
احتجاجا على اعتقال فارّ من التجنيد من أبناء الطائفة، وفق إعلام عبري..
أغلق العشرات من اليهود المتدينين (حريديم)، مساء الاثنين، طريقا حيويا قرب تل أبيب وسط البلاد احتجاجا على اعتقال الشرطة العسكرية فارّا من التجنيد من أبناء الطائفة، وفق إعلام عبري.
يأتي ذلك بينما يعاني الجيش الإسرائيلي نقصا حادا في الجنود ويواجه معظم أفراد الاحتياط فيه صعوبات نفسية واكتئابا، جراء ظروف الحرب في قطاع غزة.
ويواصل "الحريديم" احتجاجاتهم ضد الخدمة بالجيش، عقب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/ حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد، ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
وقالت القناة 12 العبرية الخاصة إن الحريديم أغلقوا الطريق السريع رقم "4" وهو طريق حيوي في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى).
وأوضحت أن سبب الاحتجاج "هو اعتقال الشاب الحريدي يتسحاق ريفيفو الفار من التجنيد، الأسبوع الماضي، بعد أن تمكن سابقا من الفرار من الشرطة العسكرية بمساعدة مثيري الشغب الذين وصلوا إلى مكان الحادث وقلبوا سيارة الشرطة".
وأضافت: " قبل نحو شهر، حاولت الشرطة العسكرية اعتقال ريفيفو، وهو جندي فار من الخدمة العسكرية يقيم في رامات غان (وسط)، في منتصف الليل، فيما استُدعي المتظاهرون آنذاك إلى الموقع عبر رسالة أرسلتها منظمات مساعدة للفارين من التجنيد".
وقالت القناة: "وقتها اشتبك المتظاهرون الذين وصلوا إلى الموقع مع الشرطة العسكرية، بل وقلبوا إحدى المركبات العسكرية. فرّ الجندي الفارّ من الموقع قبل إلقاء القبض عليه. وفي الأسبوع الماضي، انتظر محققو الشرطة العسكرية ريفيفو أمام منزله، وعندما وصل، أُلقي القبض عليه وحُكم عليه بالسجن 17 يوما".
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اندلعت مواجهات في حي "روميما" بالقدس الغربية عقب قيام مفتش بلدي بتحرير مخالفة وقوف لمركبة، ليتبين لاحقا أن ركابها شبان من المتدينين المتشددين يُصنَّفون كفارّين من الخدمة الإجبارية في الجيش.
وعلى إثر ذلك، تجمعت حشود كبيرة في المكان وشرعت برشق قوات الشرطة بالحجارة ومهاجمتها.
وأسفرت المواجهات في القدس عن إصابة 13 شرطيا، إضافة إلى إلحاق أضرار بعدد من مركبات الشرطة.
كما تعرضت حافلة تقل جنودا لهجوم، فيما اضطرت الشرطة إلى استدعاء تعزيزات إضافية، استخدمت وسائل تفريق، من بينها قنابل صوت، لإعادة النظام.
وأعلنت الشرطة اعتقال 4 مشتبه بهم، مؤكدة أن قواتها، إلى جانب عناصر حرس الحدود، تواصل العمل لاحتواء الأحداث ومنع توسعها.
وفي الأشهر الماضية، اندلعت مواجهات عديدة بين قوات الشرطة والحريديم، على خلفية رفضهم التجنيد في الجيش.
و"الحريديم" يشكلون نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، وهم يرفضون الخدمة العسكرية، بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، وأن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.
وعلى مدى عقود تهربوا من التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء وهو حاليا 26 عاما.
وتصاعدت الانتقادات في إسرائيل لحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية تهرب "الحريديم" من التجنيد في ظل معاناة الجيش من نقص عددي أثناء شنه عدة حروب إقليمية.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل حرب إبادة جماعية بقطاع غزة، ثم حربين على لبنان وإيران، وغارات جوية وتوغلات برية بالجارتين سوريا ولبنان، وغارات على اليمن.






