
فيما يطالب لبنان بالانسحاب الإسرائيلي الشامل..
يعتزم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، البقاء في 5 نقاط جنوبي لبنان، رغم مطالبات بيروت بانسحاب إسرائيل الكامل من الجنوب وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وبموجب الاتفاق، فإنه ينبغي أن ينهي الجيش الإسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان بحلول يوم غد الثلاثاء، لكن الرئيس اللبناني جوزاف عون، أعرب في وقت سابق الاثنين، عن تخوفه من عدم استكمال إسرائيل انسحابها من الجنوب في الموعد المقرر 18 فبراير/ شباط الجاري.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين: "نشر الجيش النقاط الخمس التي ستبقى فيها قواتنا في جنوب لبنان في المستقبل القريب".
ونقلت عن الجيش قوله: "نستعد لبقاء طويل هناك حتى انسحاب حزب الله شمال الليطاني".
وزعمت أن بقاء الجيش في تلك النقاط يأتي بغرض "توفير الدفاع المسبق والأمامي لبلدات الجليل".
ووفق المصدر ذاته، فإن "أول هذه المواقع هي سلسلة جبال السلم أو منطقة اللبونة المطلة على مستوطنة شلومي، وهي نقطة تسمح بمراقبة أوسع للأراضي اللبنانية".
وأردفت الإذاعة أن "النقطة الثانية هي سلسلة جبال بلاط، وهي السلسلة الجبلية المطلة على مستوطنتي شتولا وزرعيت".
كما تخطط إسرائيل للبقاء في "المنطقة المطلة على مستوطنتي أفيفيم والمالكية، في موقع يطل على سلسلة جبال راميم وكذلك على مناطق عيتارون وبنت جبيل اللبنانيتين"، وفق المصدر ذاته.
والنقطة الرابعة هي "سلسلة من التلال الملونة التي تطل على مستوطنة مرغليوت وهي ذات أهمية كبيرة في تعزيز دفاع المنطقة".
أما النقطة الخامسة فهي "سلسلة جبال الحمامص التي تطل على مستوطنة المطلة ومنطقة الخيام في جنوب لبنان".
وبالتوازي مع النقاط داخل الأراضي اللبنانية، يقوم الجيش الإسرائيلي أيضاً بإنشاء مواقع عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية قبالة كل مستوطنة.
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن عدد قواته التي ستبقى في قطاع الحدود مع لبنان ستكون أكبر بنحو 3 أضعاف مما كانت هناك قبل الحرب.
وقالت إذاعة الجيش: "قبيل الانسحاب غداً (الثلاثاء)، يؤكد الجيش: في كامل المنطقة التي تمركزت فيها القوات - على بعد 5-8 كيلومترات من الحدود - تم تدمير البنية التحتية للإرهاب بشكل كامل، وأصبحت المنطقة خالية من الأسلحة بنسبة عالية جداً".
وأضافت: "يقول الجيش الإسرائيلي إنه في إطار بنود الاتفاق والانسحاب، سيسمح غداً أيضا للمواطنين اللبنانيين بالوصول إلى جميع القرى التي غادروها في الأشهر الأخيرة - كفركلا، العديسة، حولا، ميس الجبل".
وفي وقت سابق الاثنين، نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمّه) قوله: "تخطط إسرائيل للانسحاب من لبنان غدا".
لكن صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلت عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمّه) قوله إن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في 5 مواقع في جنوب لبنان"، دون تسمية هذه المواقع.
وأضافت: "يدعم المستوى السياسي مطلب الجيش الإسرائيلي بعدم إخلاء 5 نقاط استراتيجية في لبنان ما دام حزب الله لم يستكمل انسحابه".
ويعارض لبنان وحزب الله بقاء الجيش الإسرائيلي في أي مكان في الجنوب.
والأربعاء، وللمرة الثانية، تنصلت إسرائيل من مهلة الانسحاب من جنوب لبنان بإعلان بقائها في مناطق محتلة حتى بعد 18 فبراير الجاري.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان وفق المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب، والبالغة 60 يوما بدءا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
ولم تحدد إسرائيل موعدا جديدا لاستكمال الانسحاب من جنوب لبنان، لكن هيئة البث العبرية الرسمية ذكرت أن تل أبيب طلبت من اللجنة الدولية المراقبة الاتفاق تمديد بقاء قواتها حتى 28 فبراير، أي لعشرة أيام إضافية، وهو ما رفضته بيروت.
وتتكون هذه اللجنة من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة جنوب لبنان (اليونيفيل).
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلّف 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة لنزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 925 خرقا له في لبنان، ما خلّف 74 قتيلا و265 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.