
- فتحي أبو العلا للأناضول: مشروع ترامب ليس سوى محاولة استثمارية تحت غطاء التهجير - إيمان الكفارنة للأناضول: صامدة ولن أترك وطني مهما كان الوضع صعبا ـ هيفاء المصري للأناضول: أفضل أن أكون شهيدة في وطني على أن أعيش في قصر خارج غزة
أعرب فلسطينيون في قطاع غزة عن رفضهم مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجيرهم من القطاع والاستيلاء عليه، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وصمودهم أمام أي محاولات اقتلاع أو تهجير.
وفي مقابلات مع الأناضول الأربعاء، شدد المواطنون على أن أي مخططات تهدف إلى تهجيرهم من قطاع غزة أو إجبارهم على مغادرة وطنهم محكوم عليها بالفشل، خاصة بعد فشل الحلول العسكرية بعد إبادة ارتكبتها إسرائيل بالقطاع على مدار أكثر من 15 شهرا.
ـ متجذرون في الأرض
ويرى فتحي أبو العلا، رئيس نادي خدمات رفح، جنوبي قطاع غزة، أن مخطط التهجير الذي أعلن عنه ترامب "يأتي امتدادا لمشاريع سابقة هدفت إلى تفريغ فلسطين من سكانها"، لكنه يؤكد أن الفلسطينيين "نجحوا في التصدي لها عبر العقود الماضية".
وقال أبو العلا للأناضول: "مشروع ترامب ليس سوى محاولة استثمارية تحت غطاء التهجير، وهو جزء من مخططات سابقة باءت بالفشل".
من جهته، شدد المواطن سامي التيلاوي، على أن الفلسطينيين في غزة "متجذرون في أرضهم ولن يقبلوا بأي محاولات لاقتلاعهم".
وأكد التيلاوي، في حديث للأناضول، أن "كل محاولات تهجيرنا ستفشل، ولن يكتب لها النجاح مهما كانت الظروف".
وقال: "سنبقى على أرضنا حتى آخر قطرة من دمائنا، وحتى آخر طفل منا، لن نرحل، حتى لو حاولت بعض الدول العربية تمرير هذا المشروع، فهو مرفوض".
ـ صمود رغم النزوح
أما الفلسطينية إيمان الكفارنة، التي عايشت تجربة النزوح داخل قطاع غزة بسبب الإبادة الإسرائيلية، فعبرت عن رفضها القاطع لأي مخططات تهجير، رغم الظروف القاسية التي تعيشها.
وقالت الكفارنة، لمراسل الأناضول: "نزحت من بيت حانون إلى جباليا (شمال) ثم إلى النصيرات (وسط) ورفح وخان يونس (جنوب)، لكنني صامدة ولن أترك وطني، مهما كان الوضع صعبا، لن أخرج من غزة، فهذه أرضنا، ولن نسمح لأي جهة بتقرير مصيرنا".
وشددت على أن الفلسطينيين "يرفضون أي إغراءات مادية أو وعود بحياة أفضل خارج غزة، مفضلين البقاء في أرضهم مهما كان الثمن".
وتتفق معها النازحة هيفاء المصري، التي أكدت أنها "تفضل الموت في فلسطين على أن تعيش في أي مكان آخر".
وقالت "المصري" للأناضول: "الأوضاع هنا صعبة، لكنني أفضل أن أكون شهيدة في وطني على أن أعيش في قصر خارج غزة، هذه أرض العزة والجهاد، ونحن باقون فيها حتى آخر يوم".
وأضافت: "سأختار ضنك العيش في غزة على رفاهية الحياة في الخارج، لأننا ندرك جيدًا أن كرامتنا وسعادتنا الحقيقية لا تكون إلا في وطننا".
وفي 4 فبراير/ شباط الجاري، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها إلى دول أخرى، ذاكرا منها مصر والأردن.
ولاقى مخطط ترامب لغزة رفضا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا، فيما قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.