نحن ننتحر في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلينا بشدة!

08:5017/11/2025, الإثنين
تحديث: 28/11/2025, الجمعة
يوسف قابلان

الجملة الأساسية التي سأبني عليها هذا المقال هي: علم الاجتماع يختفي. يرجى الانتباه جيدًا: علم الاجتماع لا يتغير، بل يختفي. العالم يتغير بسرعة هائلة البشرية، التي تتغير وتتحول، يبدو أنها ستختفي في النهاية. هذه ليست مجرد عملية تحول، بل حالة تحول كامل وشامل. ليست مجرد إعادة تشكيل، بل ارتقاء الإنسان إلى كيان آخر وانقراضه بمعنى فقدان وجوده. ففي نهاية المطاف، نحن وكأننا قد أُطلقنا نحو عصر ما بعد الإنسان وعصر الإنسان المتقدم تقنيًا. البشرية تنتحر… النوع البشري الذي نعرفه يواجه خطر الانقراض. نحن على أعتاب

الجملة الأساسية التي سأبني عليها هذا المقال هي: علم الاجتماع يختفي.

يرجى الانتباه جيدًا: علم الاجتماع لا يتغير، بل يختفي.

العالم يتغير بسرعة هائلة

البشرية، التي تتغير وتتحول، يبدو أنها ستختفي في النهاية.

هذه ليست مجرد عملية تحول، بل حالة تحول كامل وشامل.

ليست مجرد إعادة تشكيل، بل ارتقاء الإنسان إلى كيان آخر وانقراضه بمعنى فقدان وجوده.


ففي نهاية المطاف، نحن وكأننا قد أُطلقنا نحو عصر ما بعد الإنسان وعصر الإنسان المتقدم تقنيًا.


البشرية تنتحر…

النوع البشري الذي نعرفه يواجه خطر الانقراض. نحن على أعتاب عصر نصف بشري ونصف آلي، حيث يُستهدف الإنسان التقليدي بأن يُزاح عن عرشه ويُسحب من مسرح الوجود، ونحن نتقدم نحو هذا العصر بسرعة الضوء تقريبًا…


مجلة العلم الأمريكي واحدة من الدوريات التي أتابعها عن كثب. بالمناسبة، تاريخ الولايات المتحدة قد يكون قصيرًا نسبيًا، لكنه لا يضاهي عمر هذه المجلة، التي تصدر منذ عام 1845!


نحن نتفاخر بتاريخنا الذي يمتد لآلاف السنين، لكننا لا نملك حتى مجلة قديمة واحدة!


حين تُسلب إرادة الوجود منا، وندفع إلى حافة كارثة انقراض اجتماعي وثقافي، لا نجد لا الوقت ولا الطاقة للانشغال بالمجلات والدوريات.


مجلة العلم الأمريكي أصدرت عددًا خاصًا عن الذكاء الاصطناعي، وكان مذهلًا بكل معنى الكلمة. حيث تحدث أبرز العلماء عن الذكاء الاصطناعي وكيف أنه يدفع العالم نحو حافة كارثة وشارع مسدود.


التقدم في التكنولوجيا والعلوم الطبيعية التي أنتجت هذه التكنولوجيا لا يعني تطور الإنسان نوعيًا، بل يعني تقدمه الكمي وتراجعه النوعي. هذه التكنولوجيا، وهذه العلوم التي أنتجتها بلا روح، لا تساعدنا على فهم معنى الحياة، بل تزيد من استغلال العالم من قبل الطامعين، حيث يؤدي النمو المتبادل للازدهار والاستغلال إلى دفع البشرية نحو كوارث عظيمة.


الإنسان يفقد هدفه، وتصبح الوسائل هي الهدف، ويصبح العقل الوسائلي مجرد وسيلة تؤدي إلى فقدان الفهم، وتحويل الإنسان إلى عبد للآلة.


باختصار: الإنسان يصبح أسير عمله، وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ.


نحن نختفي كبشرية؛ والنظام الرقمي الذي أسميه الحضارة الرقمية، يقرر مستقبل النوع البشري ويهدده؛ وبشكل أخص، نحن نفقد صفاتنا كأمة مسلمة شكلت مصير العالم لآلاف السنين، ويختفي علم الاجتماع الإسلامي.


مجلة الاقتصادي ركزت في عددها الأخير على أزمة الأسرة، مشيرة إلى أن العالم يتجه نحو جيل جديد يُسمى "جيل العزوبية"، حيث تسود العائلات الفردية وحياة العزوبية في مكان غير مؤكد.


توضح المجلة أن الزواج، وحتى العلاقات خارج الزواج، على وشك الانتهاء بسبب سيطرة التكنولوجيا على حياتنا، وأن الأسرة على وشك الانقراض.


انقراض الأسرة يؤدي إلى انقراض النوع البشري، ويدفعه نحو حافة الفناء.


التكنولوجيا التي طورتها الحضارة الغربية لم تُبْقِ الإنسان ليعيش حياة أكثر إنسانية، بل دفعت النوع البشري نحو حافة الانقراض.


البشرية تنتحر…


العالم بحاجة إلينا، ونحن بحاجة إلى الحقيقة…

التكنولوجيا تفسد معنى الحياة وقيمتها، وتجعل الإنسان عبدًا للسرعة والمتعة والإغراء، وتحول الحياة إلى مجرد ساحة حرب مرعبة، حيث يهيمن الإمبرياليون على البشر والأرواح والضمائر، مثل مصارعين في ساحة رومانية قديمة أو قبائل متوحشة في العصر الحديث.


نعم، الإنسانية دفعت أولاً إلى حافة الانتحار ميتافيزيقيًا، من خلال وهم تأليه الإنسان. وفي هذه المرحلة، الإنسان المؤله يزيح الإنسان العادي عن عرشه ويُسحبه من التاريخ.


إعادة البشرية إلى عالم إنساني هو مسؤوليتنا وحدنا في هذا العالم المختل. غزة أثبتت ذلك؛ فقد انفجر فيها روح الإمبراطورية العثمانية.


لكن أبناء العثمانيين يُدفعون نحو الانقراض. تركيا تفقد علم الاجتماع: بتخليها عن الإسلام، تُساق نحو حافة الانتحار.


تخلي تركيا عن الإسلام يعني انتحارها. لقد نجحنا في تحويل هذه الأرض، على أسس المبادئ الإسلامية، إلى دار سلام يعيش فيها الجميع بحرية لألف سنة. الأجيال التي تتخلى عن الإسلام، وتركض وراء ملذاتها، وقد فقدت إرادة الوجود وطموحاتها، لن تتردد في مغادرة هذا البلد. إذا ظننا أننا سنحمي استقلال هذا البلد بتقليد الأعداء والغربيين، فنحن نعيش في وهم، وزوالنا محتوم، لا سمح الله.


في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلينا بشدة، نحن ننتحر!


العالم بحاجة إلى العدالة والإنصاف والرحمة.


لقد منحنا العالم ذلك من خلال تجربة الحضارة العثمانية.


الخزينة لدينا، لكن الجحود واللاروحانية موجودة أيضًا بيننا!


عند ذكر العثمانيين، يظهر لدى هذا البلد نوع من "النخبة" المزيفة، الاصطناعية والسطحية، التي تتفاعل بشكل هستيري.


نسأل الله أن يمنحنا العقل والرؤية.

#البشرية
#العثمانيون
#تركيا
#علم الاجتماع
#اللاروحانية
#النخبة المزيفة