وقفوا عاجزين.. فلسطينيون يشاهدون إسرائيل تهدم منازلهم في نور شمس

17:4431/12/2025, الأربعاء
الأناضول
إحصاء رسمي: أكثر من 69 ألف مقيم غادروا إسرائيل خلال العام 2025
إحصاء رسمي: أكثر من 69 ألف مقيم غادروا إسرائيل خلال العام 2025

- شهادات لفلسطينيين يرقبون من تلة مقابلة للمخيم شمالي الضفة جرافات إسرائيلية تهدم بيوتا فيها ذكريات العمر - أحمد المصري: هدموا بيتنا المكون من 5 طوابق وراح سدى تعب السنوات لكننا سنرجع للمخيم ولو دون مأوى - محمد سايس: شعور صعب جدا أن تشاهد بيتك يهدم أمام عينيك وتبقى عاجزا ومشردا وسط مستقبل مجهول - محافظ طولكرم عبد الله كميل: هدم المنازل عقاب جماعي وتصعيد إسرائيلي خطير يستهدف الوجود الفلسطيني



وقف عشرات الفلسطينيين، الأربعاء، على تلة مقابلة لمخيم نور شمس للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يراقبون بصمت وذهول جرافات إسرائيلية تهدم منازلهم، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالعجز.

يقول سكان من المخيم (شرقي مدينة طولكرم)، في أحاديث منفصلة للأناضول، إن مشاعرهم وهم يشاهدون منازلهم تُسوّى بالأرض لا يمكن وصفها، وسط بكاء نساء ورجال فقدوا في لحظة تعب سنوات طويلة.

ويشيرون إلى أن العالم يحتفل بنهاية سنة وبداية أخرى جديدة بينما تحترق قلوبهم على بيوتهم ومخيمهم الذي ولدوا فيه وكبروا.

** إصرار العودة

أحمد المصري، أحد المتضررين، وقف يحدّق في منزله الذي كان قائماً حتى ساعات الصباح، قبل أن تبدأ الجرافات بهدمه.

يقول المصري: "وصلت هنا صباحا ووجدت قوات الاحتلال تهدم منزلي، لا شيء بيدي، هذا بيتي، أمضيت حياتي فيه".

ويضيف: "البيت 5 طوابق وهو غالٍ عليّ، بلحظة فقدت كل شيء، راح مني تعب العمر، وكنت آمل الرجوع إليه، وكان حلمي الاستقرار فيه".

ويتابع بصوت خافت: "لست قادرًا على فعل شيء، تعب العائلة كلها راح سدى، لكننا بالنهاية سنرجع للمخيم، ولو فقدت البيت سأنام بالحارة، لكن لن أترك المخيم".


شهادة الطفولة

بدوره، يفيد محمد سايس، وهو أب لطفل صغير، بأن منزله الذي يضم 4 طوابق هُدم رغم حداثة بنائه.

سايس يوضح قائلا: "أسكن البيت أنا وشقيقي، كنا نود أن نرجع ونستقر، لكن بلغنا الاحتلال أن إعادة البناء ممنوعة".

ويردف: "أنا متزوج منذ 3 سنوات، والبيت بني منذ عامين، ابني الصغير عاش فيه شهرين فقط، واليوم عمره سنة ونصف، وهو اليوم معي يشاهد المخيم والبيت الذي يهدم، صحيح لا يفهم ما يجري ولكنه شاهد المخيم وجرائم الاحتلال".

ويشير سايس إلى أن العائلة باتت بلا مأوى، قائلاً: "أنا وأخي وأهلي الآن نقيم مستأجرين في بيت واحد، وبدون أي عمل، مستقبلنا مجهول".

ويتابع: "قال الاحتلال لأبي أسبوع فقط وترجعوا، مرت سنة ولا شيء سوى الوعود، شعور صعب جدا، حسبنا الله ونعم الوكيل".


هدم واسع

وبشأن أعمال الهدم، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، في بيان صحفي وصل الأناضول، إن قوات إسرائيلية بدأت الأربعاء، تنفيذ قرار هدم 25 منزلاً داخل المخيم.

ووصف المحافظ الخطوة الإسرائيلية بأنها "تصعيد خطير يستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات، ويشكل عقابًا جماعيًا بحق المدنيين".

وأضاف أن عمليات الهدم تأتي في سياق "سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا وتغيير الواقع الديمغرافي في المخيم".

وأشار إلى أن العائلات المتضررة تواجه خطر التشريد في ظل تدمير متواصل للمنازل والبنية التحتية، وما يرافق ذلك من تفاقم المعاناة الإنسانية.

وجدد كميل دعوته إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية "للتدخل العاجل لوقف جريمة العدوان بحق الفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور شمس، وبحق أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان".

وصادقت المحكمة العليا الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، على هدم 25 بناية سكنية في مخيم نور شمس، رغم الإقرار بأنها مبانٍ مدنية.

وقال مركز "عدالة" الحقوقي العربي في إسرائيل إن المحكمة رفضت التماسًا قدمه المركز وسكان من مخيم نور شمس ومناطق محاذية له، ضد أوامر هدم تلك المباني.

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025 يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه شمالي الضفة الغربية، بدأه بمخيم جنين ثم انتقل إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، وأسفر عن تدمير آلاف المنازل وتهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني.

ومع بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثفت إسرائيل إجراءاتها في الضفة الغربية، بما يشمل هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين وتوسيع البناء الاستيطاني، في خطوات يقول الفلسطينيون إنها تمهّد لضم الضفة الغربية رسميًا.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عن مقتل ما لا يقل عن 1104 فلسطينيين، وإصابة نحو 11 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألفًا منذ 8 أكتوبر 2023.

#الجيش الإسرائيلي
#الضفة الغربية
#فلسطين
#مخيم نور شمس
#هدم منازل