
منظمة بلا حدود في تقرير: -تعاني فرقنا من نقص حاد حتى في المسكنات الأساسية ما يحرم المرضى من تخفيف الألم الكافي بسبب الحصار -المرضى المصابون بالحروق الشديدة يواجهون ظروفا مستحيلة للتعافي بسبب تدمير إسرائيل المستمر للنظام الصحي -يعاني الكثيرون من حروق واسعة تغطي ما يصل إلى 40 بالمئة من أجسادهم ناتجة عن انفجارات القنابل أو طهي الطعام بطرق بدائية -منذ استئناف الإبادة لاحظنا زيادة في عدد المرضى المصابين بالحروق معظمهم من الأطفال - منذ مايو 2024 أجرينا أكثر من ألف عملية جراحية لمرضى الحروق من بينهم 70 بالمئة من الأطفال معظمهم دون الخامسة من العمر
قالت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، إنها لاحظت زيادة في أعداد المصابين بالحروق منذ استئناف إسرائيل حرب إبادتها الجماعية على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي.
كما حذرت المنظمة من تداعيات النقص الحاد في المسكنات الطبية الأساسية عليهم جراء إغلاق تل أبيب لمعابر القطاع مطلع مارس/ آذار الماضي.
جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة تحت اسم "لا تخفيف للألم ولا أمل للشفاء: مرضى الحروق في غزة يعانون بلا نهاية".
وقالت المنظمة: "بعد 50 يوماً من منع الإمدادات الطبية من دخول غزة بسبب الحصار، تعاني فرق أطباء بلا حدود من نقص حاد حتى في المسكنات الأساسية، مما يحرم المرضى من تخفيف الألم الكافي".
وتابعت: "تتطلب الحروق الشديدة رعاية معقدة وطويلة الأمد، بما في ذلك عمليات جراحية متعددة، وتغيير الضمادات يوميا، وعلاج طبيعي، وتخفيف الألم، ودعم نفسي، وبيئة معقمة لمنع العدوى".
وفضلا عن النقص الحاد في مسكنات الألم، فإنه ومنذ بداية حرب الإبادة لم يتبق في القطاع إلا عدد قليل من الجراحين القادرين على إجراء عمليات الترقيع المعقدة لمرضى الحروق، وفق البيان، ما يضعهم في ظروف صعبة.
ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وعدت المنظمة "إصابة الحرق عقوبة طويلة من الألم والمعاناة" في ظل التدمير الإسرائيلي المستمر للنظام الصحي، ما يضع المرضى المصابون بحروق شديدة في مواجهة مع "ظروف مستحيلة للتعافي".
وأضافت: "يعاني الكثيرون من حروق واسعة تغطي ما يصل إلى 40 بالمئة من أجسادهم، ناتجة عن انفجارات القنابل أو طهي الطعام بطرق بدائية في الملاجئ المزدحمة".
ولجأ الفلسطينيون إلى الطرق البدائية لطهي الطعام عبر إشعال النار باستخدام القطع الكرتونية والورقية أو النايلون داخل الخيام ومراكز النزوح، بسبب منع إسرائيل دخول غاز الطهي منذ 2 مارس الماضي، وإدخاله بكميات قليلة جدا قبل ذلك التاريخ.
وشددت المنظمة على أنها لاحظت زيادة "في عدد المرضى المصابين بالحروق معظمهم من الأطفال"، منذ استئناف إسرائيل إبادتها الجماعية على القطاع في 18 مارس الماضي.
وأشارت إلى أن عيادتها شمال القطاع استقبلت منذ 18 مارس أكثر من 100 مريض يوميا يعانون من الحروق.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.
ولفتت المنظمة إلى أن طواقمها منذ مايو/ أيار 2024، أجرت أكثر من ألف عملية جراحية لمرضى الحروق من بينهم 70 بالمئة من الأطفال معظمهم دون الخامسة من العمر.
ونقل التقرير عن أحمد أبو وردة، مسؤول النشاطات الطبية في أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر جنوبي القطاع، قوله إن "الأطفال يصرخون عندما نضطر إلى نزع الأقمشة المحترقة من جلودهم".
وتابع: "الأطفال يتوسلون إلينا للتوقف، لكن إذا لم نزيل الأنسجة الميتة، فقد تؤدي العدوى أو الإنتان إلى الوفاة".
وأكد أبو وردة، أن طواقمهم لم تعد قادرة على "تقديم الرعاية المناسبة بسبب نقص الإمدادات الطبية وازدحام المرضى المصابين بالحروق".
وختم قائلا: "كل ما نفعله هو تأخير العدوى الحتمية".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.