن الضرر الذي سيلحق بالمواطنين المدنيين من جراء الهجوم سيكون مبالغاً فيه مقارنة بالفائدة العسكرية المتوقع تحقيقها".

وقال: "أي تفسير يقول بأنه من الممكن اعتبار نتائج هذا الهجوم تناسبية من شأنه أن يُفرغ هذه القاعدة من أي مضمون".

ولفت "بتسيلم" إلى أنه "ثمة ادعاءان مركزيان تستخدمهما إسرائيل لتبرير المس الواسع جداً والإجرامي بالمدنيين نتيجةً لهذه السياسة، وكلاهما لا أساس لهما من الصحة ولا يمتّان بصلة إلى أحكام القانون الإنساني الدولي وإلى غاياته".

وقال: "الادعاء الأول هو أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لتجنب المس بالمدنيين، لكن حماس تختبئ خلف المواطنين وتستخدمهم دروعاً بشرية، ولذلك فإن أي مسّ إسرائيلي بحماس يستتبع بالضرورة ـ وليس بذنْب إسرائيل ـ مساً بالمواطنين".

واستدرك: "إلا أن معنى هذا الادعاء هو أن إسرائيل لا تخضع لأية تقييدات وأن أية عملية تقوم بها، مهما كانت نتائجها مرعبة، تُعتب شرعية".

وأضاف "بتسيلم": "الادعاء الثاني الذي تستخدمه إسرائيل هو أنها تُبلغ كل المدنيين في الأماكن التي تقوم بقصفها بضرورة مغادرة منازلهم والتوجه إلى المناطق التي تعتبرها "مناطق آمنة"".

وأوضح إنه "في قولها هذا تلمح إسرائيل إلى أنه من جهتها لم يتبق مواطنون مدنيون في هذه الأماكن ولذا فإن بإمكانها العمل هناك دونما حاجة إلى التحذير من مغبة المس بالمدنيين".

وقال: "هذا الادعاء مقطوع عن الواقع. أولاً، هذا الادعاء يتجاهل حقيقة أن مواطنين كثيرين قد ظلوا في منازلهم ـ بعضهم لأنه لا يستطيع الوصول إلى جنوب القطاع لأسباب مختلفة وبعضهم الآخر لأنه اختار عدم المغادرة إلى الجنوب. الافتراض بأن المنطقة أصبحت خالية من المدنيين هو، إذاً، افتراض مغلوط واقعياً".

وأضاف: "ثانياً، حتى لو كان المواطنون قد غادروا فليس معنى هذا أنه بالإمكان قصف المنطقة بصورة شاملة وبدون تحييد منازلهم، التي هي أهداف مدنية، طالما لن يُثبت خلاف ذلك".

وأشار "بتسيلم" إلى أنه "منذ بداية الحرب، كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد أوضح أن إسرائيل سوف تنتقم بشدة، كما سارع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إلى التوضيح بأنه في هذه الحرب "سيكون التركيز على كمية الضرر وليس على الدقة"".

وقال: "تبدو هذه التصريحات بوضوح تام في سياسة القصف التي تطبقها إسرائيل في القطاع منذ بداية الحرب. هذه السياسة، التي ألقيت في إطارها مئات الأطنان من المتفجرات على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن قتل مرعب لأكثر من 15000 إنسان، من بينهم أكثر من 6000 من الأطفال والأولاد والفتيان ونحو 4000 من النساء".

وأضاف: "أحياء سكنية بأكملها انهارت، من بينها أبراج سكنية، والعديد من الشوارع أصبحت خرائب. كما لا يزال كثيرون مدفونين تحت الأنقاض ولا يزال مصيرهم غير معروف.".

وتابع: "نحو 1.8 مليون إنسان هُجّروا من منازلهم حتى الان وهم محشورون في ظروف غير إنسانية، بدون مياه ولا غذاء ولا أدوية".

وذكر "بتسيلم" إنه "تصر إسرائيل على التشبث فقط بنص القانون الدولي في وقت الحرب، فتفسره بصورة منزوعة تماماً عن سياقه وأهدافه".

وقال: "فهي (إسرائيل) تدّعي بأنها تقوم بتحذير السكان المدنيين قبل القصف، لكنها تتجاهل واقع أن ليست لديهم أية إمكانية حقيقية لحماية أنفسهم".

وأضاف: "وهي تدّعي بأنّها تهاجم أهدافا عسكرية فقط، لكنها تتجاهل قصفها آلاف منازل السكان المدنيين منذ بدء الحرب".

وتابع "بتسيلم": "وهي تدّعي بأنه تطبق مبدأ التناسبية، لكن التفسير الذي تعطيه هي لهذا المبدأ بعيد عن أي تفسير منطقي ومعقول وإن ما تصفه هي بـ"الضرر الجانبي" قد تجسد حتى الآن بآلاف القتلى من الأطفال".

وحذر من أنه "في هذه الأثناء، أصبح يتزاحم في جنوب قطاع غزة أكثر من مليونيّ إنسان ليس لديهم أي مكان آخر يتوجهون إليه".

وقال: "الاستمرار في تطبيق سياسة القصف هذه قد يؤدي، على نحو شبه مؤكد، إلى قتل آلاف أخرى من المدنيين".

وأضاف "بتسيلم": "في مثل هذه الظروف، من الواضح أن على إسرائيل التوقف فوراً عن تطبيق هذه السياسة التي تؤدي إلى زرع المزيد والمزيد من الموت، إلى المزيد والمزيد من الفظائع وإلى تعميق الكارثة الإنسانية في القطاع".

وحتى الآن لم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذا التقرير.

#إسرائيل
#الجيش الإسرائيلي
#حصار غزة
#حماس
#غزة
#فلسطين
8 ay önce