اقتلعت الرياح خيامهم.. فلسطينيون: عشنا ليلة عصيبة والأمطار أغرقتنا

14:026/02/2025, الخميس
الأناضول
اقتلعت الرياح خيامهم.. فلسطينيون: عشنا ليلة عصيبة والأمطار أغرقتنا
اقتلعت الرياح خيامهم.. فلسطينيون: عشنا ليلة عصيبة والأمطار أغرقتنا

- سعيد زنون: عشنا ليلة مأساوية والخيمة انهارت علينا - رنين أبو طعيمة: المياه أغرقت الخيمة والرياح اقتلعتها

وسط ظروف جوية قاسية، قضى النازحون بقطاع غزة ليلة عصيبة تحت تأثير منخفض جوي شديد تخللته أمطار غزيرة ورياح عاتية أدت إلى غرق خيامهم واقتلاع بعضها، ما زاد من معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشونها بعد تدمير منازلهم جراء الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بالقطاع.

وفي منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تحولت خيام النازحين إلى بحيرات موحلة، بعد أن اجتاحت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة الخيام الهشة، محولة حياتهم إلى كابوس حقيقي.

وفاقم هطول الأمطار الذي بدأ الخميس في محافظات قطاع غزة معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين دمرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية منازلهم.

وأفاد مراسل الأناضول، الخميس، بأن الأمطار التي هطلت في ساعات الليل أغرقت الخيام ومراكز الإيواء في شمالي وجنوبي غزة، ما زاد من صعوبة الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.

**ليلة مأساوية

وقال سعيد زنون (55 عاما)، أحد النازحين، للأناضول: "كانت واحدة من أصعب الليالي التي عشناها. اقتلعت الرياح خيمتنا وسقطت فوق أطفالي، مما تسبب في إصابتهم".

وتابع: "طوال الليل كنا نخشى أن نُقتلع نحن أيضا مع الخيام. إنها مأساة حقيقية يعيشها كل نازح في خان يونس وقطاع غزة بأكمله".

وأشار زنون إلى أن ما يحدث يمثل "جريمة بحق الإنسانية"، داعيا المجتمع الدولي للتحرك من أجل إعادة إعمار غزة وتوفير مساكن تليق بالنازحين الذين فقدوا منازلهم.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يسعى جاهدا إلى تحقيق السلام.

وأضاف: "على العالم أن يستيقظ ضميره ويسعى لإيجاد حل من خلال إقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين، حيث نتمكن من تحقيق السلام والرخاء والتقدم، إذ نحن شعب نحب الحياة والسلام والبناء".

**مأساة النزوح القسري

رنين أبو طعيمة، وهي أم لعشرة أطفال، تعيش في خيمة لأحد جيرانها لجأت إليها بعد أن دُمرت خيمتها جراء المنخفض الجوي، حيث تحاول جاهدة تدفئة أطفالها بإشعال النار.

وقالت أبو طعيمة للأناضول إن المياه أغرقت خيمتها والرياح اقتلعتها.

ولفتت إلى أنها عاشت ظروفا قاسية خلال الليلة الماضية جراء المنخفض الجوي.

وأضافت أنها وأطفالها بقوا يقظين طوال الليل، ومنذ بداية الحرب يعيشون حياة مأساوية، حيث تعرضوا عدة مرات للنزوح القسري ولم يتوفر لهم مأوى يقيهم من الأهوال.

**خيم مهترئة

أما أحمد مصران (45 عاما)، فقد دمر منزله وقتل اثنان من أبنائه خلال الإبادة الإسرائيلية، ليجد نفسه مضطرا للعيش في خيمة بمنطقة المواصي منذ أكثر 15 شهرا.

وأوضح للأناضول، أن العاصفة اقتلعت الخيمة ومزقتها وأنه لم يتمكن من النوم وكل مقتنياته غرقت.

وقال: "الخيم قبل المنخفض مهترئة وجاء المنخفض ومزقها".

وأشار إلى أنه يجلس في الشارع ولا يدري ماذا يفعل وأين يذهب في ظل عدم توفر المنازل والخيام.

وفي مناطق متفرقة بغزة يقيم الناجون من الإبادة في منطقة المواصي وبين أنقاض منازلهم المدمرة، وقد لجأوا إلى خيام بدائية مصنوعة من القماش والنايلون.

إلى جانب ذلك، يقيم الفلسطينيون الذين دُمرت منازلهم، في الطرقات والملاعب والساحات العامة، والمدارس دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.

وتمتد منطقة المواصي من غربي مدينة رفح إلى غربي مدينتي دير البلح (وسط) وغربي مدينة خان يونس (جنوب)، حيث يعيش المواطنين في أوضاع إنسانية متدهورة تزيد من معاناتهم، وسط ظروف قاسية وصعوبات يومية في تأمين الاحتياجات الضرورية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل دمرت على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة نحو 88 بالمئة من البنى التحتية بالقطاع بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

#أجواء قاسية
#الرياح العاتية
#المنخفض الجوي
#النازحون في قطاع غزة