نتنياهو يقول إن المشاهد الصادمة من الإفراج عن الأسرى لن تمر مرور الكرام

14:358/02/2025, samedi
تحديث: 8/02/2025, samedi
الأناضول
نتنياهو يقول إن المشاهد الصادمة من الإفراج عن الأسرى لن تمر مرور الكرام
نتنياهو يقول إن المشاهد الصادمة من الإفراج عن الأسرى لن تمر مرور الكرام

وهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين تقول إن صور مطلق سراحهم من دير البلح هي "دليل آخر صارخ لا يترك مجالاً للشك على أن المختطفين ليس لديهم وقت"..


قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ما سماها بالمشاهد "الصادمة" لإطلاق 3 أسرى إسرائيليين السبت من قطاع غزة "لن تمر مرور الكرام"، فيما اعتبرت هيئة عائلات الأسرى إنها "دليل صارخ" على أن باقي الأسرى لم يعد لديهم وقت.


وأطلقت حماس سراح الأسرى الإسرائيليين الثلاثة "إيلي شرعبي" (54 عاما) و"أوهاد بن عامي" (56 عاما) و"أور ليفي" (34 عاما)، وظهروا في حالة من الهزال الشديد وبدا على وجوههم الإعياء خلال عملية إطلاق سراحهم من وسط دير البلح قطاع غزة في وقت سابق السبت.


جاء ذلك ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.


وقال نتنياهو في بيان لمكتبه: "الحكومة الإسرائيلية تحتضن العائدين الثلاثة، وقد أبلغت عائلاتهم من الجهات المختصة أنهم انضموا إلى قواتنا".


وأضاف: "المشاهد الصادمة التي شاهدناها اليوم لن تمر مرور الكرام".


وتابع "الحكومة الإسرائيلية وكافة الأجهزة الأمنية سترافق الأسرى الثلاثة العائدين وعائلاتهم".


وختم نتنياهو بيانه بالقول: "الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بإعادة جميع المختطفين والمفقودين".


في سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان على حسابها بمنصة "إكس": "الصور الصعبة التي التقطت أثناء إطلاق سراح أوهاد وإيلي وأور هي دليل آخر صارخ لا يترك مجالا للشك على أن المختطفين ليس لديهم وقت".


وأضافت: "يجب علينا إخراج الجميع من هناك الآن، حتى الأسير الأخير".


وبهذا الخصوص، قال رئيس حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي يائير غولان، عبر منصة إكس: "صور أوهاد وإيلي وأور، الذين عادوا من الأسر بعد 491 يوما، هي شهادة حية صارخة".


وأضاف غولان: "يجب أن نعيدهم جميعا الآن. إن وقتهم ينفد، وكل دقيقة تأخير تشكل تهديدا لحياتهم".


أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ فذهب بعيدا عندما اعتبر أن صور الأسرى الثلاثة هي "جريمة ضد الإنسانية".


وقال هرتسوغ، عبر منصة إكس: "هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية، يجب على العالم أجمع أن ينظر مباشرة إلى أوهاد وأور وإيلي - الذين عادوا من جحيم 491 يوما في الأسر، متألمين، نحيلين، ومتضررين"، على حد وصفه.


وأعرب عن "شعوره بالارتياح لحقيقة أنهم يعودون أحياء إلى أحضان أحبائهم".


وتابع هرتسوغ: "إتمام صفقة الأسرى هو عمل إنساني وأخلاقي ويهودي، ومن الضروري إعادة جميع أخواتنا وإخواننا من جحيم الأسر في غزة حتى آخر واحد منهم".


وفي مقطع متلفز نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، علقت عيناف تسينغاوكر والدة الأسير الإسرائيلي "ماتان" المحتجز بغزة على بيان مكتب نتنياهو بالقول: "ماذا كنت تعتقد أن يحدث عندما واصلت نسف الصفقة تلو الأخرى؟".


ومخاطبة نتنياهو، قالت: "إذا لم يخرج ابني من غزة الآن فلن ينجو من هذا الجحيم.. والآن وبينما يبكي الشعب كله على حالتهم (الأسرى الثلاثة المطلق سراحهم) تتنزه أنت في واشنطن، وتحاول نسف المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية، والتي كان يفترض أن تبدأ قبل 6 أيام".


وتابعت: "أدعو الجمهور الإسرائيلي: اخرجوا إلى الشوارع، لا يوجد وقت، علينا تنفيذ الاتفاق كاملا وتقصير مدة تنفيذه، علينا إطلاق سراح الجميع وبسرعة".


وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، وصول الأسرى الثلاثة المطلق سراحهم إلى نقطة الاستيعاب الأولى في قاعدة "رعيم" العسكرية بمحاذاة قطاع غزة، بعدما سلمهم الصليب الأحمر إلى قوات الجيش والشاباك (الأمن العام) داخل القطاع.


وخلال عملية إطلاق سراحهم من على المنصة في دير البلح، تحدث الأسرى الثلاثة بالعبرية، ووجهوا الشكر لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي قالوا إنهم بقوا على قيد الحياة بفضلها، وأعربوا عن غضبهم من حكومة بلادهم التي وصفوها بـ"الفاشلة".


بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان لمكتبه نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "الشعب الإسرائيلي بأكمله متحمس لرؤية أور وإيلي وأوهاد يعودون إلى ديارهم، ولكن في الوقت نفسه مليء بالغضب بسبب الانتهاكات الشديدة التي تعرضوا لها"، على حد وصفه.


وأضاف: "سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة الجميع إلى منازلهم بسرعة، وفي الوقت نفسه، لن نسمح أبدا لقتلة حماس بمواصلة السيطرة على غزة وتهديد وجود إسرائيل".


وادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في منشور عبر إكس، أنه "منذ أكثر من عام، يرقص المجتمع الدولي بأكمله على أنغام الدعاية الكاذبة حول ما يسمى بـ "المجاعة" في غزة".


وأضاف: "الصور لا تكذب، ويبدو أن إرهابيي حماس وسكان غزة الآخرين بخير تماما، فيما يبدو المختطفون الإسرائيليون كناجين من الهولوكوست، وهم الوحيدون في الصور الذين يبدو بوضوح أنهم عانوا من الجوع".


وتابع ساعر: "لقد ارتكبت حماس جرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى المدنيين، يجب القضاء على هذا الشر الحمساوي النازي".


وعانى سكان غزة والشمال من "مجاعة" حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي فرضته إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.


من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، على إكس بالعبرية: "نتنياهو هل اكتشفت للتو أن وضع المخطوفين صعب؟ ألم تعلم من قبل؟ لأن ذلك كان مكتوباً في الوثائق الاستخباراتية التي وضعت على مكتبك في الأشهر الأخيرة(..) لقد رأيتَ هذه التقارير تماما كما رأيتها أنا".


وفي تدوينة أخرى كتبها بالإنجليزية قال لابيد: "المشاهد المروعة في غزة تذكرنا مرة أخرى بالشر المحض الذي ارتكبته حماس، فقد عذبت وجوعت وأساءت معاملة الأسرى، ولا يمكن للعالم أن يظل صامتا"، وفق قوله.


وتابع: "نطالب بإدانة واضحة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجمعية الصليب الأحمر".


وختم لابيد بالقول: " يجب إعادة كل أسير إلى منزله".


وفي السياق نفسه، قال غال هيرش منسق شؤون الأسرى الإسرائيليين بغزة، في تصريح صحفي: "تنظر إسرائيل بخطورة إلى انتهاكات حماس المتكررة، كما تنظر بخطورة أكبر إلى حالة المختطفين الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم صباح اليوم، لن نلتزم الصمت حيال هذا الأمر"، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.


وأضاف: لقد "تم نقل رسالة إلى الوسطاء وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة".


ومع تسليم الدفعة الخامسة، يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سلمتهم القسام ضمن صفقة التبادل الحالية إلى 16.


وفي وقت سابق، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية، في إطلاق سراح 183 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الخامسة للتبادل.


ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 600 محكومون بالمؤبد.


وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.


وفي المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.


ومنذ بدء الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعتقلت تل أبيب آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وطواقم طبية ودفاع مدني، أفرجت عن عدد ضئيل منهم لاحقا، فيما بدت عليهم علامات التعذيب والتجويع.


وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

#إسرائيل
#الأسرى
#القدس
#بنيامين نتنياهو