
خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السوري مع نظيره التركي في دمشق..
قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الاثنين، إن تأخر اندماج ما تُعرف بقوات "قسد" في الدولة بسوريا يعرقل إعمار منطقة شرقي البلاد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، تابعته الأناضول.
وأشار الشيباني إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع "بحث مع الوفد التركي مواضيع مهمة على رأسها التعاون الاقتصادي والتجاري، وخاصة بعد رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري، وتأمين عودة اللاجئين".
وفيما يخص الملف الأمني ومكافحة التنظيمات المتطرفة، أوضح قائلا: "ناقشنا مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم داعش ومنع ظهوره في سوريا من جديد، ووضع تصور مشترك بما يخص شمال شرق سوريا، فالتهديدات على استقرار سوريا تهدد استقرار تركيا أيضا".
وحول العلاقة مع "قسد"، وجه الوزير الشيباني رسائل واضحة بقوله: "اتفاق 10 مارس/ آذار الماضي مع قسد يعبر عن الإرادة السورية في تسريع الاندماج وتوحيد الأراضي السورية بشكل حضاري، لكننا لم نلمس إرادة جدية منها في تنفيذ هذا الاتفاق".
وأضاف: "بادرنا مؤخرا بتقديم مقترح لتحريكه (الاتفاق) إيجابيا، وتلقينا الرد يوم أمس (الأحد) ونعمل على دراسته الآن".
واعتبر أن "منطقة الجزيرة (شرقي البلاد) جزء أساسي من سوريا والدولة توليها اهتماما بارزا، وأي تأخير بـاندماج قسد يؤثر سلبا ويعرقل حركة الإعمار، فالاندماج يجب أن يحقق أرضا سورية واحدة موحدة بشكل حضاري".
وتقع منطقة الجزيرة السورية في الجهة الشرقية من البلاد، وهي محصورة بين نهري الفرات غرباً ودجلة شرقاً، وتضم بهذا المعنى ثلاث محافظات هي دير الزور، الرقة، الحسكة.
وفي 10 مارس الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وزعيم تنظيم "قسد" فرهاد عبدي شاهين المعروف باسم "مظلوم عبدي"، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد في إدارة الدولة، لكن التنظيم يماطل في تنفيذه.
وأكد الشيباني على أن "العلاقات بين سوريا وتركيا استراتيجية وتتطور يوما بعد يوم في جميع القطاعات".
وأشار إلى أنه بحث مع نظيره التركي العودة الطوعية للاجئين السوريين من تركيا و"تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى تخدم مصالح البلدين".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي إن ما تعرف بقوات "قسد" ليس لديها نية لإحراز تقدم كبير في محادثات الاندماج مع حكومة دمشق.
وأضاف فيدان أن تنسيق "قسد" مع إسرائيل يشكل عائقا كبيرا في المباحثات بين التنظيم ودمشق.
وفي وقت سابق الاثنين، بدأ وفد تركي رفيع المستوى يضم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، زيارة عمل رسمية للعاصمة السورية دمشق، التقوا خلال الرئيس أحمد الشرع.
وتتواصل الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين تركيا وسوريا دون توقف كنتيجة طبيعية للأجواء الإيجابية التي سادت في المرحلة الجديدة في سوريا، والتي تعقد بصيغة (3+3) التي تضم وزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، ورؤساء الاستخبارات من كلا البلدين.
وفي 15 يناير/ كانون الثاني 2024، أجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني زيارة إلى تركيا على رأس وفد رفيع المستوى، حيث عقد اجتماعاً موسعاً مع وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن.
وفي 13 مارس الماضي استكمالاً لهذا التنسيق، أجرى فيدان وغولر وقالن زيارة عمل إلى سوريا، لبحث الملفات الميدانية والسياسية.
وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استضافت العاصمة أنقرة اجتماعاً آخر بصيغة (3+3)، ركز على تعزيز التعاون في المجال الأمني وبحث التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.






