غروسي: المحادثات الأمريكية الإيرانية النووية تظهر إمكانية تقدمها

قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي إن الجولة الثانية من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأمريكي في روما بإيطاليا أظهرت أنه من الممكن المضي قدما للأمام رغم وجود خطر توقف كل شيء.

جاء ذلك في تصريحات له لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية نشرت الأحد، على هامش تواجده في روما خلال انعقاد الاجتماع بين إيران والولايات المتحدة أول أمس السبت.

ووصف غروسي اللقاء الذي عقد السبت بين إيران والولايات المتحدة بأنه "يوم إيجابي من أجل السلام".

وعن سبب ذلك أفاد "لأن المفاوضات النووية مع إيران في الجولة الثانية من المحادثات، كانت من الممكن أن تنهار تماما وتتوقف، كان هناك خطر، لكن روح روما أظهرت أنه من الممكن المضي قدما".

وأضاف أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران ينتظر التوصل إليه خلال أسابيع وليس أشهر، لافتا إلى أن "هناك رغبة في التحرك بسرعة لأنه هناك سيناريوهات أسوأ في الأفق".

وشرح قائلا: "بدأ الجانبان مناقشة أمور ملموسة، ولمست نية المفاوضين للمضي قدما، أتحدث مع الأمريكيين ومع الإيرانيين، أقدم لهم وجهة نظري الفنية وهي ضرورية، لأنه بدون تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميدانيا، يستحيل التوصل إلى اتفاق بشأن القضية النووية".

وتلقى غروسي سؤالا أنه بعد اجتماع روما إذا كان من الممكن لإيران خفض تخصيب اليورانيوم العسكري السري إلى الصفر وفق رغبة الولايات المتحدة الواضحة في السماح لطهران بمواصلة تطوير الطاقة النووية المدنية.

وأجاب المسؤول الدولي: "نعم، ولكن فقط من خلال توفير نظام تحقق ومراقبة جدي ومفصل على أرض الواقع، حيث تُجري الوكالة بالفعل عمليات تفتيش في إيران، لكن نشهد حاليا انعداما في الثقة، الهدف الرئيسي هو استعادة الثقة".

وأفاد غروسي أنه وفقا لتقريرهم الصادر في فبراير/شباط، فإن إيران تمتلك 274 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، وأنهم سيعلنون عن تحديث مهم في يونيو/حزيران.

وأشار إلى أن العامل الذي يحدد نجاح المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ليس فنيا بل سياسي.

وقال بهذا الصدد: "إذا كانت هناك إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق، فإننا كوكالة سنكون قادرين على إيجاد حل فني بالتعاون مع الخبراء الإيرانيين والأمريكيين، وتكييفه وفقا لمطالب الأطراف".

والسبت، استضافت روما الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي في مقر إقامة السفير العماني، حيث مثّل الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، مهندس الاتفاق النووي لعام 2015.

فيما ترأس الوفد الممثل للجانب الأمريكي، المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

واستضافت مسقط أولى جولات محادثات إيران وواشنطن السبت قبل الماضي، حيث لاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".

ومحادثات السبت هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.