
كانت الأحداث في واشنطن عبارة عن فوضى حقيقية الأسبوع الماضي،. ففي حفل استقبال "حانوكا" الذي أقيم في البيت الأبيض لليهود، وصف المذيع في "فوكس نيوز" مارك ليفين ترامب بأنه "أول رئيس يهودي يُنتخب رئيسًا للولايات المتحدة في فترتين غير متتاليتين". أما مشهد ليفين، الذي يوضع يديه على كتف ترامب أثناء حديثه، فكان غريبًا بعض الشيء، لا سيما أنه صهيوني مخضرم.
ترامب، الذي كان يغمره الحشد بالتصفيق، تحدث عن أنه في فترته الرئاسية الأولى قد ضمن نقل هضبة الجولان الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى إسرائيل. وقال أيضًا إنه قبل اتخاذ هذا القرار، طلب من السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أن يشرح له في خمس دقائق سبب أهمية هضبة الجولان لإسرائيل، ثم قام بتوقيع القرار بعد ما يُسمى بخمس دقائق من التوضيح من فريدمان.
مع ذلك، فقد كرر ترامب في حديثه للضيوف في حفل "حانوكا" أن مالكة الكازينوهات مريم أديلسون وزوجها الراحل شيلدون أديلسون قد بذلا قصارى جهدهما لدعم ضم هضبة الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وكان الزوجان أديلسون من أكثر المتبرعين سخاءً لحملات ترامب الانتخابية. وأشار ترامب إلى أنه إذا ترشح لفترة رئاسية ثالثة، فإن مريم أديلسون ستتبرع بمبلغ "250 مليون دولار" إضافية.
وبحسب الدستور الأمريكي، فإن ترشح ترامب لفترة ثالثة غير ممكن. وأوضح ترامب ذلك أيضًا، مؤكدًا وجود العديد من الشخصيات التي يمكن أن تحل محله، من بينها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس. ومع ذلك، فقد أوضحت مريم أديلسون في حفل "حانوكا" أنها ناقشت الأمر مع أستاذ القانون الدستوري الشهير، البروفيسور آلان درسهوفيتز، الذي أشار إلى عدم وجود مانع دستوري يحول دون ترشح ترامب لفترة ثالثة. كما قدم درسهوفيتز نسخة من كتابه القادم بعنوان "هل يمكن للرئيس ترامب أن يخدم دستوريًا لفترة ثالثة؟" لترامب.
وفي 17 ديسمبر، ذكر درسهوفيتز في تصريح نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترشح ترامب لفترة ثالثة ليس محظورًا بشكل قاطع، لكنه أشار إلى أنه لا يتوقع أن يسلك ترامب هذا الطريق. أما سكرتيرة البيت الأبيض سوزي وايلز، فذكرت في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" أنها تعلم أن ترامب لا يستطيع الترشح مرة أخرى، لكنها استمتعت بمشاهدة رد فعل الناس على هذه الفكرة.
ويُعرف عن درسهوفيتز أنه كان جزءًا من فريق الدفاع عن المنتج السينمائي الشهير هارفي واينستين، المدان بجريمة الاعتداء الجنسي والحكم عليه بالسجن الطويل. كما كان أحد محامي جيفري إبستين عند اعتقاله لأول مرة في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، ولعب دورًا مهمًا في تسوية قضيته لتخفيف العقوبة. ومع ذلك، فقد تعرض درسهوفيتز لانتقادات بسبب قربه الشخصي من جيفري إبستين، الذي تجاوز حدود العلاقة التقليدية بين المحامي وموكله.
في المقابل، أثارت مقابلات سوزي وايلز مع مجلة "فانيتي فير" ضجة كبيرة. فقد وصفت ترامب بأنه يمتلك شخصية إشكالية رغم أنه لا يشرب الكحول، واعتبرت نائب الرئيس جي دي فانس "مؤمنًا بنظريات المؤامرة". وذكرت وايلز أن فانس كان يتغير في آرائه السياسية، بينما وصفته بأنه من أبرز المرشحين للرئاسة عام 2028 إلى جانب ماركو روبيو، وزير الخارجية الملتزم بمبادئه، مما جعل تصريحاتها أكثر إثارة للانتباه.
وأكدت وايلز أن الإجراءات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما في ذلك حصارها واستهداف قوارب الصيد بحجة تهريب المخدرات، كانت تهدف إلى "تغيير النظام". وأضافت أن ترامب كان يرغب في تفجير القوارب حتى استسلام مادورو، مشيرة إلى أن أي عملية برية ستتطلب موافقة الكونغرس، رغم أن ترامب قال سابقًا: "لسنا بحاجة لموافقة الكونغرس، لكن من الجيد إعلامهم".
وبحسب وايلز، فقد فشلت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي في التعامل مع ملفات جيفري إبستين. إذ قالت إن قائمة زبائن إبستين لم تكن موجودة على مكتبها إطلاقًا، خلافًا لما أشيع.
ومع ذلك، نفت وايلز أن يكون قد تم تحريف تصريحاتها من قبل "فانيتي فير"، فيما أكد ترامب وجي دي فانس وبام بوندي أن سوزي وايلز كانت سكرتيرة عامة رائعة. يبدو أن الهدف كان منع أي نقاش إضافي حول هذه المقابلات.
تُعرف سوزي وايلز، التي تمتلك خلفية في الضغط السياسي، بخبرتها في استراتيجيات الحملات الانتخابية، وكذلك بحذرها وتحفظها ودقتها وانضباطها. ويبدو أن السبب وراء هذه المقابلات الشاملة التي من المتوقع أن تثير جدلًا واسعًا سيظل محل نقاش لفترة من الوقت.
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة