
رغم تنصل إسرائيل للمرة الثانية من مهلة الانسحاب من جنوب لبنان بالإعلان الأربعاء الماضي عن بقائها هناك حتى بعد 18 فبراير
أعرب رئيس لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، الجمعة، عن ثقته بسيطرة الجيش اللبناني على جميع البلدات بمنطقة جنوب نهر الليطاني قبل تاريخ 18 فبراير/ شباط الجاري.
يأتي ذلك رغم تنصل إسرائيل للمرة الثانية من مهلة الانسحاب من جميع البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال حربها الأخيرة، بالإعلان الأربعاء الماضي عن بقائها هناك حتى بعد تاريخ 18 فبراير.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية عبر بيان، بأن لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق بين إسرائيل و"حزب الله" عقدت اجتماعا برئاسة الولايات المتحدة في بلدة الناقورة جنوب لبنان اليوم.
وأوضحت أن الاجتماع استضافته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، وانضم إليه ممثلون عن فرنسا والجيشين اللبناني والإسرائيلي.
ولفتت إلى أن الحاضرين "أجروا تخطيطا فنيا عسكريا لنقل جميع القرى المتبقية بمنطقة جنوب الليطاني إلى السيطرة الكاملة للقوات المسلحة اللبنانية قبل تاريخ 18 فبراير".
وقال جيفرز: "أحرزنا تقدما كبيرا على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأنا على ثقة بأن القوات المسلحة اللبنانية ستسيطر على جميع المراكز السكانية في منطقة جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل (18 فبراير)".
قبل أن يستدرك قائلا: "من المهم أن نتذكر أن ترتيبات وقف الأعمال العدائية تحوي العديد من المكونات في الفقرات الـ13 (عدد بنود الاتفاق)، وسنواصل المساعدة في تنفيذ كل هذه الفقرات حتى بعد 18 فبراير".
وأضاف: "ستظل الآلية في حالة تركيز، وتواصل عملها مع جميع الأطراف حتى تحقيق التنفيذ الكامل لكل فقرات الاتفاق".
ولم يذكر البيان تفاصيل إضافية، إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يقتصر على انسحاب إسرائيل من البلدات المحتلة خلال حربها الأخيرة، بل يشمل أيضا وساطة أمريكية في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان لتحديد حدود برية معترف بها، إضافة إلى تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها لإنتاج الأسلحة.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا للمهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب، والتي تبلغ 60 يوما بدءا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
إلا أن تل أبيب لم تلتزم بالموعد، قبل أن تعلن واشنطن لاحقا تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني حتى 18 فبراير الجاري.
ومع ذلك، عاد الجيش الإسرائيلي للتنصل من الاتفاق مجددا، معلنا في بيان الأربعاء، "تمديد فترة تطبيق الاتفاق".
ولم يحدد الجيش موعدا جديدا لاستكمال الانسحاب من جنوب لبنان، لكن هيئة البث العبرية الرسمية ذكرت أن إسرائيل طلبت من لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار تمديد بقاء قواتها حتى 28 فبراير، أي لعشرة أيام إضافية، وهو الأمر الذي رفضه الجانب اللبناني بشكل تام.
ووفق ما أفادت به الهيئة، طلب الجيش الإسرائيلي خلال اجتماع الناقورة، اليوم، الإبقاء على 5 نقاط تفتيش مؤقتة أقامها داخل الأراضي اللبنانية على طول الحدود.
وهو الأمر الذي قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الخميس، إن الأمريكيين أبلغوه به، ورد عليهم بـ"الرفض المطلق".
ومنذ سريان الاتفاق قبل 80 يوما، ارتكبت إسرائيل 934 خرقا له في لبنان، ما خلف 73 قتيلا و265 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وإجمالا، أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.