
أغلق المحتجون مفترق "أيالون" المركزي في تل أبيب والذي يربطها بعدد من ضواحيها
احتج إسرائيليون، الجمعة، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى تُفضي إلى الإفراج عن ذويهم المحتجزين في قطاع غزة، الذي يواجه حرب إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 22 شهرا.
وأغلق المحتجون مفترق "أيالون" المركزي في تل أبيب بالاتجاهين، وهو المفترق الذي يربطها بعدد من ضواحيها.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الخاصة عن أحد المتظاهرين قوله: "بينما يجلس (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، حول مائدة السبت، تضطر عائلات الأسرى إلى قضاء الجمعة قلقة على مصير أحبائها".
وتُعد "مائدة السبت" في المعتقدات اليهودية جزءا أساسيا من طقس عائلي وديني يبدأ مساء الجمعة، حيث تجتمع العائلة حول مائدة عامرة بالأطعمة والشموع، ما جعل المشهد رسالة رمزية لغياب الأسرى عن بيوتهم.
وتابع المتظاهر: "هناك صفقة على الطاولة وعلى نتنياهو أن يوقع عليها"، في إشارة إلى مقترح صفقة ينتظر الوسطاء من إسرائيل الرد عليها بعد الموافقة عليها من حركة حماس.
والخميس، أوعز نتنياهو ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع الأسرى في قطاع غزة وإنهاء الحرب بالتوازي مع المضي في مخطط احتلال القطاع.
ويتضح من تصريح نتنياهو أنه يريد مفاوضات حول صفقة بشروط جديدة، بينما ينتظر منه الوسطاء ردا على مقترح أمريكي أعلنت حركة حماس الموافقة عليه قبل يومين، وتتطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه تل أبيب.
وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا لها لدى حماس، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وذكرت القناة 12 العبرية، الخميس، أن تصريح نتنياهو يعد الأول الذي يتطرّق فيه بشكل مباشر إلى صفقة التبادل بعد إعلان حماس ردها بشأن مقترح الوسطاء.
ويشمل المقترح بحسب إعلام عبري، إعادة انتشار القوات الإسرائيلية لمناطق محاذية للحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لـ60 يوما، يتم خلالها التبادل على مرحلتين: الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب مناقشة ترتيبات التهدئة الدائمة منذ اليوم الأول للاتفاق.
وبالتزامن مع ذلك، تمضي تل أبيب قدما في خطط احتلال ما تبقى من القطاع، بدءا بمدينة غزة، متجاهلة النداءات الدولية لوقف حرب الإبادة.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و263 قتيلا و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصا، بينهم 112 طفلا.






