
"لكل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وتراب"، بحسب بيان للقيادي محمود مرداوي..
اعتبرت حركة حماس، الثلاثاء، تسارع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، انعكاسا للعقلية الإسرائيلية "الإجرامية" القائمة على "إبادة كل ما هو فلسطيني".
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي، في بيان: "ما تشهده الغربية من تغول استيطاني وسلب آلاف الدونمات وبشكل متسارع، يعبر عن عقلية الاحتلال المجرم القائم على إبادة كل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وتراب".
وأضاف: "ما يرتكبه الاحتلال من جرائم في الضفة وكامل الأرض الفلسطينية، لن يغير من يقيننا بأنه كيان مؤقت وسيزول بقوة وإصرار الشعب الفلسطيني على استرداد أرضه وحقوقه".
وأشار إلى أن "عمليات القتل والترهيب والإبادة لن تردع الشعب المنغرس بأهدافه ولن تحول دون رده على الاعتداءات".
ولفت إلى أن "المقاومة مستمرة ومتصاعدة حتى تحقيق أهدافها".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان، إن إسرائيل شرعت في بناء مستوطنة جديدة على أراضي قرية بتير في بيت لحم جنوبي الضفة.
وأوضح أن مكان بناء المستوطنة يأتي ضمن سعي تل أبيب بالتدرج البطيء إلى "تنفيذ مخطط القدس الكبرى، الذي يهدد التواصل الجغرافي برمته بين شمال الضفة الغربية وجنوبها".
شعبان لفت إلى أن المستوطنة أُطلق عليها اسم "ناحال حيلتس"، وتم إقرار إقامتها "ردا على موجة اعترافات دول العالم بدولة فلسطين في يونيو/ حزيران 2024".
وأردف: "بعد قرار إنشاء المستوطنة، اتخذت إسرائيل خطوات أولها تخصيص 120 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) لصالح المستوطنة، ثم تخصيص 600 دونم أخرى، لتبدأ هذه الأيام عملية البناء الفعلي فيها".
ووفق الهيئة الفلسطينية فإن "عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.
وبالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 910 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.