
- 7 أشهر حبس لجندي أدين بضرب الأسرى بقبضتيه وسلاحه وهم مقيدين ومعصوبي الأعين في سجن "سديه تيمان"، وفق بيان للجيش الإسرائيلي - يأتي القرار في ظل تصاعد الإجراءات الدولية والملاحقات القانونية في أنحاء مختلفة من العالم بحق عسكريين إسرائيليين جراء ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة
قال الاحتلال الإسرائيلي إن جنديا أُدين بتعذيب أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في معسكر سديه تيمان في النقب (جنوب) وحُكم عليه بالسجن 7 أشهر مع النفاذ، وسط ملاحقات قانونية لعسكريين إسرائيليين في عدة دول جراء ارتكابهم جرائم حرب خلال الإبادة التي استمرت أكثر من 15 شهرا في غزة.
وكان معتقل سديه تيمان سيئ الصيت مسرحا لاعتداءات طالت أسرى فلسطينيين اختطفهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بعد الحرب، وشملت اعتداءات جنسية، وفق إعلام عبري.
والخميس، قال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على منصة "إكس": "بعد اعتراف جندي خدم في الاحتياط كحارس أمن في مركز احتجاز سديه تيمان بإساءة معاملة معتقلين أمنيين في ظروف مشددة، صدر الحكم عليه اليوم وأدين بالتهم المنسوبة إليه".
وأضاف: "أدين المتهم بضرب المعتقلين بقبضتيه وسلاحه عدة مرات وهم مقيدين ومعصوبي الأعين. وقد ارتُكبت هذه الأفعال بحضور جنود آخرين، وطلب بعضهم منه التوقف عن ذلك، وتم توثيق ذلك على الهاتف المحمول للمتهم".
وأيدت المحكمة العسكرية اتفاق الإقرار بالذنب بين النيابة العسكرية والجندي المتهم، وحكمت على المتهم بالسجن 7 أشهر مع النفاذ مع الحكم عليه أيضا بالسجن مع وقف التنفيذ وتخفيض رتبته إلى أدنى رتبة لجندي، وفق المصدر ذاته.
وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، تم إيقاف 10 جنود احتياط عملوا حراسا في معسكر "سديه تيمان" بتهمة الاعتداء على أسير فلسطيني بما في ذلك الاعتداء الجنسي بما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وفي اليوم التالي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الأسير الفلسطيني الذي تعرض لاعتداء جنسي في قاعدة "سديه تيمان" العسكرية الإسرائيلية يعاني إصابات خطيرة بما في ذلك تمزق في الأمعاء".
ومنذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياح غزة بريا في 27 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 في إطار حرب الإبادة الجماعية التي بدأها في 7 أكتوبر من الشهر نفسه، اعتقل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.
والأربعاء، فتحت السلطات السويسرية تحقيقا ضد جندي احتياط إسرائيلي، موجود على أراضيها، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقالت مؤسسة هند رجب (HRF) المؤيدة للفلسطينيين (مقرها بلجيكا)، في بيان، إنها تقدمت رسميا بشكوى جنائية أمام السلطات السويسرية، ما أدى إلى فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب بحق إسرائيلي مشتبه به موجود حاليا في سويسرا.
ويأتي هذا التحقيق السويسري في وقت تتصاعد فيه الإجراءات القانونية الدولية ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وقبل ذلك بأيام، أعلنت "هند رجب"، أنها تقدمت بشكاوى في فنلندا والدنمارك والنرويج، لمنع محاولة جندي في لواء النخبة "ناحال" الفرار من السويد.
كما تقدمت مؤسسة "هند رجب" بشكاوى ضد جنود إسرائيليين آخرين في تشيلي والأرجنتين وتايلاند، وغيرها من الأماكن، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأجبرت هذه الإجراءات إسرائيل أيضا على "إخفاء هويات جميع المقاتلين والضباط المشاركين في الأنشطة العملياتية المتعلقة بالقتال"، وفق المصدر ذاته.
وظهر الآلاف من الجنود والضباط الإسرائيليين سواء النظاميين أو الاحتياط، في فيديوهات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الحرب على قطاع غزة، وكانت وجوههم ظاهرة دون أن يتم طمسها، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت القناة 12 العبرية، إن إسرائيل أعادت اللواء غسان عليان الذي يشغل منصب "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية" من إيطاليا بعدما وجهت مؤسسة هند رجب طلبا للمحكمة الجنائية الدولية لاستصدار مذكرة اعتقال بحقه.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لدورهما في توجيه هذه الجرائم والإشراف عليها.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.