|

استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر يفاقم شبح المجاعة في قطاع غزة

- يتخوف الفلسطينيون في قطاع غزة من وقوع مجاعة بسبب نقص الغذاء، جراء إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم بعد عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح. - ترتفع أسعار الخضروات والسلع الغذائية في مناطق جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل إغلاق المعبرين

11:03 - 13/05/2024 الإثنين
الأناضول
استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر يفاقم شبح المجاعة في قطاع غزة
استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر يفاقم شبح المجاعة في قطاع غزة

يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم، ومنعها من دخول المساعدات الإنسانية عبرهما.

ومنذ عام 2006، يعيش السكان في القطاع المحاصر تحت ظروف معيشية صعبة تفاقمت مع استمرار الحرب الإسرائيلية وإغلاق المعابر الحدودية، مما يزيد من تعقيدات حياتهم يوماً بعد يوم، حيث يواجهون نقصًا في جميع الخدمات وشحًا في غيرها.

انعدام فرص العمل والدخل

وفي ظل عدم وجود فرص عمل وانعدام مصادر الدخل، يجد السكان في قطاع غزة أنفسهم عالقين في ظروف معيشية قاسية، حيث تشكل الحياة تحديًا يوميًا، ويتطلع السكان إلى انتهاء الحرب الإسرائيلية كمخرج لهذه الأوضاع المأساوية.

في جنوب قطاع غزة، شهدت أسعار الخضروات والمواد الغذائية ارتفاعًا ملحوظًا، وتفاقم نقص هذه المواد بشكل كبير، نتيجة استمرار إغلاق معبري كرم أبو سالم ورفح، اللذين كانا المسار الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مما أدى إلى تفاقم أزمتهم.

مخاوف مجاعة نا

وفي ظل إغلاق المعبرين تتزايد مخاوف الفلسطينيين من تفاقم شبح "المجاعة" لعدم إدخال السلع والمواد الغذائية، على غرار ما شهده شمال غزة ومدينة غزة.

وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية، عانى سكان غزة، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، في الشهور الماضية من "مجاعة"، في ظل شح شديد فرضته إسرائيل على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي، من توقف عملياته في قطاع غزة، قائلاً إن "إمدادات الغذاء والوقود في القطاع تكفي 3 أيام على الأكثر".

جاء ذلك في منشور للمدير القُطري لـ"الأغذية العالمي" بفلسطين ماثيو هولينجورث، على حسابه عبر منصة إكس.

وقال هولينجورث، إن "إمدادات الغذاء والوقود في القطاع تكفي 3 أيام على الأكثر".

وشدد على أن "عملياتنا في غزة ستتوقف حال عدم توفر إمدادات الغذاء والوقود".

وأضاف هولينجورث: "أصبح من الصعب الوصول إلى مستودعنا الرئيسي بمدينة رفح جنوبي القطاع".

وأشار إلى أن "مخبزاً واحداً فقط لا يزال يعمل".

ارتفاع بالأسعار وشح بالسلع

ويتحدث البائع الفلسطيني محمد جندية، الذي يعمل في بيع الخضروات بمدينة دير البلح، عن تأثير إغلاق المعابر على الأسعار وتوافر السلع الأساسية.

و يقول لمراسل الأناضول: "بعد إغلاق المعابر، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الخضروات والمواد الغذائية، وتواجهنا شحاً في بعض السلع".

ويضيف: "المواطنون غير قادرين على شراء السلع بسبب عدم توفر دخل، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات، ولكن توقف دخول هذه المساعدات إلى غزة".

ويوضح: "بعد عملية رفح، اضطر السكان للنزوح إلى وسط غزة والمناطق الغربية لرفح، مما أدى إلى اكتظاظ كبير في مدينة دير البلح بالنازحين، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات".

وطالب بضرورة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني يعتبر صعبًا للغاية.

من جانبه، قال الفلسطيني أحمد أبو هويشل لمراسل الأناضول: "الحرب دمرت كل شيء في قطاع غزة، وأدى إغلاق المعابر إلى ارتفاع أسعار جميع السلع، بما في ذلك الملابس".

وأضاف: "عندما أذهب المواطن للتسوق، أواجه صعوبة كبيرة بسبب غلاء الأسعار، مما يدفعني لعدم الشراء".

وأوضح أن "السكان خرجوا من منازلهم نازحين، بدون ملابس أو طعام، في ظل غياب المساعدات الإنسانية".

موجة تجويع جديدة

في السياق نفسه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأربعاء من "موجة تجويع" تسعى إسرائيل لفرضها في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في شماله خلال الأشهر الماضية.

وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب، للأناضول: إن "وقف إدخال المساعدات إلى غزة ينذر بموجة تجويع جديدة ترغب فيها إسرائيل في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في شماله".

وأشار إلى أن "منع المصابين من السفر للعلاج خارج غزة بسبب احتلال إسرائيل لمعبر رفح ينذر بتداعيات خطيرة على حياتهم".

وأضاف: "تمنع إسرائيل دخول المساعدات بسبب إغلاقها لمعبر كرم أبو سالم وسيطرتها على معبر رفح، الذي يربط بين قطاع غزة ومصر".

ولفت إلى أن "قطاع غزة أمام كارثة إنسانية خلقها الجيش الإسرائيلي من خلال احتلاله لمعبر رفح، ونحن نعيش مرحلة خطيرة ومرحلة إنسانية لن تمر على الشعب الفلسطيني".

وفي 5 مايو/ أيار الجاري أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، فيما تواصل إغلاق معبر رفح على الحدود بين القطاع ومصر لليوم السادس بعد أن أعلنت السيطرة عليه صباح الثلاثاء.

وصباح الأربعاء، زعم الجيش الإسرائيلي إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بعد إغلاقه الأحد، لإدخال مساعدات إلى غزة، استجابة لطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن هيئة المعابر نفت صحة إعادة فتح المعبر.

ومنذ إغلاق المعبرين لا تدخل أي مساعدات إنسانية أو وقود أو أدوية ومستلزمات طبية إلى قطاع غزة، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية، حسب تحذيرات أممية ورسمية فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

#"حماس"
#أزمة مجاعة
#إسرائيل
#إغلاق معابر غزة
#بالتل
#شهداء
#قصف إسرائيل
#مدينة رفح
٪d يوم قبل