|
"كيليجدار أوغلو".. قضية أمن قومي
لا تزال موجتا 17 – 25 ديسمبر 2013 و15 يوليو/تموز 2016 مستمرّتين على الوتيرة ذاتها، ولا تزال الشراكة بين الضالعين في هاتين الموجتين من موجات التدخل العالمي من جهة، وتنظيمات بي كا كا وداعش وغيرهما من الكيانات الإرهابية متواصلة بالشكل نفسه.


لا تزال سلسلة التدخلات الساعية للنيل من تركيا مستمرة كذلك إما عن تغيير الحلفاء في الداخل أو تعزيز قوى الحلفاء الجدد. لا زلنا أمام الهجمات الدولية عينها التي تستهدف تركيا ورئيسها أردوغان عن طريق تغيير التكتيكات وطرق الهجوم واستغلال "أحصنة طروادة" جديدة. وفي الوقت الذي يصفى فيه تنظيم غولن الإرهابي وتضعف شوكة التنظيمات الإرهابية، نجدهم يختارون حزبا سياسيا ليكون شريكا عمليا لهم.

إن محاولات الانقلاب المستمرة منذ عام 2003 لا تزال متواصلة إلى يومنا هذا تحت عباءة الخصام السياسي والمعارضة الداخلية، حتى بعد تلك الهحمات العنيفة التي استهدفت شعبنا مثل محاولة انقلاب 15 يوليو.


نحن أمام وقاحة صريحة

إن تقريبا جميع من يخططون للوصول إلى السلطة في تركيا يقعون في فخ الحصول على القوة من تلك التدخلات الدولية ظنا منهم أنها ستفتح أمامهم الطريق للوصول إلى السلطة. فمن يجب عليهم أن يكونوا وطنيين ويتخذوا من تركيا مصدرا لقوتهم ويستمدون دعمهم من الشعب نراهم يخططون للوصول إلى السلطة من خلال التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم غولن وشبكته الاستخباراتية في الداخل.


ولا يستحي هؤلاء أن يخططوا لكل هذه الحسابات القذرة من خلال خطابات المعارضة المشروعة ومكافحة الفساد والتظاهر بالدفاع عن تركيا، فهم يخفون هذه المخططات الخبيثة من خلال خطابات حماية تركيا من المخططات الرامية للنيل منها. كما أنهم يروجون لشراكاتهم الدولية عن طريق استغلال الدعم الذي يقدمونه للمشاريع التي ستدمر البلاد وكذلك مشاعر الشعب التركي.


لقد فقد الرجل وطنيته وصار يتلقى التعليمات من واشنطن وغولن

عندما فشلوا في تطبيق مخطط 17 – 25 ديسمبر في تركيا، أطلقوا حملة جديدة لتنفيذه داخل أمريكا. نحن أمام رغبة لإضعاف تركيا اقتصاديا من خلال دعوى رضا ضراب، فهذه محاولة انقلاب اقتصادي لو نجحوا في تنفيذها لن يتوانوا عن تنفيذ محاولة الانقلاب السياسي.


نحن الآن أمام بعض الأوساط داخل تركيا، مثل حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كمال كيليتشدار أوغلو، عقدت جميع آمالها على دعوى ضراب، تفكر فيما يمكن أن تستفيد به من هذه الأحداث، وتخطط لإمكانية منحها السلطة من وراءها. لكنهم نسيوا تركيا وشعبها وأصبحوا يطلبون العون من أمريكا وألمانيا والتنظيمات الإرهابية ومخططاتها الرامية لتدمير تركيا.


تصدر التعليمات ليبدأوا بالتحرك بالتزامن مع الجلسة التي تعقد في نيويورك ويبدأ التدخل في الولايات المتحدة وتركيا في آن واحد؛ إذ يروج هذا التدخل في أمريكا من خلال تنظيم غولن الإرهابي وفي تركيا من خلال حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كيليتشدار أوغلو. فمن أصدروا التعليمات لتنظيم غولن وحركوا عناصره يوم 15 يوليو 2016 يصدرون التعليمات اليوم إلى كيليتشدار أوغلو لتحريكه في الاتجاه الذي يريدون.


إعلان الحرب صراحة على تركيا

يستخدم الرجل وهو يلقي خطابه على المنصة لغة وعبارات تستهدف النيل من تركيا ورئيسها وتتضمن مضامين إساءة وعداوة منقطعة النظير، وهي تشبه إلى حد كبير تلك اللغة التي يستخدمها من أردوا تمزيق تركيا ولم يمزقوها من أنصار غولن، وتلك اللغة التي يستخدمها المحتلون الذين يستهدفون المنطقة، وتلك اللغة التي يستخدمها من لا يستسيغون تقدم تركيا، وتلك اللغة التي يستخدمها تنظيم بي كا كا وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى.


إن الملفات التي أعدها تنظيم غولن من أجل أحداث 17 – 25 ديسمبر 2013 يجري تقديمها إلى المحكمة في أمريكا وزعيم حزب الشعب الجمهوري في تركيا ليبدأ تدخل مشترك من داخل كلا البلدين. إنه إعلان حرب صريح ضد تركيا.


خروج "الشعب الجمهوري" من "محور تركيا" وانضمامه لقوى التدخل الخارجي

منذ توليه قيادة حزب الشعب الجمهوري وكيليتشدار أوغلو يكافح ضد تركيا لا من أجلها؛ إذ سعى دوما لإخراج الحزب من "محور تركيا". ولقد نجح في هذه المهمة بشكل كبير بعدما أخرج الحزب من كونه أكبر أحزاب المعارضة في البلاد ليكون أداة تدخل أمريكي وذراع يمنى لألمانيا وعنصرا جديدا يملأ الفراغ الذي خلفه حزب الشعوب الديمقراطي. فهذه العملية حولت حزبه إلى أداة للتدخل الأجنبي.


كانت تمرد متنزه غيزي محاولة لتوجيه ضربة نحو تركيا من خلال "إرهاب الشارع" جرى التخطيط لها من خلال دول الاتحاد الأوروبي، ولقد كان الحزب في صف هذه المحاولة. ومرت الأيام ليروجوا لمحاولة الانقلاب يومي 17 – 25 ديسمبر 2013 من خلال تنظيم غولن؛ إذ كانت هي الأخرى محاولة لتقزيم تركيا. وكان حزب الشعب الجمهوري كذلك في صف هذه المحاولة. وأما محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذوها من 15 يوليو من العام الماضي فكانت محاولة لنزع فتيل الحرب الأهلية وهجوما نفذوه لصالح المخابرات الأمريكية بعدما أقسموا أن "تملأ الخزانات بالدماء". ولقد كان الحزب هذه المرة أيضا في صف هذه المحاولة.


وعندما نفذت السلطات التركية عملية استهدفت حزب الشعوب الديمقراطي بتهمة الترويج للإرهاب، كان حزب الشعب الجمهوري كذلك ضد الدولة، ليتخلى عن هويته ويتحول إلى مدافع عن حزب الشعوب الديمقراطي، ويصبح أحد منفذي هذا المشروع الدولي.


"كيليتشدار أوغلو".. قضية أمن قومي

لقد كان كيليتشدار أوغلو هو الرائد لكل هذه الأحداث، وربما نصب في منصب زعيم الحزب خصيصا لدعم هذه المشاريع. فليس تركيّا من يدعم كل من يعادي تركيا من دول وتنظيمات من خلال كل خطوة يخطوها وكل كلمة يتفوه بها، بل إنه نتاج مشروع آخر. إن مشروع إخراج حزب الشعب الجمهوري من محور تركيا هو مشروع دولي يتزعمه كيليتشدار أوغلو الذي نجح في مهمته بشكل كبير.


ولهذا السبب فإن كيليتشدار أوغلو يعتبر قضية أمن قومي بالنسبة لتركيا؛ إذ تحول إلى مسألة خارجية وتهديد داخلي بعدما تصدر المشهد بصفته المتحدث الرسمي لجميع التنظيمات الإرهابية المحرضة لفتح جبهة تركيا والتعاون مع الدول التي تنفيذ محاولات انقلاب سياسي ضد أنقرة، وذلك في وقت تمزق فيه الدول من حولنا وترسم خرائط تمزيق من أجل تركيا التي تكافح كفاحا مستميتا من أجل الصمود.


هذه محاولة انقلاب هو شريك فيها

إن تلك المحكمة الأمريكية هي محكمة انقلابية معادية لتركيا. إننا أمام محاولة جديدة لوضع أساسات لتدخل جديد، فهناك استعدادات لتدخل خارجي جديد عقب محاولة 15 يوليو.


إنها محاولة انقلاب والصف الذي يقف فيه كيليتشدار أوغلو هو صف هؤلاء الانقلابيين الدوليين الذين نصبوه هذه المرة ليحل محل غولن. ولهذا فإن كيليتشدار أوغلو يعتبر المسؤول الأول عن محاولة الانقلاب الجديدة هذه.


ملحوظة: رجاء قراءة مقالي الذي كتبته يوم 9 نوفمبر الجاري بعنوان "إخراج حزب الشعب الجمهوري من محور تركيا". 

#أمن قومي
#تركيا
#حزب الشعب الجمهوري
6 yıl önce
"كيليجدار أوغلو".. قضية أمن قومي
انهيار متسارع للعملات الأجنبية.. 15 مليار دولار في أسبوع واحد
الرأسمالية تبنى على العقل لكنها تقوم على الإدراك
لم تعد أوروبا مصدر الأفكار الثورية التي تؤثر على العالم اليوم
عصام العطار
إسرائيل.. تنظيم إرهابيّ يهدد أمن المنطقة