تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما

10:5325/03/2025, الثلاثاء
الأناضول
تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما
تكية "خاصكي سلطان".. ملاذ الفقراء بالقدس منذ 473 عاما

ـ التكية أنشأتها عام 1552 "خاصكي سلطان" وهو اللقب الذي كانت تحمله هُرَّم سلطان زوجة السلطان القانوني بسام أبو لبدة، مشرف التكية بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: - نقدم الطعام يوميا خلال العام إلى حوالي 50-70 عائلة فقيرة في البلدة القديمة والقدس وفي رمضان نزيد الكمية أضعافا - النفقات تدفع من ريع الأملاك التي أوقفتها خاصكي سلطان للتكية، ومنذ منذ عقود تشرف عليها دائرة الأوقاف بالقدس


لا تبقي تكية خاصكي سلطان فقيرا دون طعام في القدس منذ العهد العثماني وخاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك.

وتقع التكية في مبنى أثري مملوكي بأحد الأزقة القريبة من المسجد الأقصى وتعمل على مدار أيام السنة، إلا أنها تشهد زخما خاصا في شهر رمضان، إذ يتضاعف عدد مرتاديها.

وقال بسام أبو لبدة، المشرف الإداري على التكية بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، للأناضول، إن التكية أسستها السلطانة روكسلانة (هُرَّم سلطان 1502- 1558م) زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني وأوقفت عليها أوقافا كثيرة في فلسطين".

وأضاف: "السلطان سليمان القانوني هو من بنى أيضا سور القدس، ولا ننسى أن للدولة العثمانية التركية تاريخا عريقا في فلسطين وفي القدس".

وتابع: "تقع التكية في البلدة القديمة وتبعد عن المسجد الأقصى المبارك 200 متر وتقدم وجبات الطعام للعائلات الفقيرة والمحتاجة".

وأردف: "يتم تقديم الوجبات خلال شهر رمضان وعلى مدار العام يوميا للعائلات المحتاجة بالقدس مع العلم بأن وضع القدس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي سيئ جدا بعد حرب الإبادة الإسرائيلية على أهلنا في قطاع غزة".

وذكر أبو لبدة أنه "رغم الحصار والحواجز والتشديد الإسرائيلي فإننا صامدون في المدينة المقدسة".

التكية أنشأتها عام 1552 "خاصكي سلطان"، وهو اللقب الذي كانت تحمله هُرَّم سلطان زوجة السلطان القانوني.

وكانت الدولة العثمانية أقامت عددا من التكايا التي تقدم الطعام للفقراء في العديد من المدن الهامة في فلسطين.

ووصف المؤرخ عارف العارف في كتابه "المفصّل في تاريخ القدس"، تكية خاصكي سلطان، بأنها "من خيرة الأماكن الخيرية التي أنشأها العثمانيون بالقدس، إذ منذ تأسيسها إلى الآن، يُقدم المشرفون عليها الغذاء لعدد كبير من الفقراء مجانا، وكل يوم".

وأضاف أبو لبدة أن "نفقات التكية، كانت تُدفع من ريع الأملاك التي أوقفتها خاصكي سلطان لصالح التكية".

ورغم مرور 473 عاما على إنشائها، فإن تكية خاصكي سلطان، لم تتوقف عن تقديم الطعام الساخن للفقراء.

ومنذ عقود، تشرف على التكية دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.

وقال أبو لبدة: "نقدم الطعام يوميا خلال العام إلى حوالي 50-70 عائلة فقيرة في البلدة القديمة والقدس وفي رمضان نزيد الكمية أضعاف".

وزاد: "في الفترة الصباحية نعد الوجبات للعائلات وفي فترة الظهر لرواد الأقصى وفي الفترة المسائية لموظفي المسجد الأقصى من الأئمة والحراس وجميع الدوائر الموجودة فيه".

ويصل الفقراء والمحتاجون إلى التكية ومعهم أطباق وأوان لأخذ الوجبات فيها.

ويتم توزيع الوجبات في شهر رمضان وغيره خلال السنة في فترة الظهيرة.

وتقدر أعداد الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية بنحو 390 ألفا.

لكن نسبة كبيرة جدا منهم تصل إلى أكثر من 80 بالمئة يعيشون تحت خط الفقر.

ويلجأ الفقراء إلى المؤسسات الاجتماعية للحصول على المساعدة التي تمكنهم من الصمود بالمدينة.

وقال أبو لبدة: "العائلات الفقيرة في القدس لها كرامة وعزة ونحن هنا نحافظ عليها ونساعدها في جزء من حياتها وهو جزء من الرباط في مدينة القدس".

وأضاف: "لا نسأل من هو المواطن الذي يدخل التكية سواء كان فقيرا أو غنيا فبركة الطعام هي توزيعه".

وأكمل: "في بعض الأوقات يصل إلى التكية أشخاص غير مسلمين ولا نرفض أحدا ونقدم الطعام للجميع".

ويشير إلى أنه "في شهر رمضان يزداد المصلون في المسجد الأقصى فنضاعف الكميات ضعفين أو ثلاثة لتوزيعها على الجميع ولا نغير بنوعية الطعام فنستمر بتقديم اللحوم والدجاج والأرز في وجبات جاهزة لكل من يأتي إلى التكية".

#إسرائيل
#القدس
#المسجد الأقصى
#تكية خاصكي سلطان
#شهر رمضان
#فلسطين