الاحتلال يطوق "تل السلطان" برفح لتوسيع المنطقة العازلة جنوب القطاع

16:4423/03/2025, الأحد
الأناضول
الاحتلال يطوق "تل السلطان" برفح لتوسيع المنطقة العازلة جنوب القطاع
الاحتلال يطوق "تل السلطان" برفح لتوسيع المنطقة العازلة جنوب القطاع

الجيش الإسرائيلي زعم أنه يسمح للمدنيين بإخلاء المنطقة عبر "طرق منظمة"، إلا أنه قتل نازحين خلال مغادرتهم القسرية..

قال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه انتهى من تطويق حي تل السلطان في رفح لتعميق سيطرته و"توسيع المنطقة الأمنية العازلة" في جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك في بيان نشره الجيش على حسابه بمنصة "إكس"، بعد ساعات من بدء هجوم عنيف على الحي رافقه قتل وإصابة مدنيين ومحاصرة المئات منهم فضلا عن محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل متعمد.

وتشمل المنطقة الأمنية في مدينة رفح محور فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر والذي تسيطر عليه إسرائيل ورفضت الانسحاب منه ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، وإضافة لمساحة بعمق 500-700 متر من الجانب الفلسطيني.

وكان الجيش قد سيطر بشكل كامل على هذا المحور في 7 يونيو/ حزيران 2024، وفق ما أعلن عنه آنذاك.

وقال الجيش في بيانه الأحد، إن قواته "بدأت خلال الساعات الأخيرة، عملياتها واستكملت تطويق حي تل السلطان في رفح".

وحدد الجيش الإسرائيلي 3 أهداف لهذه العملية وهي "تدمير البنية التحتية للإرهاب، والقضاء على مسلحين في المنطقة، وتعميق السيطرة وتوسيع المنطقة الأمنية في جنوب قطاع غزة".

وزعم أن قواته خلال تطويقها لتل السلطان "هاجمت وقضت على عدد من العناصر الإرهابية وداهمت بنية تحتية إرهابية استخدمها عناصر حماس على مدار الأشهر الأخيرة كمجمع قيادة وسيطرة".

كما ادعى أنه يسمح للمدنيين بإخلاء المنطقة عبر طرق منظمة، في حين أفاد مراسل الأناضول أن الجيش قتل نازحين خلال مغادرتهم القسرية لتل السلطان ووضع حاجزا للتفتيش الأمني في طريق النزوح الذي حدده.

**تصعيد الإبادة

تأتي هذه العملية في إطار تصعيد الجيش إبادته الجماعية المتواصلة في غزة وبعد ليلة قاسية شهدها الفلسطينيون في تل السلطان جراء القصف المكثف الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وفي وقت سابق الأحد، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بتل السلطان بالإخلاء الفوري تحت تهديد النيران.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش في بيان، إن الجيش بدأ هجوما في تل السلطان الذي يعد "منطقة قتال خطيرة".

وحدد أدرعي شارعا أطلق عليه اسم "غوش قطيف" كمسار زعم أنه "إنساني للاستخدام من قبل الفلسطينيين للانتقال إلى منطقة المواصي"، كما توعد كل من يسلك طرق أخرى أو يتحرك بالمركبات أو يبقى في المنطقة بـ"تعريض نفسه للخطر".

وأوضح مراسل الأناضول أنه بعد فترة وجيزة من إنذار الفلسطينيين بالإخلاء تقدمت الآليات الإسرائيلية وشرعت بإطلاق النيران صوبهم ما أعاق عملية نزوحهم خارج الحي، فيما تم محاصرة مئات المدنيين في الحي السعودي.

وقال نقلا عن شهود عيان إن الجيش وضع حاجزا للتفتيش الأمني في طريق النزوح الذي حدده لمرور الفلسطينيين، الأمر الذي نشر حالة من الذعر في صفوف المواطنين.

وأفاد أن الجيش استهدف عربات (تجرها حيوانات) وعشرات النازحين خلال خروجهم من حي تل السلطان ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

كما قالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني، في بيان، إن الجيش يواصل حصاره لـ"4 مركبات إسعاف تابعة للجمعية"، مؤكدة أن الاتصال مفقود مع الطاقم المحاصر.

وأوضحت في بيان سابق بأن عددا من مسعفيها أصيبوا جراء اعتداء إسرائيلي، وما زالت تجهل مصيرهم.

بدوره، قال الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، إنه فقد الاتصال مع طاقمه لدى محاولته التدخل لإنقاذ طاقم الهلال الأحمر الذي تعرض لاستهداف إسرائيلي في منطقة "البركسات" غرب رفح.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة فجر الثلاثاء وحتى السبت، قتلت إسرائيل 673 فلسطينيا وأصابت 1233 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.

ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


#إبادة جماعية
#الجيش الإسرائيلي
#تل السلطان
#رفح
#فيلادلفيا
#قطاع غزة