تحليق مقاتلات أميركية فوق خليج فنزويلا… رسالة قوة في أخطر اقتراب جوي منذ سنوات

14:0410/12/2025, Çarşamba
يني شفق
تحليق مقاتلات أميركية فوق خليج فنزويلا… رسالة قوة في أخطر اقتراب جوي منذ سنوات
تحليق مقاتلات أميركية فوق خليج فنزويلا… رسالة قوة في أخطر اقتراب جوي منذ سنوات

تحليق عسكري أميركي قرب الأجواء الفنزويلية يعكس تصعيدًا محسوبًا في سياق ضغوط سياسية وأمنية متزايدة على كاراكاس. خطوة وُصفت رسميًا بالتدريب، لكنها تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز الطابع الروتيني وتعيد طرح الجدل حول السيادة والتوتر في البحر الكاريبي.



شهدت الأجواء فوق خليج فنزويلا، الثلاثاء، واحدةً من أكثر التحركات العسكرية الأميركية جرأةً منذ سنوات، بعدما حلّقت مقاتلتان من طراز F/A-18 فوق منطقة لا تبعد سوى كيلومترات عن المجال الجوي الفنزويلي، في مؤشر جديد على تصاعد المواجهة غير المعلَنة بين واشنطن وكاراكاس.


وأظهرت مواقع متخصصة في تتبّع حركة الطيران أن المقاتلتين مكثتا لأكثر من نصف ساعة فوق المياه الدولية في خليج تعتبره فنزويلا جزءًا من سيادتها البحرية. ووصفت وزارة الدفاع الأميركية ما جرى بأنه «طلعة تدريب روتينية»، غير أن التوقيت والسياقين السياسي والعسكري يشيران إلى ما هو أبعد من مجرد تدريب اعتيادي.


إشارة قوة غير معلَنة


على مدى الأشهر الماضية، عززت الولايات المتحدة حضورها العسكري في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ونفذت سلسلة ضربات قاتلة ضد قوارب يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات، في حملة أسفرت عن مقتل 87 شخصًا على الأقل. وقال الرئيس دونالد ترامب إن «الضربات البرية قادمة»، من دون تقديم تفاصيل حول نطاقها أو أهدافها.


وبينما تؤكد واشنطن أن عملياتها تأتي في إطار «المعركة ضد شبكات المخدرات»، ترى حكومة الرئيس نيكولاس مادورو أن الهدف الحقيقي هو إضعافها تمهيدًا لإسقاطها.


تدقيق سياسي يتزايد ضد الإدارة الأميركية


تواجه حملة الضربات الأميركية تحقيقاتٍ موسَّعة في الكونغرس، مع مطالبات بمراجعة تسجيلات الفيديو غير المحرَّرة للعمليات، بعد تقارير عن استهداف ناجين في إحدى الضربات. وقال وزير الدفاع بيت هيغسِث إنه لم يحسم بعد قرار نشر لقطات العمليات.


وفي ظل هذا التدقيق، جاء التحليق فوق خليج فنزويلا ليضيف طبقة جديدة من الجدل، خصوصًا أن المقاتلات الأميركية لم تقترب بهذا الشكل من السواحل الفنزويلية منذ بدء حملة «الضغط الأقصى» على مادورو.


منطقة متنازَع عليها… ونذر تصعيد


تعتبر فنزويلا الخليج جزءًا من مياهها الإقليمية، في حين تتمسك واشنطن — استنادًا إلى خبراء قانونيين وعسكريين — بأنه يقع ضمن المياه الدولية. ومع تصاعد الخطاب السياسي بين البلدين، يبدو كل تحرك عسكري قابلًا لفتح الباب أمام مواجهة غير محسوبة.


قراءة في الرسالة الأميركية


تحمل الطلعة الجوية، حتى وإن وُصفت رسميًا بالتدريب، أبعادًا استراتيجية واضحة:


1. إظهار القدرة على الاقتراب من فنزويلا من دون اختراق أجوائها.



2. تعزيز الضغط على حكومة مادورو بالتزامن مع حملات الضربات البحرية.



3. توجيه رسالة إقليمية بأن الوجود العسكري الأميركي في الكاريبي يدخل مرحلة جديدة.



4. تأكيد الاستعداد للتصعيد إذا ما تطلبت الملفات السياسية والعسكرية ذلك.




وبينما لا تُظهر المؤشرات الحالية رغبةً في الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، فإن التحركات المتتالية تضع المنطقة على حافة توترٍ متصاعد، لا سيما مع استمرار واشنطن في توسيع عملياتها، وإصرار كاراكاس على توصيفها بأنها «اعتداءات تهدف إلى تغيير النظام».

#امريكا
#تحليق
#كاراكاس