|

أكاديمية كندية: قمع الطالبات يفضح دفاع واشنطن عن حقوق المرأة

الأكاديمية والكاتبة الكندية من أصل تونسي منية مازيغ: - استنكرت ازدواجية المعايير في الولايات المتحدة وكندا عند التعامل مع قضايا حقوق المرأة - "ازدواجية التعامل الغربي مع القضايا الحقوقية النسوية أمر معروف لكنها أصبحت تُمارس على المكشوف" - "الاعتقالات (خلال حراك الجامعات) طالت نساء مسالمات وقفن ضد عنف الشرطة، ويطالبن بمطالب معقولة" - عبرت عن قلقها من مشاهد نزع الشرطة لحجاب طالبات واعتبرت ذلك دليلا على عودة "متشددة" لموجة الإسلاموفوبيا - اعتبرت أن التمويل والمصالح الخاصة يمنع جمعيات الدفاع عن المرأة في الغرب من انتقاد "انتهاكات" إسرائيل في غزة

09:47 - 3/05/2024 الجمعة
الأناضول
أكاديمية كندية: قمع الطالبات يفضح دفاع واشنطن عن حقوق المرأة
أكاديمية كندية: قمع الطالبات يفضح دفاع واشنطن عن حقوق المرأة

استنكرت الأكاديمية والكاتبة الكندية من أصل تونسي منية مازيغ ازدواجية المعايير في تعامل السلطات الأمريكية ودول غربية أخرى مع حراك طلاب الجامعات الداعم لقطاع غزة.

وفي مقابلة مع الأناضول، اعتبرت مازيغ، الحاصلة على درجة دكتوراه بالاقتصاد من جامعة ماكغيل الكندية، أن الاعتداء على النساء المشاركات بالحراك ونزع حجاب بعضهن "يُسقط قناع" حقوق المرأة في الغرب، و"مؤشرًا مقلقًا على عودة متشددة" لموجة الإسلاموفوبيا.

وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.

ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

وكان لافتا لجوء السلطات الأمنية الأمريكية إلى القمع والعنف الشديد، واعتقال أكثر من ألفي محتج حتى الخميس، على خلاف ما يُروج له بالولايات المتحدة بشأن "حفاظها على حرية التعبير".

لم تفرق الشرطة - خاصة في الولايات المتحدة - في تعاملها بين طالب وأستاذ، وقامت في بعض الأحيان بنزع حجاب طالبات مسلمات.

ازدواجية المعايير

وفي تعليقها على هذه المشاهد، لفتت مازيغ إلى أنه كانت "هناك شكوك واضحة" بشأن ادعاء الولايات المتحدة الدفاع عن حقوق المرأة، حتى قبل الانتهاكات التي تعرضت لها الطالبات خلال الحراك الجامعي، "لكن ما حدث من انتهاكات أسقط قناع حقوق المرأة في الغرب تمامًا".

واستنكرت مازيغ في هذا الصدد ازدواجية المعايير في الولايات المتحدة وكندا عند التعامل مع قضايا حقوق المرأة.

وذكرت أنه بينما تندد الجمعيات النسوية في البلدين بـ"انتهاكات" مزعومة لحقوق النساء في دول بالشرق الأوسط، مثل إيران، تغفل نفس الجمعيات عن معاناة نساء بلدانها.

وقالت إن "الاعتقالات (خلال حراك الجامعات) طالت نساء مسالمات وقفن ضد عنف الشرطة، ويطالبن بمطالب عادية ومعقولة جدًا".

واستدركت: "لكن جمعيات حقوق الإنسان في كندا وفي الولايات المتحدة صامتة لا تتكلم، مع الأسف، وإن تكلمت يكون بنوع من التحرج".

عودة الإسلاموفوبيا

كذلك، عبرت مازيع عن قلقها من مشاهد نزع الشرطة حجاب طالبات مشاركات في الحراك بالولايات المتحدة، واعتبرت ذلك "دليلاً على عودة متشددة وقوية جدا لموجة الإسلاموفوبيا".

ومضت الأكاديمية الكندية، وهي مؤلفة كتاب "الإسلاموفوبيا بين الجنسين.. رحلتي مع الحجاب": "كنا نترجى وظننا حدوث نوع من التغيير الإيجابي (في ظاهرة الإسلاموفوبيا)، لكن سرعان ما تبين لنا أن الواقع مُخالف تمامًا".

وأوضحت أن "كل من يتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة (للاجئين الفلسطينيين) يتم التعامل معه بشراسة".

وقدمّت مازيع أمثلة على ممارسات الإسلاموفوبيا بكندا، حيث تعيش، مشيرة إلى منع ارتداء الحجاب في بعض المهن مثل التدريس والشرطة ومهنة قاضية أو وكيل جمهورية في مقاطعة كيبيك بالتحديد.

وأكّدت أن "الإسلاموفوبيا ظاهرة حاضرة في حياتنا اليومية، لكن ما نشهده الآن هو تسارع وتيرتها وعودة قوية لمظاهرها بأشدّ قوة".

"عدوان شنيع" على نساء غزة

أيضًا، استنكرت مازيغ ما تتعرض له الفلسطينيات وأطفالهن من انتهاكات على يد الجيش الإسرائيلي، خلال حربه على قطاع غزة التي توشك على دخول شهرها الثامن.

وقالت: "الفظائع تجاه نساء غزة وأطفالها عدوان شنيع ومدمر"، لكن ذلك ربما يكون بمثابة "ضارة نافعة"، وفق رأيها.

وأضافت موضحة: "لا أريد أن أقلل من حجم هذه المصائب (التي تعاني منها نساء غزة)، لكن العدوان (الإسرائيلي على القطاع) أسقط كل الأقنعة".

وتابعت: "ما يحدث فرصة لأخواتنا في فلسطين وغزة اللواتي يرغبن في أن يكن بحال أفضل، لكي يعلمن أن النجاح لن يأتي من وزارات الخارجية (في الغرب) التي تدعي أن لها برامج تدافع عن النساء العربيات والمسلمات".

وشددت على أن "تحرر النساء في بلداننا العربية بالمفهوم الصحيح لن يأت عن طريق الأفكار الدخيلة ولا من الخارج".

وأوضحت: "يجب علينا قبل كل شيء أن نحرر أنفسنا من الجهل ومن الروابط التي تربطنا بالتقاليد القديمة التي فيها نوع من الظلم للمرأة".

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 112 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

حسابات سياسية

وعن ازدواجية التعامل الغربي مع الحقوق النسوية بصفة عامة، اعتبرت مازيع أن الازدواجية "أمر معروف"، لكنها أصبحت تُمارس "على المكشوف اليوم".

ولفتت إلى أن الكثيرين في الغرب "يمتنعون عن التحدث عن هذه الازدواجية بسبب الحسابات السياسية".

وعلى سبيل المثال، أوضحت مازيغ أنه "عندما تم توقيف الشابة مهسا أميني في إيران (عام 2022 بتهمة انتهاك قوانين غطاء الرأس)، تصدرت صورها عناوين الأخبار في دول الغرب على مدار 24 ساعة، وخرجت المظاهرات تنديدًا بوفاتها يوميًا".

لكن "للأسف، لا نرى نفس الاهتمام بقضايا النساء في البلاد الغربية، وقد تكون هناك بعض الأصوات التي تندد، لكنها أقلية"، وفق الأكاديمية الكندية.

خطوط حمراء

وعن موقف جمعيات الدفاع عن المرأة في الغرب من هذه القضايا، قالت: "لا يهمّ إن كانت هذه الجمعيات على علاقة مباشرة مع إسرائيل، لكن تمويلها من قبل حكومات غربية مثل الولايات المتحدة وكندا يُلزمها بالالتزام ببعض الخطوط الحمراء، ومن بينها تجنب أي انتقاد لإسرائيل أو سياساتها".

وقالت إن "خوف هذه الجمعيات على مصادر رزقها، بالإضافة إلى دعم بعضها لإسرائيل، يُعيقها عن اتّخاذ مواقف قوية منددة بانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. ويرتبط موقفها هذا بشكل أساسي بتمويلاتها وعملها ومصالحها الخاصة، وليس بمبادئها الأيديولوجية".

وختمت بقولها: "نلاحظ ازديادًا في تعاطف الرأي العام مع القضية الفلسطينية، لكن الكثيرين ما زالوا يخافون من التعبير عن آرائهم بشكل علني".

#إسرائيل
#احتجاجات الطلاب
#الولايات المتحدة الأمريكية
#غزة
٪d يوم قبل