
طالبت بالعودة إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عنهم
أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الخميس، عن شعورها بـ"قلق بالغ" إزاء مصير أبنائهم جراء توسيع عمليات الجيش الإسرائيلي البرية وهجماته في القطاع.
وقالت العائلات في بيان صدر عنها، اطلعت الأناضول عليه: "هذا القرار يعرض الأسرى للخطر بشكل متعمد، يجب العودة إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عنهم جميعا دفعة واحدة، وعلى الفور".
وتابع البيان: "لا يوجد طريق آخر، المراهنة على حياة الأسرى خطيئة ووصمة عار أخلاقية لن تمحى".
وأضافت العائلات: "نذكّر رئيس الأركان وقادة الجيش بأن المسؤولية الأخلاقية لإنقاذ الأسرى تقع على عاتقهم، فبعضهم جنود في الجيش الإسرائيلي، خطفوا أثناء تأديتهم لخدمتهم العسكرية".
وأشار البيان إلى أن "استمرار العمليات العسكرية دون إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى يمثل خطرا عليهم"، مشددا على "ضرورة التوصل إلى حل يعيدهم إلى ديارهم دون تأخير".
وأكد أنه "لا يمكن تحقيق الأمن للإسرائيليين، دون إبرام صفقة وإعادة كافة المحتجزين".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
والأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية برية وصفها بأنها "محدودة ودقيقة" وسط قطاع غزة وجنوبه، بذريعة "توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه".
وسبق أن صرح الجيش بحظر تنقل الفلسطينيين عبر محور صلاح الدين بين شمال قطاع غزة وجنوبه وبالعكس، بعد أن أعلن الأربعاء انتشاره في محور "نتساريم" الذي يفصل شمال غزة عن باقي القطاع.
وكانت إعادة فتح محور "نتساريم" والسماح للفلسطينيين بالانتقال من جنوب قطاع غزة إلى شماله بندا أساسيا في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المبرم بين تل أبيب وحركة حماس، وانتهكته إسرائيل مرارا قبل أن تنقلب عليه وتستأنف حربها، الثلاثاء.
وشهد شمال غزة على مدى شهور الحرب الإسرائيلية دمارا واسعا حوله إلى كومة من الركام بينما عانى الفلسطينيون الذين لم ينزحوا منه حصارا مطبقا أفقد كثيرا منهم حياتهم بفعل المجاعة.
من جهة أخرى، أشار الجيش الإسرائيلي في بيانه، الخميس، إلى مواصلة هجماته الجوية في أنحاء قطاع غزة ضد مواقع يدعي أنها تابعة للفصائل الفلسطينية.
ومنذ استئنافها الإبادة بغزة فجر الثلاثاء وحتى ظهر الخميس، قتلت إسرائيل 506 فلسطينيين وأصابت 909 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام رسمية لوزارة الصحة بالقطاع.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا، الخميس وحده، بلغت "85 شهيدا و133 جريحا".
فيما صرح متحدث الوزارة خليل الدقران، للأناضول في وقت سابق الخميس، بوصول "710 شهداء وأكثر من 900 جريح" منذ الثلاثاء، إلى مستشفيات القطاع جراء مواصلة إسرائيل الإبادة والتطهير العرقي في القطاع بدعم أمريكي.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب أن يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس، بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.
حيث كان نتنياهو يريد فقط تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين بغزة، عوضا عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تماما والانسحاب الكامل من القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.