
رحبت السلطات السورية بالخطوة على لسان عدد من مسؤوليها: - الشيباني: القرار انتصار دبلوماسي وتجسيد لنجاح الجهود السورية في رفع المعاناة وإعادة فتح أبواب الأمل - وزير الطوارئ رائد الصالح: الإلغاء يطوي مرحلة العزلة الطويلة ويدشن فرصة حقيقية لاستعادة الدولة وبناء مؤسساتها - وزير الاقتصاد نضال الشعار: القرار يزيل أكبر عائق أمام الاقتصاد الوطني ويدعم عودة الاستثمارات ويُعزز القدرة على استيراد المواد الأساسية - وزير السياحة مازن الصالحاني: القرار يصحح مسار العدالة الدولية ويوسع مساحة العمل لجذب الاستثمارات وتسهيل حركة الوفود لـ تعزيز حضور سوريا السياحي
بالتكبيرات والزغاريد والألعاب النارية والأغاني الوطنية، عبر السوريون عن فرحتهم بقرار مجلس النواب الأمريكي إلغاء قانون "قيصر" الذي فرض عقوبات على سوريا منذ 2019، على خلفية جرائم النظام البائد بحق السوريين.
ورغم صدور القرار في وقت متأخر من الليلة الماضية بالتوقيت السوري، شهدت العديد من مدن البلد العربي، وبينها العاصمة دمشق، موجة من الاحتفالات الشعبية التي غمرت الساحات والشوارع بأجواء من الفرح والحماس، وفق مشاهد بثتها حسابات وسائل إعلام محلية رسمية على مواقع التواصل.
**زغاريد وألعاب نارية.. سوريا الشعبية تفرح
إذ خرج العديد من السوريين إلى الشوارع والساحات والميادين الكبرى حاملين الأعلام ومرددين الأغاني الوطنية، وهتافات تعكس روح الانتصار والأمل بمستقبل أفضل.
كما تزيّنت الشوارع بالأعلام والرموز الوطنية، وتجلّت مظاهر التراث الشعبي من الأهازيج والدبكة إلى بعض الطقوس التقليدية التي تعكس عمق الثقافة السورية وتماسك المجتمع في لحظات تاريخية كهذه.
**السماء تشارك السوريين فرحتهم
بالإضافة إلى ذلك، استقل كثيرون سياراتهم في الشوارع ورفعوا الأعلام وأطلقوا الألعاب النارية التي جعلت السماء تشاركهم فرحتهم، مثلما الأرض، حيث عجت الكثير من الميادين بكافة مظاهر الفرحة الشعبية.
تلك المشاهد لم تتجل فقط بساحة الأمويين بدمشق، التي تجمع فيها العديد من المواطنين معبرين عن فرحتهم، ولكنها ظهرت أيضا في ساحات مدن أخرى رئيسية مثل حمص وحماة (وسط) واللاذقية (شمال غرب) وحلب (شمال)، بحسب ما نقلته فضائية "الإخبارية السورية" الرسمية.
فمن مدينة حلب، عبر المواطن نور الدين خطاب، في حديثه لـ"الإخبارية السورية"، عن فرحته بالقرار وقال إن شعوره لا يوصف بالخطوة، "وهو شعور كل مواطن شريف وحر محب لوطنه".
فيما قال محمود دروبي، للقناة ذاتها، إن الخطوة ستعود بالنفع الكبير على اقتصاد البلاد وعلى الحركة التجارية وهو ما يعود بالنفع على كافة السوريين.
**"قيصر": يغمرني شعور عميق بالفرح
من جانبه، عبر المواطن السوري فريد المذهان، المعروف بـ"قيصر"، الخميس، في تدوينة عبر حسابه على منصة شركة "إكس" الأمريكية، عن شعوره العميق بالفرح والأمل، بعد قرار مجلس النواب الأمريكي.
والمذهان، كان رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية بدمشق، وعُرف باسمه المستعار "قيصر"، وهو الشاهد الرئيس على جرائم نظام بشار الأسد (2000-2024)، وسُمي قانون العقوبات الأمريكية باسمه تكريما لعمله.
المذهان، المنحدر من محافظة درعا (جنوب) والذي كشف عن اسمه الحقيقي بعد الإطاحة بالنظام السابق، نشر صورا لنحو 11 ألف جثة لأشخاص قُتلوا تحت التعذيب على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للأسد، بين مايو/ أيار 2011 وأغسطس/ آب 2013.
وأضاف: "لقد مررنا جميعا بسنوات شاقة وظروف قاسية تركت آثارا مؤلمة في النفوس، إلا أنّ صبركم وثباتكم كانا دوما مصدر قوّة وإلهام لنا جميعا، وها نحن اليوم، بفضل الله، نخطو خطوة نحو انفراج طال انتظاره، تخفّ معه المعاناة وتُطوى صفحات مريرة أثقلت كاهل الجميع".
**إنجاز تاريخي.. سوريا الرسمية ترحب بالخطوة
بالتوازي، رحبت السلطات السورية، الخميس، على لسان عدد من مسؤوليها، بقرار مجلس النواب الأمريكي تبني إلغاء ما يُعرف بـ "قانون قيصر".
ووصف عدد من المسؤولين السوريين القرار بأنه "إنجاز تاريخي" و"انتصار لصمود السوريين"، وبداية لمرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي وكسر العزلة، وفق تدوينات على حساباتهم بمنصة شركة "إكس" الأمريكية، وتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وفي 11 ديسمبر/ كانون الأول 2019، أقر الكونغرس الأمريكي "قانون قيصر" لمعاقبة أركان نظام الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد على "جرائم حرب" ارتكبها بحق المدنيين.
وفجر الخميس، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون موازنة الدفاع الوطني للسنة المالية 2026، ويتضمن بندا يلغي عقوبات قانون "قيصر".
وينتقل المشروع إلى مجلس الشيوخ، حيث يمتلك الجمهوريون أغلبية مريحة، لتصويت متوقع عليه الأسبوع المقبل قبل نهاية العام الجاري، ثم يوقع عليه الرئيس دونالد ترامب، ليدخل إلغاء العقوبات حيز التنفيذ.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية السورية قرار مجلس النواب الأمريكي "خطوة مباشرة ناتجة عن الانخراط الدبلوماسي البناء الذي قادته الحكومة السورية مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، برؤية الرئيس أحمد الشرع".
من جانبه، شدد وزير الخارجية أسعد الشيباني في تدوينتين له على منصة شركة "إكس" الأمريكية أن "تبني مجلس النواب الأمريكي إلغاء قانون قيصر هو انتصار للحق ولصمود السوريين، وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية التي عملت بصبر وإيمان على رفع المعاناة وإعادة فتح أبواب الأمل".
**الشعار: خطوة تاريخية
وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، اعتبر أن قرار الإلغاء "يمثل خطوة تاريخية تزيل أحد أكبر العوائق التي واجهت الاقتصاد السوري، وتفتح آفاقاً واسعة أمام عودة الاستثمارات والمساعدات لدعم جهود إعادة الإعمار"
وأوضح الشعار، أن إزالة هذا الحاجز سيسهم في "تحسين الوضع الاقتصادي عبر توفير العملة الأجنبية وتعزيز القدرة على استيراد المواد الأساسية والآلات والتقنيات اللازمة"، وسيسهل "عودة الشركات العربية والأجنبية للاستثمار في سوريا".
**الصالحاني: الخطوة تعزز حضور سوريا على خريطة السياحة
أما وزير السياحة مازن الصالحاني، فقال، إن القرار "يشكل محطة تاريخية تعيد تصحيح مسار العدالة الدولية، وتفتح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الوطني".
وأشار إلى أن رفع القيود "سيوسع مساحة العمل لجذب الاستثمارات، وتسهيل حركة الوفود السياحية، ما يعزز حضور سوريا على خريطة السياحة الإقليمية والدولية".
فيما قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، إنه مع إلغاء القانون "تطوى مرحلة طويلة من العزلة والعقوبات التي دفع السوريون ثمنها مرتين".
وتابع الصالح: "هذا القرار يفتح أمام السوريين فرصة حقيقية لاستعادة دولتهم، وبناء مؤسسات قادرة على حماية المواطن... مبارك لنا سوريا الجديدة".
وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تعليق العقوبات المفروضة على سوريا ضمن "قانون قيصر" لمدة 180 يوما.
ومن شأن إلغاء القانون، الذي فرض عقوبات اقتصادية ومالية واسعة النطاق، أن يمهد الطريق لعودة الاستثمارات والمساعدات الأجنبية لدعم الإدارة السورية الجديدة.
وجرى توقيع قانون قيصر خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، لكن تطورات سوريا في أواخر العام الماضي دفعته إلى العمل على إلغائه
ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 دخل الثوار السوريون العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 ـ 2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ (1971 ـ 2000).






