
- بعد إسقاط نظام الأسد، أطلقت الحكومة السورية الجديدة جهودها للانفتاح الدبلوماسي عالميا بعد سنوات طويلة من الانقطاع والعزلة - سعت معظم دول العالم، باستثناء إسرائيل وإيران، إلى بناء علاقات إيجابية مع الإدارة الجديدة في دمشق خلال هذه المرحلة
شهدت سوريا، منذ إسقاط نظام البعث يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، انفتاحًا دبلوماسيًا واسعًا مع العديد من الدول التي سعت إلى تطوير علاقاتها مع دمشق، بينما بقيت إيران وإسرائيل خارج هذا المسار.
وبعد سنوات طويلة من العزلة الدولية المتزايدة منذ عام 2011، كثّفت الإدارة السورية الجديدة جهودها للعودة إلى المشهد الدبلوماسي.
وعقب إسقاط نظام البعث، أعادت وزارة الخارجية السورية تفعيل القنوات الدبلوماسية التي كانت مجمدة، لتبدأ سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى مع عدد من الدول بهدف استعادة العلاقات وتوسيع التعاون الدولي.
وفي هذا الإطار، شهدت العلاقات بين دمشق وعدد من عواصم الشرق الأوسط وأوروبا نشاطًا ملحوظًا، كما أصبحت الحكومة السورية أكثر حضورًا في منصات التعاون الإقليمية والدولية.
وسعت معظم دول العالم، باستثناء إسرائيل وإيران، إلى بناء علاقات إيجابية مع الإدارة الجديدة في دمشق خلال هذه المرحلة.
ومع بدء الانفتاح الخارجي واستئناف الاتصالات الدبلوماسية المنقطعة لسنوات طويلة، قررت عدة دول إعادة فتح سفاراتها في دمشق.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، رُفع العلم التركي على مبنى السفارة بدمشق، لتستأنف أنقرة نشاطها الدبلوماسي بعد توقف دام منذ عام 2012.
كما أعادت كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وقطر وأذربيجان والمغرب فتح سفاراتها في دمشق بعد نحو 13 عامًا من الإغلاق.
وفيما واصلت بعثات دبلوماسية نشاطها دون أن تعلقه حتى في عهد النظام المخلوع، تشير المعطيات إلى أن السفارة الإيرانية في دمشق ما زالت مغلقة رغم مرور عام كامل على تولي الحكومة الجديدة مقاليد السلطة.
كما يتوقع أن تعيد الصين افتتاح سفارتها في العاصمة السورية مطلع عام 2026.
** دبلوماسية الشرع
من جهته، أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع جولات خارجية واسعة بهدف ترميم العلاقات التي انقطعت خلال عهد النظام المخلوع، وشملت زيارات إلى عواصم إقليمية ودولية.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد أجرى الشرع خلال الاثني عشر شهرا الماضية 21 زيارة إلى 12 دولة، شملت كلاً من السعودية، تركيا، الأردن، مصر، الإمارات، قطر، فرنسا، البحرين، الكويت، الولايات المتحدة، روسيا والبرازيل.
كما خاطب الشرع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الفائت، فيما سجل اسمه في التاريخ يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني كأول رئيس سوري يتم استقباله في البيت الأبيض بواشنطن.
** الدبلوماسية السورية الجديدة
في تصريح أدلى به للتلفزيون السوري الحكومي يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، إن "الدبلوماسية السورية الجديدة" تقوم على "تمثيل البلاد بهويتها الحقيقية، ونقل صوت الشعب إلى العالم، واعتماد نهج يقوم على الحوار والتعاون بدلاً من سياسة الإملاءات التي كانت سائدة في الماضي".
وفي هذا الإطار، أجرى الشيباني زيارات رسمية إلى عدد كبير من الدول، في مقدمتها تركيا ودول عربية ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة.
وتُعد وتيرة التحركات الدبلوماسية المكثفة هذه، المؤشر الأوضح على دخول سوريا مرحلة جديدة في سياستها الخارجية.
** التوسع الإسرائيلي
بحسب السلطات السورية فقد نفذت إسرائيل، منذ إسقاط نظام الأسد، أكثر من ألف غارة جوية في مختلف أنحاء البلاد.
وبالإضافة إلى الجولان المحتل، احتلت إسرائيل منذ سقوط الأسد، 800 كيلومتر مربع إضافية من الأراضي السورية.
من جانب آخر، لم تحرز المحادثات الأمنية التي تُجرى بين دمشق وتل أبيب بوساطة أمريكية، أي تقدم حتى اليوم.
وفي الوقت الذي تدفع فيه إسرائيل نحو فرض اتفاق أمني جديد، تطالب دمشق بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال العام الأخير والعودة إلى تطبيق اتفاق عام 1974.
واتفاقية فض الاشتباك تم توقيعها عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، عقب أشهر من حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين وفك الاشتباك بينهما، فيما أعلنت إسرائيل من طرف واحد انتهاء العمل به بعد إسقاط نظام الأسد.









