قال الجنرال التركي المتقاعد والخبير في الأمن ومكافحة الإرهاب، فخري إرنال، خلال حديث مع صحيفة "يني شفق" التركية، أنّ الولايات المتحدة تمتلك الآن ورقة رابحة بهدف إنشاء كيان انفصاليّ شمال شرق سوريا، مستدركًا بالقول "هذه الورقة الرابحة تعتبر الأخيرة".
جاء ذلك تعقيبًا على تصريحات لرئيس أركان الجيش الأمريكي، جوزيف دانفورد لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "نعتقد أن هناك حاجةً لتدريب 35 إلى 40 مقاتلًا محليًّا لبسط الأمن، كما يجب تسليح أولئك المقاتلين"، مضيفًا أنهم "أنجزوا 20% من عملية التدريب هذه". كما لفت إلى أنّ الولايات المتحدة لن تخرج من سوريا قريبًا.
واعتبر الجنرال التركي المتقاعد، تصريحات رئيس الأركان الأمريكي منافية للواقع، معتقدًا أنّ ما لا يقلّ عن 70 ألف مقاتل يتلقون تدريباتهم على يد القوات الأمريكية، في المناطق السورية الموازية للحدود التركية، وتسائل الجنرال التركي: لماذا يتمّ تدريب 70 ألف "إرهابيّ"؟، ليجيب "لأنّ الهدف هو زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها، بل والعمل على رفع حالة عدم الاستقرار هذه".
وأضاف إرنال، "إنّ الولايات المتحدة عندما تشعر بمأزق فإنها دائمًا تلجأ إلى "ورقة الإرهاب" وتستغلها، منذ 50 عامًا تفعل ذلك وحتى اليوم. والآن هدفها هو التقسيم، إنها تزعم أنها تحترم وحدة الأراضي السورية، ولكن الحقيقة أنها تعمل جاهدة على تقسيم ذلك البلد".
وتابع الجنرال التركي إرنال قائلًا "إنها تدعم كيانًا يتخذ من مناطق شمال وشرق سوريا حكمًا ذاتيًّا له، تدعمهم بكمّ هائل من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، لماذا؟ إنها تهدف بشكل فعليّ لإقامة دولة انفصالية على الحدود السورية-التركية، تحت مسمّى "إقليم شمال شرق سوريا"، على غرار ما فعلته في العراق".
وأشار إرنال إلى أنّ الولايات المتحدة عبر قواتها العسكرية في شمال شرق سوريا، تدير عملية تغيير ديموغرافي واضح، حيث يتمّ طرد السكان الأصليين لا سيما العرب، ليحلّ محلهم مواطنون أكراد، ومع الأيام لن يكون هناك سكان أصليّون أصلًا".
ولفت إرنال إلى "أنّ الولايات المتحدة وبدعم مالي من السعودية والإمارات، وبمباركة إسرائيلية، يتمّ تشكيل "قوات حرس الحدود" التي تمّ الإعلان عنها سابقًا، والآن يعملون على كسب العشائر العربية لصفهم عبر تقليبهم على تركيا، مقابل مبلغ مأجور، 200 دولار أمريكي مقابل كل مقاتل".
واعتبر الجنرال التركيّ المتقاعد، "أنّ أبراج المراقبة التي شيدتها الولايات المتحدة في سوريا قرب الحدود التركية، ليست لمراقبة تنظيم داعش، بل لمراقبة تركيا وتحرّكاتها العسكرية، لمنع القوات التركية من ضرب تنظيم "بي واي دي/ي ب ك" الإرهابيّ، الذي يشكل خطرًا قوميًّا على الحدود التركية".
وتساءل إرنال مستنكرًا "الولايات المتحدة تزعم أنّ دعمها العسكري لتلك التنظيمات محدود، وسيتم سحب الأسلحة عند القضاء على داعش، هل يوجد ضامن لهذا؟ لا يمكن لأحد أن يضمن تسليم تلك التنظيمات الإرهابية الأسلحة الأمريكية بعدما أخذتها".
وشدّد الجنرال التركي والخبير بالأمن ومكافحة الإرهاب، أنّ "على تركيا الآن أن تسلك جميع الطرق الدبلوماسية لآخر نقطة، وعلى الصعيد الآخر على القوات التركية أن تكون مستعدة في أي لحظة –وهي أصلًا مستعدة-، حتى إن اقتضى الأمر أن تتدخل فعلى قواتنا أن تتدخل وتزيح هذا الخطر القائم قرب حدودنا".
كما اعتبر إرنال أنّ "بقاء تركيا مرتبط ببقاء حدودها الجنوبية آمنة وغير معرّضة للخطر، وأنّ الجنوب التركي عندما يكون بخير فإن تركيا ستكون بخير".