|

قمة إسطنبول الاستثنائية حول "القدس" مطالبة بقرارات "استثنائية"

توافد قادة الدول الإسلامية وممثليهم إلى تركيا تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد مؤتمر قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول، لبحث تداعيات القرار الأمريكي المتعلق بالقدس الأربعاء الماضي، والذي أعلن فيه ترامب، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسط غضب عربي وإسلامي وقلق وتحذيرات دولية.‎

Ersin Çelik و
10:51 - 13/12/2017 الأربعاء
تحديث: 11:10 - 13/12/2017 الأربعاء
يني شفق
قمة إسطنبول الاستثنائية حول "القدس" مطالبة بقرارات "استثنائية"
قمة إسطنبول الاستثنائية حول "القدس" مطالبة بقرارات "استثنائية"

تستضيف إسطنبول التركية اليوم الأربعاء، القمة الاستثنائية لمنظّمة التعاون الإسلامي حول القدس، بمشاركة قادة 57 دولة أعضاء في المنظمة لبحث التحرك بشكل موحد ومنسق في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

إنّ قادة الدول الإسلامية الذين سيجتمعون اليوم في قمة استثنائية بمدينة اسطنبول، أمام تحدّي وإختبار كبيرين، فإما أن تكونوا قادة التاريخ وكتبته، وإما أن تحجزوا لأنفسكم مكانًا في صفحته السوداء وتتسببوا في انهيار المنطقة بأسرها.

ينبغي لكم اليوم في إسطنبول اتخاذ قرار ونشر الأمل والسير في طريق شريف من أجل بلادنا وأمتنا ومنطقتنا ومقدساتنا وتاريخنا ومستقبلنا.

عليكم اتخاذ قرارات تثلج صدورنا من أجل القدس، ورسم طريق والريادة فيه والسير بخطوات قوية من أجل التصدي لموجات الاحتلال الغربي التي تستهدف منطقتنا ولكي تثبتوا لشعوبنا أنهم ليسوا بمفردهم.

على القادة المجتمعين اليوم التحرك للتصدي لإعلان القدس، إحدى أقدس المدن والرموز الإسلامية، عاصمة لإسرائيل واتخاذ قرارات من أجل حماية المدينة وإعلان تلك القرارات بشجاعة والإعداد عسكريا وسياسيا من أجل حمايتها.

وعلى القمة الاستثنائية المزمعة عقدها اليوم الخروج بقرارات لحماية القدس، ورموزها الدينية الإسلامية منها وغير الإسلامية من يد قوات الاحتلال الصهيونية ومواجهة المخاطر المحدقة بالقدس والدفاع عنها وإعلان هذه القرارات بشجاعة وجراءة.

يا زعماء الدول الإسلامية!

لو فشلتم اليوم في حماية القدس والتصدي لإعلانها عاصمة لإسرائيل وطأطأتم رؤوسكم أمام الولايات المتحدة وإسرائيل وهربتم من هذه المسؤولية الكبيرة بحجج واهية وتسببتم في تعرض الجماهير التي تعقد عليكم آمالا عريضة لخيبة أمل، فإنكم لن تستطيعوا الحصول على هذه الإمكانية مستقبلا.

لأنكم حينها ستخسرون بلادكم ومدنكم وأوطانكم، ولأن موجات الاستيلاء التي تسير نحو منطقتنا ستقترب أكثر من حدودكم وتقرع أبوابكم.

يا زعماء الدول الإسلامية!

فلتيقظكم القدس وتجمع شملكم... فإذا فشلتم اليوم في فعل هذا من أجل القدس، فإنكم ستفشلون في فعله والاتحاد غدًا من أجل مكة، فاعلموا ذلك جيّدًا. كما أنكم لن تستطيعوا استجماع قواكم واتخاذ القرار المناسب والتحرك في وقت تنتهك فيه حرمة الإسلام.

تجمعوا وأمدوا بعضكم بالقوة واتخذوا خطوات جدية ليبتعكم المليارات من ورائكم، شكلوا خط مقاومة لمواجهة موجة الاستيلاء الجديدة التي تستهدف المنطقة بأكملها، اتخذوا مواضعكم، شكلوا محورا للتضامن، تحركوا لحماية بلادكم.

يا زعماء الدول الإسلامية!

إنكم أقوياء.. بلادكم قوية، مصادركم قوية، تاريخكم قوي، إرثكم السياسي قوي، شعوبكم قوية وتثق بكم.

اكتشفوا هذه القوة، وحدوها، أطلقوها، وحدوا ثروات الدول الإسلامية التي تشكل المحور الأساسي للأرض، وحدوا قواكم السياسية والعسكرية، قربوا الجماهير من بعضها البعض من خلال لغة وخطاب سياسي مشترك.

حينها فقط لن يستطيع أي هجوم أو مخطط احتلال أن يشكل تهديدًا في أي بلد من بلادنا، وتأكدوا أن تلك الحسابات والمخططات والتهديدات الخبيثة ستفشل في عبور حدودنا.

يا زعماء الدول الإسلامية!

ابدؤوا بالقدس، أعدوا الأرضية لولادة قوة جديدة من خلال الخطوات التي أقدمتم عليها لحماية القدس، اقطعوا علاقتكم بمن أعلنوا القدس عاصمة لإسرائيل، ابعدوا عمن يتعاون معهم، نفذوا حصارًا اقتصاديًّا وسياسيًّا.

ادعموا أي دولة مسلمة تتعرض لهجوم دون أي شرط، احموها، اتخذوا موقفا مضادا للدول المعتدية دون اللجوء إلى أي حجة. أعلنوا جميع التنظيمات الإرهابية كشركاء في الحرب لأنها تستغل كوسيلة للحرب لتمزيق بلادنا وكأداة لاحتلال أراضينا.

شكلوا قوة قدسية، ضعوا حجر الأساس لتحالف عسكري جديد، أسسوا شراكات دفاعية، سلحوا بعضكم البعض. اتخذوا خطوات تنهي الصراعات في الأراضي الإسلامية فورا، شكلوا مراكز أزمات، طوروا مبادرات سلام. أنهوا الحرب في سوريا، اضمنوا استقرار العراق، حلوا قضية اليمن، أطلقوا مبادرات تحول دون سيطرة الأجانب على ليبيا، اتخذوا موقفا مشتركا من سيناريوهات الحرب بين السعودية وإيران التي تعتبر أخطر السيناريوهات التي ستدمر المنطقة بأكملها.

يا زعماء الدول الإسلامية!

يعاد رسم خريطة المنطقة بعد مائة عام، وتشهد طاولات المفاوضات تبادل خرائط تقسيم بلادكم. فهؤلاء لا يعتبرون أيا منكم صديقا أو حليفا، بل يقسمونكم إلى جبهات، ويمنعون اتحادكم عن طريق التظاهر بعداء بعضكم وصداقة البعض الآخر. ويكررون فهل هذا كذلك دون خجل في قضية القدس، لأنهم يثقون بأن أحدا منكم لن يبدي رد فعل إزاء ما يحدث. فأثبتوا أنهم على خطأ، أدهشوهم، اصدموهم، أفشلوا مخططاتهم وحساباتهم.

يا زعماء الدول الإسلامية!

إن كل خطوة ستقدمون عليها وكل قرار ستتخذونه وكل موقف وشجاعة ستظهرونها من أجل القدس اليوم ستطلق عهدا جديدا وستغير التاريخ وستجهز الأرضية المناسبة لعودة أمجاد المسلمين. وبناء على ذلك، اتخذوا قرارات استثنائية اليوم، تحدوا أعداءكم، أظهروا للعالم أجمع أنكم لستم مساكين لا حيلة لكم.

لا تنسوا أن ملياري شخص حول العالم ينتظرون منكم صيحة وإشارة، فاتخذوا القرارات المناسبة وأنتم تفكرون فقط في بلادكم ومواطنيكم ومقدساتكم وحريتكم واستقلالكم وشرفكم.

فبلادكم وأمتكم وتاريخكم وأحلامكم المستقبلية معكم أينما كنتم، فاشعروا بهذه القوة واستلهموا منها الدعم وهزوا العالم..

يا زعماء الدول الإسلامية!

لا تتركوا فلطسين بمفردها في هذا الصراع الكبير..



#تركيا
#القدس
#القمة الإستثنائية
٪d سنوات قبل