فشل 7 أكتوبر.. أزمة جديدة بين القيادتين السياسية والعسكرية في حكومة الاحتلال

13:2625/03/2025, الثلاثاء
الأناضول
فشل 7 أكتوبر.. أزمة جديدة بين القيادتين السياسية والعسكرية في حكومة الاحتلال
فشل 7 أكتوبر.. أزمة جديدة بين القيادتين السياسية والعسكرية في حكومة الاحتلال

ـ تراشق إعلامي بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير - عقب أقل من شهر على توليه منصبه زامير يقول إنه لا يتلقى توجيهات عبر وسائل الإعلام - كاتس هاجم زامير وقال إن رده غير ضروري وغير مناسب


ما زال الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يثير خلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل حيث يريد كل طرف تحميل الآخر المسؤولية عن ذلك.

والاثنين، برزت إلى العلن أزمة جديدة بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير عقب أقل من شهر على تولي الأخير منصبه خلفا للمستقيل هرتسي هاليفي.

وجاءت الأزمة الجديدة على خلفية التحقيقات الداخلية المتعلقة بهجوم 7 أكتوبر، وذلك بعدما دعا كاتس إلى فحص ما وصفه بـ"سلوك الشرطة العسكرية"، معتبرا أن إجراءاتها قد تُستخدم أداة لإسكات النقد داخل الجيش.

والاثنين، قال كاتس في تصريح مكتوب: "أصدرت توجيهاتي باستدعاء العميد (احتياط) أورين سولومون ليعرض علي التحقيق الذي أجراه في أحداث 7 أكتوبر، والذي لم أطلع عليه بعد".

وأضاف: "استدعاء العميد سولومون، الذي أجرى تحقيقا معتمدا في أحداث القيادة الجنوبية في السابع من أكتوبر، وانتقد كبار قادة الجيش الإسرائيلي للاستجواب يثير تساؤلات".

وأردف كاتس: "أعتزم مطالبة رئيس الأركان بمراجعة سلوك النيابة العسكرية في هذا الشأن. من الضروري ألا يخلق انطباع بأن تحقيقات الشرطة العسكرية أداة لإسكات الانتقادات الداخلية في الجيش الإسرائيلي".

وكان سولومون يشغل منصب مدير القتال في فرقة غزة، وجرى فصله من خدمته الاحتياطية في الأيام الأخيرة، دون تقديم الجيش أي تفسير رسمي لهذه الخطوة.

** رد زامير

وردا على كاتس قال زامير في بيان، إنه "لا يتلقى توجيهات عبر وسائل الإعلام".

وهاجم زامير ما وصفه بالادعاءات الكاذبة عن دوافع التحقيق مع سولومون، قائلا: "الادعاء بأن الضابط يخضع للتحقيق لدوره في تحقيقات 7 أكتوبر باطلة ولا أساس لها. تم استدعاء الضابط للاستجواب للاشتباه في ارتكابه انتهاكات خطيرة لأمن المعلومات".

وتابع: "سيستمر التحقيق بمهنية وموضوعية. أؤيد أجهزة إنفاذ القانون في الجيش الإسرائيلي، التي تعمل وفقًا للقانون للتحقيق في الشكوك، حسب الاقتضاء".

وكان الجنرال في الاحتياط، سولومون، وهو المسؤول عن التحقيقات المتعلقة بفرقة غزة خلال العام الأخير، استبعد مؤخرًا من مهامه في الاحتياط دون تقديم توضيحات من الجيش، ثم استُدعي لاحقًا للتحقيق بشبهة تورطه في "مخالفات خطيرة" تتعلق بـ"أمن المعلومات".

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إن الضابط لم يُعتقل بل استُدعي للتحقيق وامتثل له، وأن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى.

وقال سولومون في رسالة بعث بها إلى كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكاتس، إنه مستعد لعرض تحقيقه أمامهما، مدّعيا أن النتائج أُخفيت عن القيادة السياسية والجمهور بأوامر من قيادة الجيش.

** كاتس رد على زامير

وفي رده على زامير قال كاتس في بيان الثلاثاء: "وزير الدفاع يعطي التعليمات لرئيس الأركان الذي يخضع للمستوى السياسي بالطريقة التي يراها مناسبة، وكان رد رئيس الأركان في هذا الشأن غير ضروري وغير مناسب".

وأضاف: "التعليمات الموجهة إلى رئيس الأركان بفحص الظروف التي أدت إلى التحقيق والادعاءات الواردة في الرسالة التي كتبها العميد أورين سولومون إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع بشأن سلوك الجيش الإسرائيلي تجاهه في ضوء التحقيق الحاسم الذي أجراه، صدرت مباشرة قبل إصدار الإعلان إلى وسائل الإعلام بسبب البعد العام، وهذا من دون أي نية للمس بالتحقيق نفسه، الذي يجريه مكتب المدعي العام العسكري".

وتابع كاتس: "يجب الآن إيقاف الخطاب الإعلامي بشأن هذه القضية، والتي سيتم تناولها لاحقا بطرق أخرى" لم يفصح عنها.

** كاتس وهاليفي

وهذه الأزمة ليست الأولى بين القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل فقبل تولي زامير منصبه كان كاتس على خلاف مع رئيس الأركان السابق هاليفي، كما تعرض متحدث الجيش الأدميرال دانيال هغاري لتوبيخ في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد انتقاده "مشروع قانون فيلدشتاين" باعتباره "خطيرا للغاية على الجيش الإسرائيلي".

ومشروع قانون فيلدشتاين الذي صدّق عليه الكنيست الإسرائيلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسمح للجنود وموظفي الأجهزة الأمنية بتسليم معلومات سرية لرئيس الوزراء أو وزير الدفاع دون الحاجة إلى الحصول على إذن مسبق.

وتصاعد التوتر بين كاتس وهاليفي عندما أعلن وزير الدفاع عدم الموافقة على أي تعيينات جديدة في الجيش حتى تقديم جميع نتائج تحقيق 7 أكتوبر إلى مكتبه، وبدا أن توجيه كاتس محاولة متعمدة للضغط على هاليفي لتقديم استقالته آنذاك.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن هاليفي استقالته من منصبه بادئا سلسلة من الاستقالات في قيادة الجيش الإسرائيلي على خلفية ما اعتبر فشلا في 7 أكتوبر 2023 ودخلت الاستقالة حيز التنفيذ في 6 مارس/ آذار الجاري ليخلفه زامير.

وفي رسالة استقالته، قال هاليفي إن "الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة الدفاع عن إسرائيل والدولة دفعت ثمنا باهظا".

وقال هاليفي في حينه: "أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر، ومسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة".

وتابع: "تكبدنا خسائر فادحة بالأرواح والحرب تركت جروحا وندوبا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم"، لكنه زعم في الوقت نفسه أن "الجيش خاض حربا على مدى شهور طويلة وفي 7 جبهات وحقق إنجازات غيّرت وجه الشرق الأوسط".

يذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول إلقاء المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر 2023 على الجيش الإسرائيلي.

وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، وفق الحركة.

#إسرائيل
#اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة
#بنيامين نتنياهو
#حماس
#غزة
#فلسطين