اهتمام واسع وترقب جماهيري لانطلاق كأس الأمم الإفريقية بالمغرب

يترقب عشاق كرة القدم بالقارة السمراء، الأحد، انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية في المغرب والتي تستمر منافساتها حتى 18 يناير/ كانون الثاني المقبل، بمشاركة 24 منتخبا.

وتحظى هذه النسخة باهتمام عربي واسع في ظل تواجد ستة منتخبات عربية مشاركة في البطولة، هي المغرب، الدولة المضيفة، ومصر وتونس والجزائر والسودان وجزر القمر.

لكن ما يزيد من حجم الاهتمام بتلك البطولة هو التجهيزات الكبيرة التي وفرها المغرب تنظيميا، في محطة اختبار حقيقية أمام العالم لإظهار قدراته قبل استضافة مونديال 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

وخصص البلد المضيف، الذي ينظم البطولة للمرة الثانية بعد نسخة 1988، تسعة ملاعب بمعايير حديثة موزعة على 6 مدن هي: الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش وأغادير وطنجة، في خطوة تعكس اتساع قاعدة الاستضافة وجودة التجهيزات.

وكان من المقرر في البداية أن تستضيف غينيا هذه النسخة، ولكن تم سحب حق استضافة المسابقة منها عام 2022 بسبب عدم جاهزيتها، كما تم تعديل موعدها إلى فصل الصيف حتى لا تتعارض مع بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.

ضربة البداية مع البلد المضيف

والأحد، ستكون ضربة البداية مع مباراة المغرب وجزر القمر في افتتاح البطولة ومنافسات المجموعة الأولى على ملعب "الأمير مولاي عبد الله" بالرباط، والذي يتسع لـ68 ألف متفرج، وسيشهد أيضا المباراة النهائية في 18 يناير 2026.

وبنظرة سريعة على مجموعات البطولة، فقد تم توزيع المنتخبات الـ24 على ست مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، حيث تضم الأولى: المغرب، المضيف، ومالي، وزامبيا، وجزر القمر.

وتضم الثانية كلا من: مصر، وجنوب إفريقيا، وأنغولا، وزيمبابوي، وجاءت منتخبات نيجيريا، وتونس، وأوغندا، وتنزانيا ضمن المجموعة الثالثة، والسنغال، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وبنين، وبوتسوانا في المجموعة الرابعة.

وتضم المجموعة الخامسة منتخبات: الجزائر، وبوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية، والسودان، فيما تضم المجموعة السادسة كلا من: كوت ديفوار، حاملة اللقب، والكاميرون، والغابون، وموزمبيق.

أبرز اللاعبين المحترفين

وستكون الأضواء مسلطة في هذه البطولة على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين الذين ينشطون في كبرى الأندية العالمية بمختلف الدوريات الأوروبية وغيرها.

ومن أبرز هؤلاء اللاعبين يأتي محمد صلاح وعمر مرموش (مصر)، وأشرف حكيمي وإبراهيم دياز وعز الدين أوناحي وبلال الخنوس ونصير مزراوي (المغرب)، وفيكتور أوسيمين وأديمولا لوكمان (نيجيريا).

كما يتواجد رياض محرز ومحمد الأمين عمورة ورامي بن سبعيني وفارس شعيبي وريان آيت نوري (الجزائر)، وبريان مبويمو وفرانك زامبو (الكاميرون)، وبيير-إيميريك أوباميانغ (الغابون)، وساديو ماني وإدريسا غاي وإسماعيلا سار (السنغال)، وفرانك كيسي وأماد ديالو (كوت ديفوار).

النسخة الأكثر تنافسية

وربما ستكون هذه النسخة هي الأكثر تنافسية لاتساع عدد المرشحين للفوز باللقب، يتقدمهم المغرب، البلد المضيف، يدعمه في ذلك الطفرة الهائلة في مستواه حتى بات يحتل المركز 11 في التصنيف العالمي.

ويلعب عامل الأرض والجمهور دورا مهما في تعزيز حظوظ "أسود الأطلس" لتصدر قائمة المرشحين للفوز باللقب، الغائب عن خزائنهم منذ نسخة 1976، فيما يظل منتخب كوت ديفوار، حامل اللقب، منافسا قويا في السباق.

كما يدخل منتخبا السنغال ونيجيريا كمرشحين بارزين بفضل امتلاكهما عناصر ذات جودة عالية وخبرة قارية كبيرة، إضافة إلى منتخب مصر صاحب التاريخ الأبرز في المسابقة، والجزائر وتونس بفضل المقومات الفنية التي تؤهل المنتخبين للمنافسة بقوة على اللقب.

أرقام تاريخية

البطولة العريقة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957 بثلاثة منتخبات فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا بعد استبعاد جنوب إفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري وأحرز لقبها "الفراعنة"، عرفت العديد من الأرقام القياسية.

يتسيّد منتخب مصر فرق القارة بصفته المنتخب الأكثر تتويجا بواقع 7 ألقاب، يليه منتخب الكاميرون بـ5 ألقاب، ثم غانا بـ4 ألقاب، ثم نيجيريا بـ3 ألقاب وكوت ديفوار بـ3 ألقاب.

ويمتلك منتخب تونس الرقم القياسي في المشاركات المتتالية بواقع 17 مشاركة متتالية بين عامي 1994 و2025، حيث لم يغب عن الحدث القاري على مدار أكثر من 30 سنة.

ويقتسم منتخبا الكاميرون (2002) وكوت ديفوار (2012) الرقم القياسي بعدم استقبال أي أهداف طوال نسخة واحدة، حيث ظلّا دون هدف في 6 مباريات متتالية.

ويُعد المدرب الفرنسي كلود لوروا أحد أساطير بطولة أمم إفريقيا، حيث يحمل الرقم القياسي لأكثر المباريات خوضا في تاريخ البطولة بـ38 مباراة عبر 9 نسخ، بدءا من 1986 مع الكاميرون وحتى 2015 مع الكونغو.

ويعتبر المصري محمود الجوهري إلى جانب النيجيري ستيفان كيشي الوحيدين اللذين نجحا في الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا لاعبين ومدربين، حيث فعلها الجوهري لاعبا في 1957 ثم مدربا في 1998، كما حقق كيشي اللقب لاعبا في 1994 ثم مدربا في 2013.

أما أكثر اللاعبين مشاركة في نسخ البطولة هم ريغوبيرت سونغ (الكاميرون)، وأحمد حسن (مصر)، وأندريه آيو (غانا)، ويوسف المساكني (تونس) برصيد مشاركات بلغ 8 نسخ في البطولة.

ويمتلك الكاميروني صامويل إيتو الرقم القياسي لعدد الأهداف في تاريخ البطولة بواقع 18 هدفا، فيما يمتلك المصري أيمن منصور الرقم القياسي لأسرع هدف في تاريخ كأس أمم إفريقيا (بعد 23 ثانية من انطلاق المباراة) وكان ذلك في نسخة 1994 خلال الفوز الكبير على الغابون برباعية نظيفة.

ويعتبر الإيفواري لوران بوكو أكثر من سجل أهدافا في مباراة واحدة بتاريخ النهائيات، وكان ذلك في نسخة 1970 عندما سجل 5 أهداف بشباك إثيوبيا.